حقوق وحريات

الصحفيون في سجون السيسي.. مأساة إنسانية وصحية

طبقا لجبهة الدفاع عن الصحفيين والحريات فإن هناك أكثر من 40 صحفيا وإعلاميا معتقلا بعضهم أعضاء بنقابة الصحفيين
طبقا لجبهة الدفاع عن الصحفيين والحريات فإن هناك أكثر من 40 صحفيا وإعلاميا معتقلا بعضهم أعضاء بنقابة الصحفيين

يعيش الصحفيون المعتقلون في السجون المصرية مآسي إنسانية وصحية متعددة، حيث يعاني بعضهم من مشاكل صحية نتيجة حبسهم لفترات تمتد لخمس سنوات، وآخرون عانوا من الحبس الانفرادي، وفريق ثالث تعرضوا للاختفاء القسري.

آخر الصحفيين الذين ظهروا بعد اختفائه قسريا كان حسام الوكيل، الصحفي بجريدة الدستور، الذي تم اعتقاله في 30 كانون الأول/ ديسمبر 2017، وظل مختفيا في مقار الأمن الوطني حتى تم عرضه على نيابة أمن الدولة منذ ثلاثة أيام، التي قررت حبسه 15 يوما، في ظل تأكيدات من محاميه بأنه تعرض للتعذيب الشديد خلال فترة اختفائه قسريا.

أما الحالة الأخطر بين الصحفيين، فهي للكاتب الصحفي هشام جعفر، المعتقل بسجن العقرب منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2015. وحسب استغاثة لزوجته منار طنطاوي، فإنه يعاني من مشاكل صحية أدت لفقدان بصره بإحدى عينيه وتضرر الأخرى بشكل خطير، بالإضافة لمشاكل في المثانة والبروستاتا.

ووجهت طنطاوي استغاثة للمنظمات الحقوقية عن تعرض زوجها لانتهاكات من قيادات الداخلية، حيث تعنتوا معه خلال الأشهر الماضية، ورفضوا عرضه على مستشفى سجن الليمان أو مستشفى المنيل الجامعي لإجراء الفحوصات اللازمة التي حددها أطباء السجن أنفسهم، كما أنهم يتعنتون معها في الزيارة التي كثيرا ما يتم إلغاؤها دون سبب، وعدم السماح بإدخال أدوية أو ملابس أو طعام له. وفي حالة إتمام الزيارة، فإنها لا تزيد على 10 دقائق، ومن خلال عازل زجاجي.

وطبقا لقانونيين متابعين لقضيته، فإن السبب في استمرار حبسه أنه كان مشاركا في مناقشات حول المصالحة مع الإخوان بعد نجاح رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي في ولايته الأولى، وهي المناقشات التي كانت تضم زياد بهاء الدين نائب رئيس الوزراء بحكومة حازم الببلاوي، ومحمد العصار مساعد وزير الدفاع وقتها، بالإضافة للضغوط التي تمارسها منظمات المجتمع المدني الغربية لإطلاق سراحه، وهو ما تعتبره الحكومة المصرية تدخلا في شؤونها.

ويأتي رئيس تحرير جريدة الشعب، مجدي أحمد حسين، في مقدمة الصحفيين الذين يعانون من مشاكل صحية متزايدة، ورغم أنه حصل على قرارات سابقة بإخلاء سبيله في قضية تحالف دعم الشرعية عام 2016، إلا أنه فوجئ بحبسه 5 سنوات باتهامات مفبركة بازدراء الأديان.

وتم نقل حسين لمستشفى ليمان طرة؛ لتدهور حالته الصحية خلال وجوده بالحبس الانفرادي بسجن العقرب، وما زال هناك تحت الملاحظة، حيث يعاني من انزلاق غضروفي مزمن أدى لعدم تمكنه من الحركة إلا من خلال كرسي متحرك.

وطبقا لزوجته نجلاء القليوبي فإنه يعاني أيضا من ارتفاع مزمن بضغط الدم، وقد سبق أن أجرى عملية تركيب دعامات بالقلب، كما يعاني من التهاب القزحية الذي يهدده بين وقت وآخر بفقدان البصر، بالإضافة لمشاكل أخرى بالكلي.

وعلى بعد أمتار منه وفي سجن الليمان، يعاني الصحفي إبراهيم الدراوي من مشاكل مزمنة في الفك والأسنان، وأخرى بالكبد، وقد تعنتت إدارة السجن معه، ورفضت إرساله لمستشفى المنيل الجامعي للعلاج على نفقته الخاصة بناء على قرار من المحكمة، التي تنظر قضيته، وهي التخابر مع حماس.

وقد تعرض الدراوي للضرب والحبس في العزل والتأديب عام 2015، لاعتراضه على نقله من سجن طرة تحقيق لسجن ملحق الزراعة، كما رفضت إدارة السجن منحه تصريحا لزيارة والده المسن قبل وفاته، ورفضت أيضا طلبا لتمكينه من المشاركة في جنازة والده أو زيارة والدته المسنة لتعزيتها.

وفي سجن ملحق الزراعة، يعاني الكاتب الصحفي ووكيل لجنة الثقافة والإعلام في البرلمان السابق، محسن راضي، من مشاكل صحية وإهمال طبي متعمد أدت لظهوره بجسد هزيل للغاية خلال جلسات إعادة محاكمته بقضية الهروب من سجن وادي النطرون.

ويعاني راضي من العزل الكامل في السجن، ومنعه من التهوية والتشميس منذ أكثر من عام، كما أن الزيارات الخاصة بأهله غالبا يتم إلغاؤها بقرار من رئيس مصلحة السجون، وتمنع إدارة السجن عنه الأدوية والأطعمة والملابس التي يحضرها أهله، وإجباره علي تناول الأكل الميري غير الصالح للاستخدام الآدمي.

أما معتز ودنان، صاحب الحوار الشهير مع المستشار هشام جنينة، فيعاني من الحبس الانفرادي بسجن شديد الحراسة 2، وطبقا للمحامين الذين حضروا معه التحقيقات الأخيرة، فإن الزيارة ممنوعة عنه، كما أنه يتعرض للإهانات بشكل مستمر من مسؤولي السجن.

وتتعنت الداخلية في الإفراج عن الصحفيين سامح مصطفى ومحمد العدلي وعبد الله الفخراني، رغم قضائهم أكثر من ثلاثة أرباع المدة بعد حكم بسجنهما 5 سنوات في قضية غرفة عمليات رابعة.

وطبقا لجبهة الدفاع عن الصحفيين والحريات، فإن هناك أكثر من 40 صحفيا وإعلاميا معتقلا، بعضهم أعضاء بنقابة الصحفيين، وكلهم يتعرضون لمشاكل صحية وإنسانية خطيرة، كما أن اعتقالهم يأتي على ذمة قضايا نشر، رغم أن القانون يمنع الحبس في مثل هذه القضايا.

 

اقرأ أيضارايتس ووتش تدعو "حلفاء مصر" إلى وقف انتهاكات السيسي

التعليقات (0)