سياسة عربية

"قسد" تمهل نازحين بالطبقة لمغادرتها لإنشاء قاعدة عسكرية

سيدة نازحة من مدينة الرقة- جيتي
سيدة نازحة من مدينة الرقة- جيتي
أفاد ناشطون في محافظة الرقة، شمالي سوريا، أن قوات "سوريا الديمقراطية" التي تشكل الوحدات الكردية الغالبية العظمى فيها، أمهلت المدنيين النازحين في منطقة "شاليهات عايد" في مدينة "الطبقة" غربي الرقة، ثلاثة أيام لإخلاء منازلهم والبحث عن مكان آخر، وذلك بهدف إقامة قاعدة عسكرية أميركية فرنسية في المنطقة.

وجاء في ورقة الإنذار التي اطلعت عليها "عربي21" والصادرة عن المجلس التنفيذي التابع للإدارة الذاتية الديمقراطية لمنطقة "الطبقة": "يرجى منكم إخلاء العقار خلال مدة أقصاها ثلاثة أيام، وإلا سنضطر آسفين لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقكم".

وأكد نائب رئيس المجلس المحلي لمحافظة الرقة التابع للمعارضة السورية محمد حجازي، أن قوات سوريا الديمقراطية أنذرت المستأجرين والمالكين الحقيقيين بإخلاء المنازل خلال مدة أقصاها ثلاثة أيام.

وأوضح حجازي في تصريح لـ"عربي21"، أن الهدف الحقيقي وراء إخلاء منازل المدنيين، هو تحويل المنطقة إلى قاعدة عسكرية أمريكية فرنسية، لأن المنطقة معزولة عن مدينة الطبقة ويوجد بها أبنية فخمة وممتازة ومحصنة جيدا، لذلك فإن الغرض من القرار عسكري محض، باعتبار أن المنطقة جغرافية مناسبة من حيث الجبال والبحيرة المفتوحة.

واستدرك حجازي قائلاً: "حول تداعيات هذا القرار على المدنيين الذين ليس أمامهم إلا النزوح إلى المخيمات، وبالتالي ينتظر الأهالي حياة معيشية وإنسانية بالغة الصعوبة"، معتبرا أن "القرار تعد على الملكية الشخصية المحميمة حسب القانون الدولي".

وأشار إلى أن مجلس محافظة الرقة الذي ينظر إلى قوات سوريا الديمقراطية على أنها قوات احتلال قدم شكوى للأمم المتحدة حول الاستيلاء على الأملاك الشخصية للمواطنين وفق القانون الدولي.

من جهته، يرى الصحفي السوري في شبكة فرات بوست صهيب الجابر، أن المنطقة الشرقية ستعود لعهد الوصاية والانتداب، من خلال ما أظهرته الوقائع والتطورات الأخيرة عبر حركة التهجير المتعمدة من "قسد" بالطبقة، حيث لا تعتبر إلا خطوة من ضمن خطى كثيرة ستشهدها المنطقة نحو تثبيت الدور الفرنسي "المستعمر العائد" والأمريكي الشبيه بالانتداب البريطاني.

وأشار في حديث لـ"عربي21"، إلى أن محاولات تحويل الطبقة لقاعدة عسكرية فرنسية أمريكية لم تكن الأولى، حيث دخلت القوات الفرنسية خلال الشهر الماضي دير الزور، واستُبدِلت القوات الأمريكية في منطقة الصور وقاعدة الشدادي بالقوات الفرنسية، بالإضافة لانتشار الفرنسيين في قاعدة حقل كونيكو للغاز بريف دير الزور الشرقي.

وأكد الجابر أن جميع هذه القوات لا يهمها ولا يتبادر لأهانهم أمن المدنيين، بل السيطرة على الثروات الباطنية، وتثيت النفوذ، وذلك باستخدام وحماية قسد في الواجهة.

أما الناشط السياسي هديب شحاذة فقد اعتبر في حديثه لـ"عربي21"، أن قرار قوات سوريا الديمقراطية يندرج تحت مسمى التهجير القسري لسكان المنطقة والذي تمارسه قوى الاحتلال.

وأوضح أن الخطر الحقيقي يكمن في أن هذه المنطقة (شاليهات عايد) تقع على بعد مئات الأمتار من المدينة، حيث يقطن أكثر من 150 ألف نسمة الآن، وبالتالي يُعتبر تحويل المنطقة إلى قاعدة عسكرية وبمحاذاة المناطق السكنية، مخالفة صريحة لكل المواثيق الدولية.

وأضاف شحاذة أن هذه الجريمة تضاف إلى سجل الجرائم التي ارتكبتها قوى الاحتلال بعد تدمير مدينة الرقة بشكل شبه كامل وقتل أكثر من خمسة آلاف مدني لا زالت جثث الكثيرين منهم تحت الأنقاض.

يذكر أن عشرات الآلاف من المدنيين في محافظة الرقة وريفها كانوا قد نزحوا بسبب العمليات العسكرية بين تنظيم الدولة قوات سوريا الديمقراطية، والتي انتهت بسيطرة الأخيرة بدعم التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن على المحافظة في منتصف شهر تشرين الأول/ ديسمبر لعام 2017.
التعليقات (0)