هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "الغارديان" مقالا للكاتبة أماندا هولبتش، تقول فيه إن الأمريكيين يقومون بإسقاط القنابل، ويديرون ظهورهم للاجئين السوريين.
وتقول هولبتش، التي تعمل مراسلة في الطبعة الأمريكية لـ"الغارديان" إن "حديث الرئيس الأمريكي عن نهاية المهمة بعد الغارات الجوية، التي استهدفت سوريا في أعقاب الهجمات الكيماوية على منطقة المعارضة في بلدة دوما، وأدت إلى مقتل 42 شخصا، لا تتوافق مع موقف إدارته من اللاجئين السوريين، حيث وجه الانتقاد لها لترددها في استقبال اللاجئين الفارين من بلدهم الذي مزقته الحرب، ولم تقبل الولايات المتحدة في الأشهر القليلة الماضية سوى 44 لاجئا سوريا، أي زيادة باثنين عمن قتلوا في دوما".
وتشير الكاتبة في مقالها، الذي ترجمته "عربي21"، إلى قرار ترامب منع المسلمين، الذي عاد هذا الأسبوع للمحكمة العليا، حيث تتواصل المعركة القانونية بشأن جهوده الحثيثة للحد من المهاجرين، لافتة إلى أنه تم العمل خلف الأضواء بعدد من الإجراءات التي خفضت عدد المهاجرين إلى الولايات المتحدة.
وتنقل الصحيفة عن النائبة البازرة لمدير برنامج الولايات المتحدة في لجنة الإنقاذ الدولية جينفر سيمي، قولها: "لقد أدارت الإدارة ظهرها للممارسة التاريخية التي ترحب باللاجئين وتعيد توطينهم في هذا البلد".
وتلفت هولبتش إلى أن الحكومة الأمريكية تقول إنها تريد السماح لـ45 ألف لاجئ حول العالم بدخول البلاد هذا العام، و"هو أدنى رقم منذ 30 عاما، مع أن الخبراء يقولون إن الحكومة ستسمح بنصف العدد"، مشيرة إلى أن إجراءات التدقيق في طلبات اللجوء كانت متشددة، قبل أن تضيف الحكومة في تشرين الأول/ أكتوبر 2017 معايير جديدة، بما في ذلك تدقيق إضافي، ووقف لمدة 90 يوما لتدفق اللاجئين من الدول التي تعد "خطيرة".
وتفيد الكاتبة بأن الإجراءات الجديدة، والمحاولات الثلاث لفرض حظر السفر أدت إلى انخفاض كبير في عمليات إعادة التوطين، وخلقت غموضا لدى الناس الهاربين من المخاطر، ومن يأملون في الانضمام إلى عائلاتهم.
وتقول سيمي للصحيفة: "لا أحد ضد نظام التدقيق، ونعترف بالحاجة لوجوده.. لكن تعريض اللاجئين لإجراءات غير ضرورية هو أمر بحاجة لإعادة النظر".
وتورد الصحيفة نقلا عن لجنة الإنقاذ الدولية، قولها إنها لا تتوقع دخول أكثر من 23 ألفا إلى الولايات المتحدة قبل نهاية السنة المالية في 30 أيلول/ سبتمبر، مشيرة إلى أن عدد السوريين انخفض من 5839 في النصف الأول من عام 2017، إلى 44 لاجئا في الفترة ذاتها لعام 2018، أي بانخفاض نسبته 99%.
وتقول هولبتش إن "كلا من إيمان وآمنة، الشقيقتين من مدينة دمشق، وصلتا إلى الولايات المتحدة في شباط/ فبراير 2017، قبل أن يتم فرض إجراءات جديدة، وتعيشان الآن في إيداهو، لكنهما خلفتا وراءهما والدهما وزوج آمنة الذي تزوجته قبل فترة، وقالت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة لهما إنهما سيلحقان بهما خلال 6-8 أشهر، ومضى عام دون أمل".
وتنقل الصحيفة عن آمنة (25 عاما)، قولها: "كانت الأمور صعبة في البداية، ولا تزال صعبة.. لا يمكنك معرفة المستقبل، ولا تعلمين متى ستقابلين زوجك أو والدك"، مشيرة إلى أنها تريد العيش بسلام مع عائلتها، "والدي وزوجي وأخواتي وأخي، وهذا أعتقد أبسط حق للإنسان".
وتذكر الكاتبة أن أكثر من 5.4 ملايين سوري فروا من سوريا منذ اندلاع الحرب الأهلية، قبل 7 أعوام، ومعظمهم في دول الجوار.
وتنوه هولبتش إلى أن سفيرة ترامب في الأمم المتحدة نيكي هيلي ردت على سؤال حول استهداف سوريا بالصواريخ، بالرغم من رفضها السماح للسوريين بدخول الولايات المتحدة، مدعية أن السوريين الذين قابلتهم كلهم لم يعربوا عن رغبة باللجوء إلى أمريكا، "لا أحد ممن تحدثت معه يريد القدوم إلى أمريكا.. يريدون البقاء قريبا ما أمكن من سوريا".
وتنقل الصحيفة عن أحد السوريين الـ44 الذين وصلوا إلى الولايات المتحدة، قوله إنه يشعر بالبهجة لوصوله إلى هناك، وقال عماد (55 عاما)، الذي يعيش في أتلانتا: "لقد كنت سعيدا ومنفعلا عندما قالوا لي ستذهب إلى أمريكا، وكل واحد هناك يحلم بالقدوم إلى هنا"، حيث وصل إلى جورجيا في تشرين الأول/ أكتوبر 2017، ورافقته زوجته وأولاده الثلاثة، وذلك بعدما فرّ مع عائلته من سوريا عام 2012 إلى الأردن.
وتورد الكاتبة نقلا عن عماد، قوله إنه بعد انتظار خمسة أعوام فإن وصوله إلى أمريكا كان بمثابة راحة له، مع أن ابنه البالغ من العمر 28 عاما ظل في عمان، ويقول: "زوجتي تبكي دائما"، لافتة إلى أنه لا يعلم سبب منعه، مع أنه قدم الطلب ذاته لإعادة التوطين في أمريكا مع عائلته، حيث يتحدث بشكل مستمر مع ابنه الذي لا يدري ماذا سيحدث له.
وتختم هولبتش مقالها بالإشارة إلى أن "عمليات التوطين حظيت بدعم الحزبين في الولايات المتحدة، إلا أن هذا تغير بعد مقتل 150 شخصا في هجوم إرهابي على باريس عام 2015، مع أن المهاجمين كانوا مواطنين أوروبيين، وأضعف ترامب دعم الولايات المتحدة للاجئين بعد أيام من توليه السلطة، حيث أصدر أمرا رئاسيا منع فيه مواطني 7 دول ذات غالبية مسلمة من دخول الولايات المتحدة".