مصادر تروي لـ"عربي21" حديث قرقاش الذي أغضب دبلوماسيين

أثارت ندوة ألقاها وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، خلال زيارته للهند، حفيظة بعض الدبلوماسيين العرب هناك، بعد حديثه عن الأزمة الخليجية والقضية الفلسطينية. 

وتطرق قرقاش في ندوة ألقاها بالهند بعنوان "العلاقات الاستراتيجية بين الهند والإمارات العربية المتحدة وأزمة الشرق الأوسط"، إلى 3 أمور رئيسية قال إنها السبب الرئيسي في أزمة الشرق الأوسط، بحسب ما أفادت مصادر "عربي21". 

أسباب الأزمة
وقال قرقاش إن السبب الأول في أزمة الشرق الأوسط راجع إلى ثورات الربيع العربي، التي تسببت في عدم استقرار ست أو سبع دول عربية (لم يسمها) ومعاناتها من تبعات ذلك، وفق زعمه.

وأضاف أن "الإرهاب والتطرف الديني واختطاف الإسلام من قبل أقلية مسلحة، وتغذية التطرف من قبل مجموعات الإسلام السياسي" كان العامل الثاني في الأزمة بالمنطقة.

اقرأ أيضا: مصادر: تصريحات لقرقاش عن فلسطين تثير غضب دبلوماسيين

كما حمّل قرقاش مسؤولية معظم مشاكل المنطقة لإيران، وذلك لتدخلها في الشؤون الداخلية لسوريا والعراق واليمن، ولرعايتها لمجموعات إرهابية (لم يسمها)، ولامتلاكها لصواريخ باليستية وبرنامج نووي يهدد المنطقة برمتها. 

قطر و"السياسة المؤذية"
وعن الأزمة الخليجية، شن قرقاش هجوما عنيفا على دولة قطر متهما إياها بدعم المجموعات الإرهابية المسلحة وإغداق المليارات عليها، وإيواء المعارضين الخطرين للدول الخليجية لاسيما السعودية، وسعيها لزعزعة استقرار المنطقة وأمن دولها لاسيما دول الخليج ومصر، وتآمرها مع إيران ضد مصالح الدول العربية، على حد زعمه.

وأضاف قرقاش أن "المشكلة ليست في أن قطر تتبع سياسة خارجية مستقلة عن دول الخليج، فعمان والكويت تتبعان سياسة مستقلة، ولكن المشكلة هي أن قطر تتبع سياسة مؤذية" وفق قوله.

الدولة الواحدة
وأوضح قرقاش أن إسرائيل ليست السبب في عدم الاستقرار بالمنطقة، وقال: "علينا أن نعترف بأن حل الدولتين لم يعد يلقى إجماعا دوليا".

وأشاد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية بموقف الهند التي لم تعد تتمسك بهذا المبدأ بشكل مطلق. وقال إن "الجهود اليوم تتجه إلى حل الدولة الواحدة، وهناك مفاوضات متقدمة بلغت مرحلة تحديد حقوق المجموعات ومكونات الدولة الواحدة، وقد يكون من الصعب المجاهرة بهذا الأمر اليوم ولكن في غضون ثلاث أو أربع سنوات سيكون هذا المبدأ هو محور المفاوضات للحل النهائي".

أسباب الزيارة

وأكدت مصادر "عربي21"، أن مسؤولا فلسطينيا أبدى امتعاضه لعدم دعوته بسبب ما يبدو أنه خلافات بين أبوظبي والسلطة الفلسطينية، وأفاد أن ما أعلنه قرقاش حول موقف الهند من أنها تخلت عن حل الدولتين وأنها لم تعد تذكر القدس الشرقية كعاصمة لدولة فلسطين ليس صحيحا. 

وأضاف المسؤول الفلسطيني ، أن أسباب زيارة قرقاش ليست اقتصادية بحتة "بل هي كما يبدو لنقل رسائل فيما يخص الأسس الجديدة التي تحدث عنها والقائمة على مبدأ الدولة الواحدة، وربما طلب دعم الهند دبلوماسيا لهذا الطرح والبدء في تسويقه"، وفق تعبيره. 

وقال: "الإماراتيون والسعوديون تخلوا عن القضية الفلسطينية وعزلوها عن بعدها العربي وإماتتها وتعويم إسرائيل ودمجها بقوة في المنطقة بحجة محاربة النفوذ الإيراني".

يذكر أن تصريحات قرقاش جاءت في الجلسة النقاشية التي نظمتها مؤسسة أبحاث المراقبين الهندية (ORF).