هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "الموندو" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن المملكة العربية السعودية وإسرائيل، الجهتان اللتان لم تكونا مقربتين في أي وقت من الأوقات، لكن المصالح المشتركة والعداء تجاه إيران، جعلا من الرياض وتل أبيب حليفين في منطقة الشرق الأوسط، لكن بشكل غير معلن.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته
"عربي21"، إن التقارب السياسي بين البلدين، وسعيهما إلى اتخاذ قرارات
صارمة للحد من النفوذ المتنامي لإيران في المنطقة، جعل منهما حليفين صامتين، لافتة
إلى أن انسحاب ترامب من جدالنووي الإيراني يعد من أكبر الانتصارات السياسية
التي حققتها الرياض وتل أبيب بشكل مشترك، وقد تم ضمان هذا المكسب المشترك دون
قيادة محادثات مباشرة بينهما.
وأضافت الصحيفة أن "المملكة العربية السعودية
وإسرائيل عمدتا منذ أشهر إلى إنشاء نظام معقد من الاتصالات غير المباشرة التي ظهرت
للعلن، والتي تسلط الضوء على التوافق السياسي بينهما وتحالفهما الصامت، ورافق هذه
الاتصالات غير المباشرة المعقدة، إشارات برزت من خلف الكواليس، وقد كانت تصريحات
ولي العهد التي أدلى بها إلى الصحف الأمريكية، منذ أسابيع، خير دليل على ذلك".
وقد أكد الملك السعودي المستقبلي، أنه يعتقد أن
الإسرائيليين، والفلسطينيين، لهم الحق في أن تكون لهم أرضهم الخاصة بهم، ردا على
سؤال صحيفة "الأتلنتيك" الأمريكية حول حق الشعب اليهودي في أن تكون له
دولة.
اقرأ أيضا: واشنطن تفرض عقوبات جديدة على 6 أشخاص و3 كيانات إيرانية
وأوردت الصحيفة أن "تصريحات ابن سلمان فيها دعوة
لإسرائيل لتبني مبادرة السلام التي أطلقتها الرياض سنة 2002، وإلى جانب هذه
الإيماءات العلنية، تتبادل إسرائيل والمملكة العربية السعودية، سرا، العديد من
الرسائل عبر مصر، من أجل مناقشة المعضلة الإيرانية".
وأوضحت الصحيفة أن "تحركات ابن سلمان في المنطقة
تعد جزءا من الرؤية الاستراتيجية التي يفرضها في المملكة العربية السعودية، عن
طريق جملة من الإصلاحات، ولتنفيذ هذا المخطط، يحتاج ابن سلمان إلى حل مشكلة التنافس
السياسي في الشرق الأوسط".
وذكرت أنه "في الوقت الراهن، يحاول ولي العهد
السعودي التخلص من هذه العوائق عبر استعمال القوة ضد إيران وقطر ولبنان، وفيما
يتعلق بإسرائيل، فيسعى ابن سلمان إلى حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي المنسي، فضلا
عن خدمة المصالح المشتركة المتعلقة بطهران".
وبينت الصحيفة أن "السعودية وحلفاءها في منطقة
الخليج العربي دعموا في السابق خيار تجديد ترامب للاتفاق النووي مع إيران، لكن،
وراء هذا الدعم، تقف رغبة خليجية في تطوير التكنولوجيا النووية على أراضيها".
وأكدت أنه "على أرض الواقع، تسعى ممالك الخليج
العربي ومصر منذ عقود إلى تطوير برامجها النووية الخاصة بها من خلال تبني حجة
إيران ذاتها، أي إنتاج الطاقة الكهربائية لأغراض مدنية، وفي هذا الإطار، تعددت
خطابات الرياض العلنية حول مخططاتها لتطوير الطاقة النووية لأغراض سلمية".
اقرأ أيضا: موقع إسرائيلي: السعودية تصفق لإسرائيل.. وهذا مبررها
وذكرت الصحيفة أن "الخطاب المعادي للبرامج
النووية الإيرانية في الشرق الأوسط ليس جديدا، وقد بات الخطاب السعودي ضدها أكثر
تصلبا في السنوات الأخيرة، ويعود السبب وراء هذا الخطاب المعادي إلى أن المملكة
العربية السعودية، شأنها شأن إسرائيل، تعتبر أن نظام آيات الله لا يمثل سوى تهديد
لهما".
وأقرت الصحيفة بأن "كلا من الرياض وتل أبيب
تعتبران أن إدارة أوباما لم تتمكن من التصدي لتنامي النفوذ الإيراني في المنطقة،
أما في ظل إدارة ترامب، فعلى الأغلب قد حان الوقت لإصلاح الأخطاء السابقة، واستمرت
كلا الدولتين في حربهما بالوكالة ضد إيران، التي دارت بشكل خاص في لبنان سنة 2006،
وفي اليمن خلال السنوات الأخيرة".
وأشارت الصحيفة إلى أن "رئيس الوزراء
الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بذل جهودا حثيثة منذ قدومه إلى السلطة من أجل
الإطاحة بنظام آيات الله، وقد تضاعفت هذه الجهود بشكل غير مسبوق منذ قدوم ترامب
وابن سلمان إلى السلطة".
وفي الختام، قالت الصحيفة إن "انسحاب الولايات
المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي، فضلا عن تزايد النفوذ الإسرائيلي، مما
يمنحها القوة للتدخل أكثر في سوريا، إضافة إلى منح الضوء الأخضر لابن سلمان حتى
يواصل معركته الدموية في اليمن؛ كلها عوامل لن تجلب الأمن لمنطقة الشرق الأوسط، ويمكن
أن يؤدي هذا الوضع إلى انطلاق سباق التسلح النووي في المنطقة".