حقوق وحريات

مستقبل 100 ألف طالب سيناوي في خطر.. لماذا يتجاهلهم النظام؟

ناشط:  العملية العسكرية التي تسببت في أزمة طلاب سيناء لن تنتهي قبل عام
ناشط: العملية العسكرية التي تسببت في أزمة طلاب سيناء لن تنتهي قبل عام

مع اقتراب موعد امتحانات نهاية العام الدراسي بمصر، تفجرت أزمة تطال ما يقرب من 100 ألف طالب بمحافظة شمال سيناء، التي تم وقف الدراسة بها منذ 9 شباط/فبراير الماضي، مع بداية العملية العسكرية الشاملة.

الأزمة، تتمثل في كيفية إجراء الامتحانات وسط العمليات العسكرية الدائرة وبعد إلغاء الدراسة؛ إلى جانب أنه لم يصدر عن وزارتي "التعليم" أي قرارات أو إجراءات توضح كيف ستتم الامتحانات للطلاب من المرحلة الابتدائية إلى الشهادات العامة كالإعدادية والثانوية العامة والفنية وحتى المرحلة الجامعية، سواء الحكومية أو الخاصة، كما لم يصدر أي قرار حول كيفية حساب درجات الطلاب لو تم إلغاء الامتحانات.

ندفع ضريبة الفشل

وفي وصفه للأزمة، أكد الناشط السيناوي أشرف أيوب، أن أهالي سيناء وطلابها يدفعون الضريبة عن أهالي وشباب مصر، موضحا أن العملية العسكرية التي تسببت في أزمة طلاب سيناء لن تنتهي قبل عام، مؤكدا أن النظام يسعى منها للتغطية على ملفات "سد النهضة"، و"صفقة القرن"، وكمبرر لاستمرار الحكم تحت "قانون الطوارئ"، وتعليق تلك الحرب التي دمرت سيناء على شماعة الإرهاب.

أيوب، قال لـ"عربي21"، إن "حل أزمة طلاب سيناء موجود،ة ولكن النظام يتجاهل حوالي 100 ألف طالب وأسرهم"، مشيرا إلى أن "تلاميذ وطلاب صفوف النقل يمكن اعتماد نتيجة التيرم (الفصل) الأول لهذا العام دون إجراء امتحان، بدعوى أن توقف الدراسة قرار سياسي وعلى الدولة تحمل نتيجته".

وأضاف عضو الحركة الثورية الاشتراكية، أنه بالنسبة لطلاب الثانوية العامة والدبومات الفنية، فإنه يجب أن يتم امتحانهم داخل المحافظة وفي لجان خاصة تراعي ظروف الطلاب، بعد توقف المدارس وغلق مراكز الدروس الخصوصية خوفا من حملات المداهمات الأمنية.

وأعلن أيوب رفض الأهالي نقل أبنائهم للدراسة أو الامتحان بأية محافظات أخرى، مطالبا بوضع امتحانات خاصة بطلاب شمال سيناء على غرار ما كانت تقوم به مصر مع قطاع غزة، وقت أن كان تحت الإدارة المصرية.

وحول التعليم الجامعي، انتقد أيوب ما قام به رئيس مجلس أمناء "جامعة سيناء" الخاصة رجل الأعمال حسن راتب، بنقل أبناء كبار رجال الأعمال والطلاب الخليجيين بجامعته من مقرها الرئيسي بالعريش لمدينة القنطرة شرق وبدء الدراسة بالفعل، وترك أبناء سيناء الذين لا يمكنهم مغادرة العريش وتوابعها، أو الإقامة بالقنطرة أو الإسماعيلية نظرا للتصريحات الأمنية.

 

اقرأ أيضامواطنو سيناء يعانون حصارا خانقا.. إقامة جبرية وقطع للاتصالات

فصل صيفي

من جانبه أكد الطالب (م.س)، بكلية الهندسة جامعة سيناء الخاصة، أنهم تعرضوا هذا العام لحالة من التجريف العلمي، موضحا أن مستواهم العلمي والعملي في تراجع لتوقف الدراسة، بجانب خوفهم من التعرض لأية مواقف وقيود أمنية أو خطر الإصابة والموت بسبب إطلاق النار.

وقال الطالب لـ"عربي21"، إنهم عرضوا على الجامعة عدة حلول لاستكمال مسيرتهم العلمية، إلا أن الجامعة رفضت، مشيرا إلى عرض جامعة "الفيوم" استقبال الطلاب من كل التخصصات، إلا أن إدارة الجامعة رفضت ذلك العرض بعد مشاروات مع وزارة التعليم العالي.

