سياسة دولية

انتفاضة للوفد على حساب "دعم مصر".. إلى ماذا يسعى أبوشقة؟

يسعى الوفد لجمع 200 عضوا في ائتلافه الجديد من بين 596 نائبا هم أعضاء البرلمان- أرشيفية
يسعى الوفد لجمع 200 عضوا في ائتلافه الجديد من بين 596 نائبا هم أعضاء البرلمان- أرشيفية

يقود رئيس حزب "الوفد"، المستشار بهاء أبو شقة، مفاوضات مع عدد من النواب، لتشكيل ائتلاف وفدي تحت قبة البرلمان، ليكون منافسا لائتلاف "دعم مصر"، الذراع الأهم لقائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي داخل البرلمان.

حزب "الوفد" يمثل أقدم الأحزاب المصرية (أنشئ عام 1918)، وهو الحرس القديم بالبرلمان طوال عهد مبارك، ولديه 65 نائبا بانتخابات 2016، ويسعى لجمع 200 عضوا في إئتلافه الجديد من بين 596 نائبا هم أعضاء البرلمان، مقابل نحو 370 عضوا لائتلاف "دعم مصر".

خطوة أبوشقة، ئيس اللجنة التشريعية والدستورية فى مجلس النواب، تفرض طرح عدة تساؤلات حول كون المحاولة صراعا بين الحرس القديم بالبرلمان وبين ائتلاف "دعم مصر" على كسب ود النظام؟ وما احتمالات أن يقود الائتلاف الجديد جبهة معارضة داخل البرلمان؟ أم أن الأمر لا يتعدى تغييرا داخليا بالوفد على يد رئيسه الجديد؛ لكسب الدعم على الأرض، والمنافسة بقوة في الانتخابات المحلية والبرلمانية المقبلة؟ 

ظهير برلماني للسيسي

وفي رده على تلك التساؤلات، قال رئيس حزب الجيل، ناجي الشهابي، إن "المفاوضات التي يقوم بها أبوشقة لتشكيل ائتلاف وفدي تحت قبة البرلمان، هي محاولة محمودة ومرحب بها لإحداث حيوية بالبرلمان تمكنه من تطبيق التقاليد والأعراف البرلمانية المتعارف عليها بالبرلمان المصري، قديما وبكافة برلمانات العالم، بوجود ظهير برلماني للحكومة يتبنى مشروعات قوانينها ويدعم برنامجها بالخطة والموازنة، ويقابله هيئات برلمانية للأحزاب الممثلة بالبرلمان".

الشهابي، أكد لـ"عربي21"، أن "محاولات رئيس الوفد بضم بعض النواب هي لتقوية هيئته البرلمانية لتستطيع منافسة ائتلاف (دعم مصر) صاحب الأغلبية بالمجلس"، مضيفا: "كان كل من الوفد و(دعم مصر) يمثل في ظاهرة غير مسبوقة ظهيرا برلمانيا للحكومة والرئيس". 

وأوضح قائلا: "ولذلك؛ فإنني أميل إلى أن هذا التنافس لن يكون حقيقيا، ولن يحدث تأثير إيجابى على قيام البرلمان بممارسة اختصاصاته الدستورية الرقابية والتشريعية، التي لن تتطور بتكوين ائتلاف الوفد ونواب آخرين، ليكون جبهة معارضة داخل البرلمان".

ويعتقد الشهابي أن ما يقوم به رئيس الوفد بعد انتخابه (30 آذار/ مارس الماضي) لا تتعدى محاولة منه لتقديم حزب الوفد بشكل جديد، وإظهار أنه قادر بعهده على قيادة ائنلاف كبير بالبرلمان يعطي الحق بجزء كبير من كعكة انتخابات المجالس الشعبية المحلية وأيضا الانتخابات البرلمانية".

مات بموت سراج الدين

وفي تعليقه، قال مساعد رئيس تحرير الأهرام الأسبق، أسامة الألفي، "أولا: شخصيا لا أعترف أن لدينا أحزابا رغم أنه رسميا يوجد 105 أحزاب مرخصة"، معلنا تحديه "أن يعرف مواطن أسماء عشرة أحزاب منها"، مؤكدا أن "كل أحزابنا أحزاب كرتونية تتمزق حين الجد".

وعن حزب الوفد، قال الألفي، لـ"عربي21"، إن "الوفد الحالي خرج من رحم النظام الحالي، فهو ليس بحزب معارضة؛ لأن سياساته كلها تصب لصالح الحكومة"، مؤكدا أن "الوفد الحقيقي مات ودفن مع رئيسه فؤاد سراج الدين (توفي عام 2000)، مثلما دفن حزب (العمل) بعد وفاة المهندس إبراهيم شكري (توفي عام 2008)".


وتساءل الكاتب الصحفي، قائلا: "كيف يشكل وفد أبي شقة جبهة معارضة وهو من أكبر مناصري النظام؟"، موضحا أن "الحكاية لا تعدو أن تكون حركة للشو الإعلامي؛ للفت نظر الرئيس له، فلربما ولاه منصبا أو أسند إليه عملا خفيا"، مشيرا إلى أن "السياسي حاليا يهز بشدة يد الناخب أثناء الانتخابات، فإذا ما انتهت هز بشدة ثقته في السياسيين"، مؤكدا أن "هذا ما يفعله بهاء أبو شقة". 

ديكور بلا شعبية

وحول رؤيته لخطوة الوفد، قال المحلل السياسي سيد أمين، إنه "لو اتفقنا على أن المعارضة هي وجه من وجوه تجميل النظام، فسنلاحظ أنه منذ الانقلاب ظهر جليا عدم وجود معارضة حقيقية في مصر سوى التيار الرافض للانقلاب".

أمين، أكد لـ"عربي21"، أن "هذا الاعتبار (عدم وجود معارضة) أصبح متجذرا في عقول الناس بمصر وخارجها"، مضيفا أنه "وبالطبع انكشف دور حزب الوفد في منظومة النظام بأنه مجرد ديكور يفتقد لأي شعبية ولأي مواقف ولأي أهداف، وأنه يعيش فقط على صورة تاريخية له لا تربطه بها أي روابط".


وأضاف: "وبالتالي، فإن مساعي قيادات حزب الوفد الهدف منها إعادة تصويره كجزب سياسي معارض، وليس ظلا للنظام الحاكم"، مشيرا إلى أن هذا "بالطبع ما سيتم بالاتفاق مع السلطة، التي تعاني هي الأخرى من اكتشافها أمام الداخل والخارج بأنها تحكم متفردة ولا تسمح للمعارضة الجادة بالوجود".

وقال أمين: "وبالتالي، فإن تهيئة الوفد ليمثل دور المعارضة الجادة هو مطلب لنظام عبدالفتاح السيسي من جانب، ومطلب لقيادات الوفد التي ترغب في الاحتفاظ بكرامتها عبر تمثيلها بأنها منفصلة عن السلطة من جانب آخر".

وحول احتمالات أن تكون خطوة توسيع قاعدة الوفد بالبرلمان بهدف التنسيبق لخوض الانتخابات المحلية، أكد أمين أن الوفد "لا يحتاج لتنسيق؛ لأنه قد يكون جرى تحديدها وتعيين الفائزين ويبقى فقط الديكور".

التعليقات (1)
عربي من فلسطين
الأربعاء، 02-05-2018 10:10 ص
الحمد لله ان جاء اليوم ورأينا هذه الأحزاب التي ملأت الدنيا صراخا انها هي الأمل وهي الحل وحاربت دين الله.. جاءت اليوم وهي تتلاشى شيئا فشيئا والعقبى للباقين