هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
غموض شديد يكتنف الشخصيات المصرية التي شاركت باحتفال سفارة إسرائيل في القاهرة بمناسبة مرور 70 عاما على احتلال فلسطين، وهو الاحتفال الذي عقد بأحد أبرز فنادق القاهرة الثلاثاء الماضي في ظل حراسة أمنية مشددة، مصحوبة بتكتم شديد على تفاصيل ما جرى في الاحتفال الذي يعد الأول من نوعه منذ تطبيع العلاقات بين مصر وإسرائيل.
الصحف المصرية الرسمية لم تشر إلى الحفل سواء في طبعاتها الورقية أو الإلكترونية، باستثناء موقعي المصريون ومصراوي فلم تقم وسيلة إعلامية أخرى بنشر أية تفصيلات عن الحفل، وعلى عكس ما كان يقوم به دائما، لم يتطرق الإعلامي المقرب من الانقلاب عمرو أديب للاحتفال خلال تقديم برنامجه المذاع على فضائية "أون" مساء أمس الأربعاء، وهو ما تكرر مع الإعلامي أحمد موسى في برنامجه على قناة صدي البلد.
أما المواقع التي نشرت أخبارا عن الاحتفال فقد اعتمدت على ما ترجمته من الصحف والمواقع الإسرائيلية الرسمية والصحفية.
وقال الباحث المتخصص في الصراع الإسرائيلي سمير الطوخي لـ "عربي 21" إن هناك تعليمات مشددة وصلت للصحف المصرية ووسائل الإعلام الأخرى بعدم التعرض للاحتفال بالسلب أو الإيجاب، كما تم التنبيه على رؤساء ومسؤولي التحرير بعدم نشر أية أسماء وصلت إليهم أو صور تحوي وجوها واضحة للأشخاص.
وأضاف الطوخي أن المسؤولين بالمؤسسة الصحفية التي يعمل بها مفضلا عدم الكشف عنها، أبلغوه بتلقيهم تعليمات من جهات أمنية ألمح إلى أنها ربما تكون جهازي المخابرات العامة والأمن الوطني، حذروا من نشر أية أخبار متعلقة بالاحتفال، مؤكدا أن مؤسسته رفضت كذلك إرسال مندوبين لها لتغطية الاحتفال.
اقرأ أيضا: كيف كان موقف النخب المصرية من احتفالية إسرائيل بالقاهرة؟
وطبقا للطوخي فإن هناك أسماء وصلت إليهم شاركوا في الاحتفال أبرزهم رجل الأعمال القبطي سميح ساويرس رئيس مجلس إدارة مجموعة أوراسكوم تليكوم، والكاتب الصحفي عماد الدين أديب، وطارق فهمي رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، ومسؤول وحدة إسرائيل في الخارجية المصرية.
وأضاف الطوخي أن من بين الذين شاركوا أيضا عدد من ضباط المخابرات العامة المتعاملين في الملف الإسرائيلي وموظفين سابقين بالسفارة المصرية في إسرائيل، بالإضافة لعلاء عرفة رجل الأعمال الذي شارك السفير الإسرائيلي في تقطيع " تورتة " الاحتفال.
من جانبه توعد رئيس مركز طيبة للدراسات السياسية خالد رفعت بنشر أسماء المسؤولين ورجال الأعمال الذين شاركوا بالاحتفال، مضيفا عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أنه سوف يقوم "بنشر أسماء كل من حضر احتفال الخزي والعار في الريتز كارلتون بمناسبة 70 عاما على النكبة".
وبالفعل نشر رفعت في تعليق تالي أن رجل الأعمال علاء عرفة كان من أبرز الحاضرين، مستعرضا تاريخ عرفة وإخوته في التطبيع مع إسرائيل سواء في مجال المنسوجات والملابس أو في مجال تصدير واستيراد الغاز عبر شركة شرق المتوسط التي يمثل عرفة الشريك المصري فيها.
وفي نقابة الصحفيين أعلن عضو مجلس النقابة عمرو بدر في تدوينه له على صفحته بـ "فيسبوك" أنه يقوم بإعداد قائمة سوداء للصحفيين المشاركين في الاحتفال، متوعدا تفعيل قرار النقابة بشطبهم باعتبارهم مطبعين.
أما أستاذ علم الاجتماع السياسي سعد الدين إبراهيم فقد أعلن عبر تصريحات صحفية نقلتها صحفية المصريون الإلكترونية أنه تلقى دعوة رسمية للاحتفال من السفارة، ولكنه اعتذر عن المشاركة لوجود ارتباطات أخرى، أهمها جنازة الراحل خالد محيي الدين.
من جانبه انتقد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة حسن نافعة، في تغريده له على "تويتر" تداول صورة لشخص غير ظاهر الوجه في الحفل ويتم الترويج لها باعتبارها صورة له.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا نشرها الطباخ الإسرائيلي الذي أعد مائدة الطعام في الحفل علي حسابه علي "فيسبوك"، وقد تعمد فيها محو الوجوه الظاهرة بشكل ملفت حتى لا يتم التعرف عليهم، وهو ما علق عليه الباحث في شؤون المخابرات والأمن القومي كمال علام، مؤكدا أن هناك تنسيقا تم بالفعل بين الحكومتين المصرية والإسرائيلية لعدم توجيه دعوات لوسائل إعلام مصرية أو عربية وأن يكون التليفزيون الإسرائيلي هو الجهة الوحيدة القائمة بالتصوير.
اقرأ أيضا: إسرائيل تحتفل بـ"استقلالها" بميدان التحرير وغضب مصري (صور)
وأضاف علام لـ "عربي 21" أن الجانب المصري كانت له مطالب محددة لتمرير الاحتفال وهي عدم نشر أو تسريب أية أسماء أو صور للمشاركين بالاحتفال والاكتفاء بخبر عام صادر عن السفارة الإسرائيلية، كما جرت تنبيهات أخرى لوسائل الإعلام المصرية بنفس الأمر.
ويؤكد الباحث المتخصص في شؤون المخابرات والأمن القومي أن مسؤولين بجهاز المخابرات قدموا توصية لرئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي طالبوا فيها بعدم السماح بتنظيم الاحتفال وقدموا عدة أسباب منها خطورة تنظيم الاحتفال بالتزامن مع خطوات أمريكا بنقل سفارتها لمدينة القدس، إلا أن القائم بأعمال رئيس المخابرات عباس كامل تعهد للسيسي بتنظيم الاحتفال والسيطرة عليه بشكل تام.