وأوضح أن الطلاب عاشوا الفترة الماضية ولمدة شهرين في حالة من التيه، حتى أعلمتهم الجامعة ببدء تيرم (الفصل) الدراسي خلال فصل الصيف بدأ بالفعل بفرع القنطرة بالإسماعيلية السبت، وسيبدأ بالعريش بعد عيد الفطر، معلنا مخاوف زملائه من عدم انتهاء العملية العسكرية بسيناء، وبالتالي عدم تنفيذ خطة الجامعة بالتيرم الصيفي.

وأكد أن زملاءه كانوا يرغبون بالانتقال للدراسة بأية جامعة أخرى أو الدراسة "أون لاين" من خلال مجموعات عبر مواقع التواصل، وعدم ضياع التيرم، معلنا رغبتهم بأن يتم قص المنهج وتقليل مواده ومراعاة الظروف التي تعرضوا لها في أثناء عقد الامتحانات إن تمت.

وعبر هاشتاغ  "#حق_ولادنا_في_رقبتكم" و"#أنقذوا_طلاب_سيناء"، تناول أهالي سيناء وبعض النشطاء المهتمين بالشأن السيناوي تلك الأزمة، مطالبين الدولة بحلها، فيما عرضوا بعض الحلول.

وعبر صفحته بـ"فيسبوك"، قال الأكاديمي السيناوي صالح محمد صالح، إن "مستقبل مائة ألف طالب منهم ثمانية آلاف بالمرحلة الثانوية والفنية والمتقدمة؛ مهدد بالضياع، فحتى هذه اللحظة لم تتضح رؤية الوزير، فلا تعليم ولا ذهاب للمدارس ولا انتظام ولا تنمية أو نمو معرفي".

مدير مركز العريش للتعليم المفتوح، وصف وضع الطلاب بقوله: "لكم أن تتصورا طلابا مُنعوا من الذهاب لمدارسهم، ولا يستطيعون الذهاب لدروسهم لعدم وجود مواصلات ووقود ينقلهم لأماكن دروسهم، وأصبحوا أسرى بمنطقتهم السكنية، ويستمعون للشائعات المتناثرة مصاحبة لطلقات الرصاص المتوالية ليلا ونهارا".

وطالب صالح رأس النظام عبدالفتاح السيسي بتخصيص 5% بالجامعات المصرية الحكومية والخاصة لأبناء سيناء، إلى جانب عقد امتحانات الثانوية العامة والفنية داخل شمال سيناء، وعدم نقل الطلاب لمحافظات أخرى.

‏وأكد رئيس جامعة "العريش" الحكومية حبش النادي، أنه سيصدر تعليماته لعمداء الكليات لمراعاة الطلاب خاصة (مرحلة البكالوريوس) بالكليات كافة، والتيسير عليهم بالمنهج والامتحانات وفي التصحيح.

 

اقرأ أيضا: سيناء تئن تحت حصار الجيش بذريعة استمرار العمليات العسكرية

التعليقات (2)
مصري
الثلاثاء، 10-04-2018 10:35 ص
و ماذا تنتظر من السيسي أبو جهل هذا الزمان و عصاباته المسلحه التي هي أجهل من الجهل نفسه فلا يعنيهم التعليم في شئ المهم هو ممارسة الإرهاب و الظلم و الإستبداد و العنصريه و كل الممارسات اللا إنسانيه علي سكان سيناء من العزل المسالمين الذين لا ذنب لهم إلا أنهم من سكان سيناء التي يشتهيها كل من البلطجي بن سلمان و البلطجي بن زايد و بالطبع فلعاب اسرائيل ما زال يسيل من أجل عودة سيناء إليها مرة أخري و هذا الإحتمال ليس ببعيد في وجود جاسوس اسرائيل الأول السيسي لعنة الله عليه ، أما الطلبه في سيناء فلهم الله وحده له الأمر من قبل و من بعد .
واحد من الناس...على غرار ما كانت تقوم به مصر مع قطاع غزة، وقت أن كان تحت الإدارة المصرية
الإثنين، 09-04-2018 06:35 ص
..... كانت غزة تحت ادارة مصر و ستلقى سيناء نفس مصير غزة على يد المرتزقة ممن يسمون نفسهم (الجيش المصري)