عبّر خبير
إسرائيلي بارز، عن خشيته من تداعيات
عودة التوتر إلى الساحة الفلسطينية، في الوقت الذي يسعى نظام رئيس الانقلاب عبد
الفتاح السيسي للتدخل لدى حركة "حماس" لمنع تدهور الأوضاع.
ورأى الخبير العسكري الإسرائيلي، يوسي ميلمان،
في مقال له، بصحيفة "معاريف" العبرية: "أن هجمات سلاح الجو
الإسرائيلي في سوريا ضد أهداف إيرانية في الأسبوع الماضي، تبدو وكأنها وقعت قبل
عصور والعيون باتت تنظر مرة أخرى للساحة الفلسطينية"، متسائلا بدهشة:
"بأي وتيرة تتسارع فيها الأحداث الأمنية في إسرائيل والمنطقة؟".
وأضاف: "يقع تطوران دراماتيكيان غدا وبعد
غد الأول؛ الاحتفال بتدشين السفارة الأمريكية في القدس، والثاني؛
مسيرة العودة في
ذكرى النكبة في
غزة"، معتبرا أن "كلاهما حدثان متفجران على نحو خاص،
وثمة تمهيدا لهما واستعدادا متعاظما كذلك، لم يسبق أن شهدناه منذ زمن بعيد، لكل من
الأجهزة الأمنية والجيش الاسرائيلي".
وأوضح ميلمان، أن "الخوف مربع، الأول؛ أن
تنجح حماس، في إخراج المتظاهرين إلى شوارع القدس والضفة الغربية أيضا، وان تكون
محاولات لتنفيذ عمليات ، وأن يقتحم المتظاهرون الجدار الحدودي مع غزة، ويتسللوا
بالمئات وربما أكثر إلى داخل الحدود، وأن يقتل في الصدامات عشرات وربما مئات بنيران
قوات الجيش الإسرائيلي".
وفي وقت سابق، "شاهدنا إمكانيات التفجر في
أيام الجمع الأخيرة"، وفق الخبير الذي نوه إلى أن وزير الحرب أفيغدور
ليبرمان، صادق على إغلاق معبر "كرم أبو سالم"، بعد اقتحامه أول أمس من
الغاضبين الفلسطينيين، والتي يصعب – وفق تقديره – على حركة "حماس السيطرة
عليهم".
ولفت إلى أنهم "يخططون لتوجيه قوة الغضب
لدى المتظاهرين للمس بالجدار الحدودي ومواقع الجيش الإسرائيلي، وإذا نجحوا فالتسلل
إلى المناطق الإسرائيلية (المستوطنات)"، منوها أن الأجهزة الأمنية
الإسرائيلية تشدد من رقابتها على وسائل وشبكات التواصل الاجتماعي، من أجل "جمع
المعلومات الاستخبارية على النوايا لتنفيذ عمليات".
وأشار ميلمان، إلى أن "الوسائل التي
سيتخذها الجيش تتضمن نار القناصة، واستخدام الطائرات المسيرة بدون طيار، والتي
اثبتت قدرة لا بأس بها في قطع حبال الطائرات الورقية المشتعلة، وكذا الحوامات التي
ترش من الجو المياه القذرة على المتظاهرين".
وبالتوازي مع هذه الوسائل في قمع المتظاهرين،
كشف الخبير أن "هناك جهود لمحاولة تهدئة الوضع"، مشيرا إلى زيارة وفد من
"حماس" إلى القاهرة برئاسة قائد الحركة إسماعيل هنية، وذلك للقاء رئيس
المخابرات المصري كامل عباس.
وتابع: "سيستمع منه، وليس للمرة الأولى،
بأن على حماس أن تستخدم صلاحياتها للجم المتظاهرين، ومنع خطر خروج الأحداث عن نطاق
السيطرة".
ومن هذه الأقوال يمكن الاستنتاج أن التدخل أو
الضغط المصري يأتي بطلب من الاحتلال الإسرائيلي الذي تربطه "علاقة
استراتيجية"، وفق مراقبين مع نظام عبد الفتاح السيسي
وبين الخبير، أن "مصر عمليا؛ هي قناة
الاتصال المركزية التي تحاول التوسط بين إسرائيل وحماس، ولكن اهتمامها ينصب بشكل
أساسي على المصالحة الفلسطينية الداخلية التي فشلت"، مؤكدا أن "تأثير
مصر على حماس محدود".
ووفي نهاية مقاله قال "باختصار، جهاز
الأمن في إسرائيل يسير نحو المجهول".