هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ظهرت شخصية الجنرال الليبي، خليفة حفتر منذ انقلاب الفاتح الذي قام به، الرائد –وقتها- معمر القذافي ضد الملك إدريس السنوسي، الأول من أيلول/ سبتمبر 1969.
بعد هذه المشاركة، تولى حفتر مهام متعددة في القوات المسلحة الليبية، وقاد القوات البرية الليبية تحت مظلة القذافي، وفي سنة 1980 رقي إلى رتبة عقيد.
كما ظهر اسم حفتر في الواجهة عضوا بما سمي وقتها مجلس قيادة الثورة بعد انقلاب 1969، وعرف بميوله الناصرية "العلمانية" مثل أغلب أعضاء تنظيم "الضباط الوحدويين الأحرار"، الذي شكله القذافي عام 1964، شارك ضمن القوات الليبية في حرب 1973.
هزيمة "تشاد"
ومن أسوأ المحطات العسكرية التي مر بها حفتر هو قيادته للقوات التي أرسلها القذافي إلى تشاد، وقاتل حفتر خلال حرب الرمال المتحركة بين ليبيا وتشاد في ثمانينيات القرن العشرين- فأُسِرَ مع مئات من الجنود الليبيين في نهاية آذار/مارس 1987، ومنذ هذا الوقت أطلق عليه "العقيد الأسير".
وبعد أسره واعتقاله في تشاد، تنكر القذافي له، ونفى الأخير إرساله أية قوات إلى تشاد، ومن هنا بدأت مسيرة حفتر لمعارضة القذافي انتقاما لما حدث معه، وبدأ من داخل السجن يبتعد عن نظام القذافي، ولم يخرج من السجن حتى خرج من تحت عباءة رفيقه في الانقلاب، وأخذ توجها آخر مغايرا، نال التزكية والمباركة من "الأمريكيين" الذين كانوا حينها في خصومة مع القذافي.
وبعد إطلاق سراحه انضم عام 1987 إلى "الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا" المعارضة لنظام القذافي، ثم تولى مسؤولية قيادة "الجيش الوطني الليبي" الذي كان جناحها العسكري، وبدأ يعمل من تشاد.
وعند وصول إدريس ديبي للسلطة في التشاد فكك "الجيش الوطني الليبي" فقامت طائرات أمريكية بنقل مجموعة كبيرة من عناصره إلى زائير (الكونغو الديمقراطية) ثم إلى الولايات المتحدة، وكان من ضمن هؤلاء قائد الجيش، خليفة حفتر.
وقد اتُّهِمَ بأن له علاقات قوية ببعض الدوائر السياسية والاستخباراتية الغربية، خاصة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي أي)، التي دعمته وفق ما نقلت "رويترز" عن مركز أبحاث أمريكي.
وبقي في الولايات المتحدة إلى ما بعد اندلاع ثورة 17 شباط/ فبراير 2011، فعاد إلى مدينة بنغازي "شرق ليبيا" منتصف آذار/مارس 2011 للمشاركة في العمل العسكري والسياسي لإسقاط القذافي.
وتولى لمدة وجيزة قيادة ما سمي وقتها "جيش التحرير" الذي أسسه الثوار، وبعد انتقادات لأداء هذا الجيش -الذي تشكل في أغلبه من متطوعين وشباب لا خبرة لهم- تم إسناد قيادته لوزير داخلية القذافي الذي انشق عنه عبد الفتاح يونس العبيدي.
أول انقلاب
وفي 14شباط/فبراير 2014 أعلن حفتر أول انقلاب له ضد المؤتمر الوطني العام وحكومته، وهو ما سمي وقتها بانقلاب تلفزيوني حيث اختفى حفتر بعدها مباشرة، لكن قوات تابعة له سيطرت على مواقع عسكرية وحيوية في البلاد.
عملية "الكرامة"
وفي صباح يوم 16 أيار/ مايو 2014 أطلق حفتر عملية عسكرية تحت مسمى، عملية "كرامة ليبيا"، بهدف محاربة المجموعات المسلحة في شرق البلاد، التي اتهمها جميعا بـ"الإرهاب"، وبدأ بالفعل السيطرة على معسكراتها.
نالت هذه العملية العسكرية مباركة من البرلمان الليبي، الذي منح بدوره صلاحيات أوسع لحفتر وصلت إلى ترقيته إلى رتبة "مشير"، وتكليفه بمنصب القائد العام للقوات المسلحة الليبية.
ونتج عن هذه المعركة التي تستمر حتى الآن، عدة جرائم وتدمير للمنشآت كافة في بنغازي، وخسائر فادحة في الأرواح سواء من مدنيين أو مقاتلين ضمن قوات حفتر، ما دفع عدة منظمات دولية للمطالبة بالتحقيق في الجرائم التي ارتكبت في الشرق الليبي وهو ما لم يحدث حتى الآن.
"غضب الصحراء"
وفي 19 كانون ثان/ يناير، أطلق اللواء المتقاعد حفتر، عملية عسكرية جديدة تحت مسمى "غضب الصحراء"، تستهدف محاربة مسلحين في عمق الصحراء، جنوب ليبيا، وذلك بعد مقتل 6 عسكريين تابعين لقوات حفتر في واحة الجغبوب.
اقتحام "درنة"
ومنذ أيام قليلة، حشدت القوات التابعة لحفتر آلاتها العسكرية بالقرب من مدينة درنة المحاصرة (شرق ليبيا)، في محاولة منه لاقتحامها بعد عدة شهور من حصارها وقصف بعض المناطق فبها بحجة وجود عناصر "إرهابية" هناك، وهو ما ينفيه أبناء المدينة.
لكن مرض حفتر المفاجئ أوقف هذه العملية، بعدما تسبب في إرباك كبير وسط قواته بعد تكهنات حول رحيله أو عدم قدرته على القيادة العسكرية مرة أخرى.