سياسة عربية

هل رفض المغرب والجزائر وساطة الغنوشي لوقف التوتر بينهما؟

نفت حركة النهضة التونسية قيام زعيمها راشد الغنوشي بمحاولة التوسط بين الجزائر والمغرب - فيسبوك
نفت حركة النهضة التونسية قيام زعيمها راشد الغنوشي بمحاولة التوسط بين الجزائر والمغرب - فيسبوك

كشف موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، نقلا عن مصدر دبلوماسي جزائري، أن زعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي اقترح وساطة بين الجزائر والمغرب لوقف التوتر بين البلدين على خلفية قطع المغرب علاقاته الدبلوماسية مع إيران.

وأفاد الموقع، في تقرير ترجمته "عربي21"، أن مصدرا في الشؤون الخارجية الجزائرية، أكد أن الغنوشي اتصل بالوزير الأول أحمد أويحيى، ونظيره المغربي سعد الدين العثماني، مقترحا وساطة لحل الأزمة بين البلدين.

وأوضح المصدر ذاته، أن الغنوشي عرض على الوزير الأول الجزائري، أحمد أويحيى، التدخل لدى "شخصيات مغربية مؤثرة" بشأن الأزمة لكن الأخير رد عليه بأن الأمر "لا يستدعي وساطة، ولكن المطلوب من المغرب وقف الحملة الإعلامية ضد الجزائر".

 

اقرأ أيضاالمغرب يقطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران بسبب "البوليساريو"

وأكد المصدر الدبلوماسي الجزائري أنه "من غير المحتمل أن ينجح هذا الاقتراح"، مبررا ذلك بأن"القرار بشأن الأزمة الحالية بين الرباط والجزائر العاصمة يعتمد بشكل كامل على القصر الملكي".

ووفق "ميدل إيست آي"، فإن رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني نفى في اتصال به أن يكون قد تلقى اتصالا من راشد الغنوشي بشأن هذه القضية.

ومنذ بداية نيسان/ أبريل الماضي، توترت العلاقات بين المغرب والجزائر إلى حد كبير، حيث نبهت الرباط مجلس الأمن الدولي إلى توغل جبهة البوليساريو (يطالبون باستقلال الصحراء عن المغرب) في مدينة المحبس، في انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار العسكري في المنطقة العازلة، وهدد الجزائر بالتدخل عسكريا.

ومنذ ذلك الحين، اتهمت الرباط، التي قررت قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، الجزائر بالسماح لحزب الله، عبر السفارة الإيرانية في الجزائر، بتقديم الدعم العسكري لجبهة البوليساريو.

أحد المقربين من الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، صرّح للموقع البريطاني، أن الجزائر تدرس "مجموعة من الخيارات للرد على الحملة المغربية".

اقرأ أيضادبلوماسي: إجراءات جزائرية مرتقبة تجاه المغرب.. هذه أهمها

وقال المصدر الدبلوماسي إن "ما فعله المغرب لا يليق بدولة تربط الجزائر معها علاقات دبلوماسية"، مضيفا: "هذا ما تم توضيحه للسفير المغربي عندما تم استدعاؤه".

واستقبل نور الدين عيادي، الأمين العام للشؤون الخارجية، يوم الأربعاء 2 أيار/ مايو، السفير المغربي لإبلاغه برفض السلطات الجزائرية "تصريحات لا أساس لها من الصحة تشير إلى تورط الجزائر بشكل مباشر" غداة الإعلان عن قطع العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإيران بحجة دعم طهران لجبهة البوليساريو.

 

اقرأ أيضاالجزائر ترفض إقحامها بالأزمة مع إيران.. وتستدعي سفير المغرب

وبحسب مصادر الموقع البريطاني، فإن هذا التحذير يمكن أن تتبعه الجزائر بتدابير من قبيل "طرد بعض الدبلوماسيين المغاربة من الجزائر، ووقف جميع التعاون الأمني وغيرها من التدابير الأكثر شدة".

سفراء عرب في تندوف
كما طالبت الرئاسة الجزائرية وزير الخارجية عبد القادر مساهل، بتقديم مقترحات لإعادة تأكيد وتوضيح الموقف الجزائري من الأزمة الحالية. باختصار، يضيف موقع "ميدل إيست آي" أن الجزائر "ترفض المشاركة، كما تود الرباط، في المفاوضات بين الصحراء والمغرب".

في الشهر الماضي، أشار رئيس الدبلوماسية الجزائرية إلى أن الجزائر "لا تعتبر نفسها صاحبة مصلحة في التوتر الحالي"، ومسألة الصحراء هي "مسألة إنهاء الاستعمار"، وفق تعبيره.

وأفاد مصدر في وزارة الخارجية الجزائرية، أن "الوزارة تتواصل حاليًا مع سفراء دول مجلس التعاون الخليجي [مجلس التعاون الخليجي، والمملكة العربية السعودية، وعمان، والكويت، والبحرين، والإمارات العربية المتحدة، وقطر]" من أجل شرح مفصل لموقف الجزائر في مواجهة اتهامات المغرب الأخيرة.

وكشف المصدر ذاته، عن أن برقيات دبلوماسية "قد أرسلت إلى سفارات الدول العربية الرئيسية لنقل المعلومات إلى عواصمها. كما سترسل الجزائر مبعوثين في بعض العواصم العربية، كما تدرس الشؤون الخارجية إمكانية تنظيم زيارة لسفراء الدول العربية الكبرى إلى مخيمات تندوف حتى يكون لديهم رؤية أكثر توافقاً مع الواقع".

النهضة تنفي
ونفت حركة النهضة التونسية قيام زعيمها راشد الغنوشي بمحاولة التوسط بين الجزائر والمغرب لحل الأزمة، وأكدت أنه "من حيث المبدأ تأخذ على عاتقها عدم التدخل في الأمور المتعلقة بالدول الأخرى"، مكذبة كل ما ورد في مقال الموقع البريطاني، نافية محاولة الحركة، من خلال زعيمها، التوسط لحل الأزمة بين المغرب والجزائر.
 

التعليقات (0)