سياسة عربية

فتح معبر رفح طوال شهر رمضان.. لماذا الآن؟

الأشعل: تقرب مصر من الفلسطينيين قد يهدف إلى ضرب المقاومة- جيتي
الأشعل: تقرب مصر من الفلسطينيين قد يهدف إلى ضرب المقاومة- جيتي

شكك سياسيون ومحللون في المبررات التي ساقتها السلطات المصرية لفتح معبر الحدودي مع قطاع غزة طوال شهر رمضان، متسائلين: "إن كان فتح المعبر يهدف للتخفيف عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة كما تقول السلطات المصرية.. فلماذا يظل مغلقا طوال العام إلا من أيام معدودات ومتباعدات؟".


وربطوا في تصريحات لـ"عربي21" بين فتح المعبر وبين بدء العد التنازلي للإعلان عن تفاصيل خطة ما تسمى بـ"صفقة القرن" من ناحية، وبين محاولة تخفيف الضغط على الجبهة الأخرى للاحتلال الإسرائيلي، بعد أسابيع من مسيرات العودة نحو الأراضي المحتلة، ومحاولة إماطة بعض الأذى عن صورته التي تضررت بشدة من ناحية أخرى.


وعلى غير العادة؛ لم تؤثر محاولة اغتيال قائد الأمن المركزي شمال سيناء، اللواء ناصر الحسيني، ومقتل ضابط من مرافقيه للمرة الثانية في أقل من 6 أشهر، جنوب مدينة العريش، على عمل المعبر الذي عادة ما يغلق إثر أي عمليات مسلحة تجرى في المنطقة تتواكب غالبا مع إعلان السلطات المصرية فتح معبر رفح لعدة أيام ثم يُغلق على إثرها.


سيناريوهات متعددة


السياسي المصري، والدبلوماسي السابق، السفير عبدالله الأشعل، قال إنه يتفق مع من يذهبون بالقول إلى أن فتح معبر رفح "يأتي ضمن محاولة غسل صورة السلطات المصرية التي تضررت بقوة نتيجة موقفها المتواضع من أحداث غزة والقدس".


ولم يستبعد خلال حديثه لـ"عربي21" أن يكون فتح المعبر مقدمة لأحداث أخرى قادمة أسوأ، قائلا: "أتوقع مبادرات أخرى حتى يستجيب أهل غزة للتمدد في سيناء حتى يمكن نقل أهل القدس إلى غزة الكبرى".

 

اقرأ أيضا: هنية: مصر لم تنقل لنا رسائل تهديد والمسيرات مستمرة (شاهد)

وأشار الأشعل إلى أن "تقرب مصر من الفلسطينيين قد يهدف إلى ضرب المقاومة بالسكان"، متوقعا أن تميط إسرائيل اللثام عن أدوار جديدة في إطار ما يسمى بصفقة القرن.


ورأى الأشعل أن العقبة الكبيرة التي تشكل تحديا حقيقيا أمام رئيس سلطة الانقلاب عبد الفتاح السيسي "هي تمسك الفلسطينيين بأرضهم في قطاع غزة، وليس في مكان آخر، بينما لا يعبأ برد فعل المصريين، ولا يلقي لهم بالا".


التخفيف عن الإسرائيليين


مؤسس تيار الأمة، وزعيم حزب الفضيلة، محمود فتحي، ذهب إلى القول بأن "السيسي لا يحاول غسل صورته؛ إنما امتصاص الغضب لدى سكان قطاع غزة"، مضيفا أن "الحصار دفع بالفلسطينيين إلى الانطلاق في مسيرات العودة نحو الأراضي المحتلة، فأراد تخفيف حالة الاحتقان الموجودة، وبالتالي التخفيف من تأثير مسيرات العودة على العدو الصهيوني".


وقال فتحي لـ"عربي21" إن "فتح المعبر (رفح) طوال الشهر تم بترتيب أمريكي-صهيوني لتخفيف حدة الاحتقان على الحدود مع الكيان المحتل، ومحاولة وضيعة من النظام لتجنيب الاحتلال الدخول في مواجهات مع الفلسطينيين على خطوط التماس، وانتقادها دوليا؛ بسب ممارساته القمعية إزاء المسيرات السلمية اليومية، والرباط على الحدود".


وعلل ذلك بأن "السيسي لم يفكر يوما في تخفيف الحصار عن الفلسطينيين منذ 2013، فلماذا اليوم؟ فهو شريك في حصار أهل غزة مع الصهاينة، دأب الأنظمة الديكتاتورية في قمع شعوب الربيع العربي".

 

اقرأ أيضا: هكذا يربك استمرار مسيرات العودة الكبرى حسابات إسرائيل

سيناريوهات التهجير


وربط الكاتب والمحلل السياسي، سيد أمين، بين ترتيبات صفقة القرن وفتح معبر رفح طوال شهر رمضان، قائلا: "بما أن صفقة القرن تتضمن منح الفلسطينيين أراضي في سيناء فكان من الضروري فتح المعابر لتهجير الفلسطينيين قسريا بعد ذلك".


وأعرب في تصريحات لـ"عربي21"عن اعتقاده بأن "المعبر سيتم فتحه بشكل دائم تمهيدا لإجراءات قسرية لتهجير الفلسيطينيين من غزة إلى سيناء تحت دعاوى تخفيف الحصار، والتضامن".

وتابع: "كما أتوقع أيضا منع الفلسطينيين الذين يعبرون المعبر من مغادرة سيناء؛ ليمكثوا في الجزء المراد تأسيس دولة فلسطينية عليه بين قطاع غزة وشمال سيناء".

التعليقات (0)