قال رون لاودر رئيس
الكونغرس اليهودي العالمي إن
إسرائيل قد تتحول إلى دولة
دينية، بسبب خضوع دوائر صنع القرار في تل أبيب لمطالب المتدينين المتطرفين،
وابتعادها تدريجيا عن يهود الشتات، مؤكدا أن رفض إسرائيل لحل الدولتين مع
الفلسطينيين يعرض قيامها للخطر كدولة "يهودية ديمقراطية" وفق وصفه.
وأكد لاودر في تصريحات نقلتها صحيفة "هآرتس"، وترجمتها
"
عربي21" أن لديه "مخاوف جدية من موت حل الدولتين"، والتهميش المتواصل من
قبل الحكومة الإسرائيلية ليهود الشتات، لأن إسرائيل في هذه الحالة تتنكر لقسم كبير
من الشعب اليهودي، وتعطي استجابة لافتة لمطالب وتوجهات الأقلية الدينية فيها.
وأوضح أن هذه السياسة ينشأ عنها "ظهور المزيد من الشبان اليهود الصغار
في الولايات المتحدة يأخذون بالابتعاد عن إسرائيل رويدا رويدا، لأنهم يشعرون أنها
لا تمثل القيم التي تربوا عليها".
وأضاف: "هناك سبعة ملايين يهودي يعيشون في الخارج باتوا يشعرون في
السنوات الأخيرة بأن الدولة التي أنفقوا عليها، سياسيا ومعنويا وماليا، باتت اليوم
تدير ظهرها إليهم، بسبب ضغوط اليهود الحريديم".
وأشار لاودر الذي يزور إسرائيل هذه الأيام للمشاركة في مؤتمر حول "معاداة
السامية" في العالم، إلى أن إسرائيل كـ"دولة يهودية ديمقراطية تعيش
مرحلة الخطر"، لأن هناك 13 مليون نسمة يعيشون بين نهر الأردن والبحر المتوسط،
نصفهم تقريبا من الفلسطينيين.
وتابع: "في حال لم تغير إسرائيل من سياستها الحالية الجامدة تجاه أي
حل سياسي مع الفلسطينيين، فإنها ستضطر للاختيار بين منح الفلسطينيين حقوقهم
الكاملة، وهنا ستنقلب على فكرة الدولة اليهودية، أو حرمانهم من تلك الحقوق،
وبالتالي تتوقف عن كونها دولة ديمقراطية".
ومن أجل منع تحقق هذه "الفرضية الصعبة" وفق وصفه قال لاودر إن إسرائيل مطالبة بالاحتفاظ بحل
الدولتين، مشيرا إلى إنه "صحيح أن التحريض الذي يمارسه الفلسطينيون خطير، لكن
مخططات ضم الأراضي التي تقدمها أوساط اليمين الإسرائيلي، والبناء
المتزايد للمستوطنات في الضفة على أراض ستكون جزءا
من الدولة الفلسطينية المستقبلية، كلها سياسات تعزز فرضية نجاح حل الدولة الواحدة
للشعبين".
وكانت القناة
العاشرة العبرية نقلت عن يوفال ديسكين الرئيس الأسبق لجهاز المخابرات الداخلية
الإسرائيلي "الشاباك" وقوله إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو شخصية
"جبانة وبسببه فقدت الدولة بوصلتها وأصبحت فاقدة للطريق ولا تمتلك رؤية واضحة
أو أيديولوجيا محددة وتشعر بافتقاد الزعامة وهذا مخيب للآمال".
وأضاف في تصريحات ترجمتها "
عربي21" أن نتنياهو فشل في خطته
الاجتماعية والاقتصادية، وأخفق في معالجة الملف النووي الإيراني، و"لو أردنا
إجراء فحص على مآلات هذا الملف منذ اعتلاء ننتياهو للسلطة فسوف نجد معطيات مقلقة، ما يتطلب منه الذهاب إلى بيته فورا منذ ست سنوات".