هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أفاد مراقبون في تونس بأن نتائج الانتخابات البلدية، وما سيتمّ خلال الأسابيع المقبلة من تحالفات بين الفائزين فيها للظفر برئاسة مجالسها، "مرحلة مفصلية لرسم الخارطة السياسية في 2019 موعد الانتخابات التشريعية والرئاسية".
فمن جهته، شبّه أستاذ القانون الدستوري والمحلّل السياسي قيس سعيد نتائج البلديات، بعملية سبر آراء لوضع الخارطة الانتخابية استعدادا لاستحقاقات 2019.
وقال في تصريح خاص لـ"عربي21"، إن الأحزاب السياسية تتعامل مع نتائج الانتخابات وتحالفات وتوزيع للمقاعد والرئاسات وعينها على الانتخابات التشريعية والرئاسية 2019.
تحالف النهضة والنداء
وأشار إلى أن القانون الانتخابي "أفرز فسيفساء من القائمات الحزبية والمستقلة التي لن تستطيع التسيير والحكم بمفردها لذلك فإنّ التوجّه العام لحزبي النهضة والنداء "سيكون نحو بناء تحالف مرة أخرى رغم تصريحات بعض الندائيين بعدم الدخول في أيّ تحالف".
اقرأ أيضا: لماذا شنت نخب نسوية هجوما على مرشحة النهضة لبلدية تونس؟
وتابع بأن الأحزاب الكبرى لا تعنيها المجالس البلدية كثيرا بقدر ما يهمها أكثر الاستعداد لانتخابات 2019، لذلك سيجد بعضها، ممّن يطمح إلى تصدر مجالس الحكم المحلّي، نفسه في مأزق حقيقي.
وقال: "سيجد هؤلاء أنفسهم أمام طلب ود أحزاب وقوائم لا تشترك معها في شيء، للرد على تحالفات مقبلة بين القائمات المستقلّة نفسها، أو بين أحد حزبي النهضة أو النداء مع قائمات مستقلة أو أحزاب أخرى معارضة".
وأضاف الأستاذ سعيد أن المأزق الثاني أن القائمات المستقلة، التي بنيت خطاباتها الانتخابية على هذا الأساس، قد لا تقدر على التحالف مع القائمات الحزبية لأنها ستفقد استقلاليتها في نظر من انتخبها.
تصريح السبسي الابن
وكان المدير التنفيذي لحركة نداء تونس، حافظ قائد السبسي، نجل الرئيس، قال في تصريح إعلامي، إن حزبه سيتحالف فقط مع ما سماه بـ"الطيف الديمقراطي".
وتابع لموقع "آخر خبر أون لاين" بأن الطيف يقوم أساسا على "القائمات المستقلة القريبة من ناحية توجهاتها من النداء والأحزاب التي تشترك مع الأخير في جملة من الثوابت والافكار"، لافتا إلى أن "النداء" لن يتحالف مع حركة النهضة في المجالس البلدية.
اقرأ أيضا: نسب التمثيل في بلديات تونس.. النهضة أولا (إنفوغرافيك)
وفسّر محللون التصريح بأن نداء تونس يريد منذ الآن الانطلاق في استراتيجيته الانتخابية القديمة المتجدّدة، وهي "معاداة النهضة، وبناء خطاب انتخابي معاد لها حتى لا تتضرر صورته (النداء) قبل انتخابات 2019"، مثلما صرّح الإعلامي زياد كريشان في إذاعة "موزاييك".
أحزاب الثورة
من جانبه، اعتبر رئيس الهيئة السياسية لحزب "المؤتمر"، سمير بن عمر، أن نتائج "البلديات" ربما تدفع ما وصفها بـ"أحزاب الثورة" الى التقارب إلى بعضها في الانتخابات التشريعية 2019، من أجل تحسين نتائجها والفوز بمقاعد بالبرلمان.
وتابع في تصريح خاص لـ"عربي21" بأن تجربة الانتخابات الجزئية لمقعد دائرة ألمانيا التي جرت نهاية العام الماضي، وفاز بها المعارض ياسين العيّاري، يمكن إعادتها في تشريعية 2019، إذا توفّرت شروط موضوعية لذلك، بهدف تحقيق الانتصار أمام النهضة والنداء.
ولفت ابن عمر إلى أن انتخابات 2019 "ستتأكد اتجاهات الرأي العام الذي ساد في 2018 بأكثر وضوح في 2019، لأنّ المسافة الزمنية القصيرة بين الاستحقاقين ليست كبيرة والرأي العام لن تتغير اتجاهاته كثيرا نحو معاقبة أحزاب السلطة والانتصار لأحزاب الثورة".
هدف واحد
واعتبر القيادي السابق بنداء تونس بوجمعة الرميلي نتائج البلديات وما سيتبعها من تحالفات مرحلة هامة وضرورية من التجربة الديمقراطية التي تعيشها تونس.
وطالب في تصريح لـ"عربي21" الطبقة السياسية بـ"مراعاة مصالح البلاد الاقتصادية خاصة وليست المنافع الحزبية الضيقة"، مضيفا: "يهمني كثيرا أن تلتقي الأحزاب والمنظمات منذ اليوم وفي الاستحقاق الانتخابي المقبل حول هدف واحد هو تحقيق الأفضل للبلاد".
اقرأ أيضا: قيادي بنداء تونس يحمّل وزراء الشاهد مسؤولية "الهزيمة"
وأشار إلى أن نتائج البلديات لم تكشف سوى عن نصف الحقيقة، مضيفا: "من يريد أن يفهم كيف ستكون تحالفات القادمة والمشهد السياسي في 2019 عليه أن ينتظر إلى ما بعد انتخاب رؤساء المجالس البلدية"، وفق تعبيره.
وكان القيادي في حركة النهضة، عبد اللطيف المكّي، قال في تصريح سابق لـ"عربي21" إنّ هذه الفترة "تعدّ فرصة للجميع لمزيد من التأمل، لافتا إلى أنّ المفاوضات والتحالفات ستتمّ بين الفائزين بمقاعد في المجلس البلدي وليس بين الأحزاب".