هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثار ترشح سيف الإسلام نجل العقيد الليبي الراحل معمر القذافي للرئاسة، ردود فعل غاضبة من قبل الشارع الليبي، وسط توقعات بعدم قدرته على استكمال إجراءات الترشح قانونيا.
وأكد المتحدث باسم ما يعرف بـ"الجبهة الشعبية الليبية" (مجموعة من أتباع القذافي)، أيمن بوراس أن "سيف سيخاطب الليبيين بشكل مباشر خلال الأيام المقبلة للإعلان عن خططه الانتخابية، وأنه "حاليا موجود داخل الحدود الليبية ولم يغادرها، وأنه سيكون طرفا في الحياة السياسية"، كما قال.
اختفاء وتشكيك
ورغم صدور قانون العفو العام من قبل وزير العدل الليبي بحق سيف القذافي، الذي أفرج عنه بموجبه في حزيران/ يونيو 2017، إلا أن هناك تشكيك قانوني في هذا القانون من ناحية، ومن ناحية أخرى في وجود "سيف" داخل ليبيا أصلا.
اقرأ أيضا: ماذا قال محامي سيف القذافي عن ترشحه لانتخابات الرئاسة؟
في المقابل، أكد مصدر قريب من "سيف القذافي" لـ"عربي21"، أن "الأخير على قيد الحياة وأنه موجود فعلا في ليبيا، وأنه هاتفه عدة مرات بعد الإفراج عنه"، حسب كلامه.
وترشح نجل القذافي المختفي حتى الآن، طرح تساؤلا: هل يمكن أن يعيد نظام والده أم سيرفضه الليبيون؟
"الجنائية": لاتعليق
وتواصلت "عربي21" مع المتحدث باسم المحكمة الجنائية الدولية، عبدالله الفادي، للتعليق على قرار سيف الترشح وهو مطلوب دوليا، لكنه أجاب: "المحكمة لا تعلق على المواضيع السياسية؛ لأن عملها قضائي بحت".
في حين، قال أحد المتخصصين في القانون الليبي، إن "التهم الموجهة لسيف في حقيقتها هي جرائم ضد الإنسانية ولا تسقط ولا تنقضي بمضي المدة، ولا ينطبق عليها قانون "العفو العام"، كما أنها أفعال مجرّمة بموجب الاتفاقات الدولية، التي تعد أقوى من التشريع الداخلي".
وأضاف: "ومن ناحية إجرائية محلية، فلم يتم تطبيق الشروط الواردة في قانون العفو العام، التي من أبرزها اتخاذ القضاء للقرار وإعلان التوبة ورد المال والتصالح مع المجني عليه"، وفق قوله.
"ناقوس خطر"
وأشار الناشط السياسي الليبي، محمد امراجع الضراط، إلى أن "ترشح سيف هو محاولة من أعضاء النظام السابق لجذب الانتباه لهم، وإشراكهم في عملية تقاسم السلطة، لأنه عمليا وقانونيا ترشح سيف غير ممكن".
وأوضح في تصريحاته لـ"عربي21"، أن "البعض تابع الأمر بأسى فكيف يعقل بعد 7 سنوات من الثورة الليبية أن يترشح نجل القذافي للرئاسة، إذا لماذا قمنا بالثورة؟ لكن آخرين يرون أن ترشحه يعد مكسبا للثورة والكلمة الأخيرة للشعب، وأن الجميع احتكم لخيار الديمقراطية".
وتابع: "إلا أن المؤكد أن هذا الإعلان هو دق ناقوس خطر لثوار فبراير(شباط) جميعا وهناك دعوات للتوحد ونسيان الخلافات للحفاظ على مكتسبات الثورة، وعدم عودة الاستبداد بصوره وأشكاله كافة"، كما قال.
"سيف" قُتل
لكن الطبيب العسكري الليبي، محمد الطويل، وصف عملية الترشح بأنها "زوبعة" في فنجان بهدف إقناع المناوئين للثورة بالتسجيل بقوة في الانتخابات الرئاسية، وهذا ما حدث، فإن مؤيدي القذافي سجلوا بأعداد كبيرة".
وزعم الطويل في حديثه لـ"عربي2"، أن "سيف القذافي قتل في أثناء محاولة تهريبه من السجن إثر إطلاق الرصاص عليه، وأن القيادات في "فلول" القذافي يعرفون ذلك وسيعلنون في أخر لحظة عن اسم جديد، ولن يكون هناك بد للمسجلين إلا انتخابه"، وفق تقديراته.
تفاهمات
الأكاديمي والكاتب الليبي، جبريل العبيدي، رأى من جانبه؛ أن "مشاركة سيف في حوار سياسي أو مشروع سياسي ناجح، تبقى رهينة لحجم تفهمه ومن يمثلهم للتغيير الذي حدث في ليبيا رغم مصاعبه ومآسيه".
اقرأ أيضا: رئيس برلمان ليبيا: سيف الإسلام القذافي له حق الترشح للرئاسة
وأكد في كلامه لـ"عربي21"، أنه "لا يمكن العودة لجماهيرية القذافي الأب، ولو بأخرى ثانية، فتجربة أيلول/ سبتمبر انتهت وكذلك تجربة شباط/ فبراير، والأصلح هو دولة مدنية للجميع بدستور يحترم حق المواطنة والتداول السلمي، ونبذ العنف وجبر الضرر والمصالحة"، وفق قوله.
منافسة شرسة
ورأى الإعلامي الليبي، عاطف الأطرش، أنه "لو افترضنا جدلا أن سيف القذافي لازال حيا، فإنه لا يملك زخما شعبيا يؤهله لدخول الانتخابات لعدة أسباب، ومنها: وجود مرشحين محتملين أقوياء، وكذلك عدم ثقة الشارع الليبي في إلغاء سيف لأفكار القذافي العبثية".
وتابع: "قوة سيف في السابق كانت من خلفية والده، لكن الآن من أين سيستقي هذه القوة بعد مقتل القذافي، علما أنه فشل حتى في إدارة مشروعه قبل ثورة شباط/ فبراير، لذا أستبعد تماما فرصة فوزه بالانتخابات، ناهيك عن ملاحقة المجتمع الدولي له"، كما قال لـ"عربي21".