سياسة دولية

ما تأثير إقالة تيلرسون على رغبة ترامب إلغاء الاتفاق النووي؟

تيلرسون جيتي
تيلرسون جيتي

أثارت إقالة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزير خارجيته ريكس تيلرسون تساؤلات بشأن تأثيراتها على محاولات الرئيس إلغاء الاتفاق النووي الموقع مع إيران في ظل معارضة تيلرسون للخطوة.

وكان إلغاء الاتفاق النووي مع إيران أحد أهم وعود ترامب الانتخابية، حيث صرح أكثر من مرة بأنه كان خطأ سياسيا كبيرا ولام سلفه أوباما عليه، واعتبر أنه فرط في حق الولايات المتحدة الأمريكية ومنح إيران الإذن بصناعة القنبلة النووية.


هل يلغى الاتفاق؟

وقلل المحلل السياسي والمختص بالشأن الإيراني طلال عتريسي من تأثيرات إقالة تيلرسون على الموقف من الملف النووي وأن الأمر يتعدى الولايات المتحدة.

وتابع في حديث لـ "عربي21": "إذا نفذ ذلك فإنه سيسبب مشكلة كبيرة، خاصة أن هناك موقفا دوليا فيه شبه إجماع على تأييد الاتفاق، حيث أن أوروبا وروسيا والصين وحلفاء أمريكا يؤيدونه".

وأشار إلى أنه لسبب غير معلوم ربما يقدم على خطوة ما أو على الأقل ربما سيذهب باتجاه اتخاذ إجراءات يفرض من خلالها عقبات تعرقل تنفيذ الاتفاق لأقصى حد ممكن كما هو جار الآن.

من جهته قال أستاذ العلوم السياسة إيران كنعان: "إن ترامب جاد وعازم على إلغاء الاتفاق، أو في أقل الحدود تعديله بما يتناسب والرؤية الصهيوأمريكية" وفق قوله.

وتابع في حديث لـ "عربي21": "ترامب يسعى بشكل شخصي إلى تغيير كل ما قام أوباما بتحقيقه ومن ضمنه الاتفاق النووي الإيراني والذي يقيد إيران فقط لعشر سنوات، وبعدها ستكون هناك مفاوضات ويمكن أن تودي في نهاية المطاف إلى حصولها على صواريخ بالستية قادرة على حمل رؤوس نووية بعد الحصول على المادة لتصنيع النووي".

واستدرك بالقول: "لكن الأمر لا يتم بالنوايا والرغبات فقط، فهو قانونيا لا يمكنه إلغاء الاتفاق إلا بموافقة ثلثي الكونغرس، والأغلبية الآن هم الجمهوريون ويعارضونه في ذلك، بالتالي لا يستطيع حاليا إلغاءه".

مكاسب واشنطن

يرى كنعان أن إلغاء الاتفاق سيقلل مكاسب واشنطن، واعتبره إذا تم "مغامرة طائشة ستؤدي لقلب الطاولة في منطقة الشرق الأوسط وستؤدي لإرضاء بعض الأطراف فقط".

ولفت إلى أن أهم خسائر واشنطن في حال ألغي الاتفاق هي "إطلاق العنان لإيران للعبث في المنطقة أكثر مما هي عليه الآن، وذلك تحت ذريعة أننا تنازلنا ووافقنا على الاتفاق الذي فرضتموه علينا، ومن أخل بالاتفاق أنتم وليس نحن بالتالي سنستمر في برنامجنا النووي وترسانتنا العسكرية وماضون في سياستنا بالمنطقة".

والأمر الآخر: "لإلغاء هذا الاتفاق يجب على أمريكا أن تستقطب كافة الدول التي وافقت عليه، وهي التي لا يمكن تحت أي ظرف من الظروف الموافقة على هذا الأمر، بالتالي واشنطن الآن من الناحية القانونية إذا ما أرادت العبث بهذا الاتفاق لا تستطيع إلغاءه وإنما يمكنها الانسحاب منه فقط".

خسائر إيران

ويرى عتريسي أن "إلغاء الاتفاق سيترك أثرا سلبيا، بمعنى أن التوتر سيعود على الساحة الدولية لأن إيران كما تصرح بأنها ستعود إلى عملية التخصيب بشكل سريع".

وأضاف: "سيزعج الدول التي تؤيد الإبقاء على الاتفاق وبعض الشركات الأوروبية، التي تبحث إمكانية العمل مع الإيرانيين، حيث ستجد نفسها محرجة إذا تم إلغاؤه أو عادت إيران للتخصيب مجددا، لهذا السبب أعتقد أن طهران ستتريث في مسألة التخصيب، وربما تحاول العمل مع الدول الأوربية في هذا المجال".

واستدرك عتريسي بالقول: "لكن إيران لغاية الآن لم تستفد كثيرا من إبرام الاتفاق حيث توقعاتها كانت كبيرة جدا، لكن الأمريكيين يعرقلون عمل الشركات الأوروبية التي تريد القدوم للعمل في طهران، بالتالي الفرق سيكون بسيطا جدا ولكن إلغاءه سيعرقل الأمور أكثر بالنسبة لها، وربما يجعل الشركات الأوروبية تتوقف عن العمل فيها".

لا يرى عتريسي إمكانية نشوب حرب بين الدولتين إذا تم إلغاء الاتفاق، "فهما لا يبحثان عنها، لكن ربما الطرف الإسرائيلي يحلم بحدوث حرب أو بعض الأطراف العربية التي تخاصم إيران، ولكن ترامب رجل أعمال ويبحث عن طرق للحصول على الأموال، وكيف يحسن الاقتصاد الأمريكي، فربما يزيد التوتر والتصعيد في العلاقات والتهديدات المتبادلة لكن من المستبعد آن تكون هناك حرب بشكل مباشر".

ووافق كنعان عتريسي في رأيه على استبعاد نشوب حرب بين طهران وواشنطن، وأحال السبب على عدم رغبة الطرفين بذلك.

وأضاف: "يتم تدريب إيران وتهيئتها للعب دور إسرائيل في المنطقة كون الأخيرة فقدت معظم هيبتها في حروبها الأخيرة مع لبنان وغزة ولم تعد قادرة على تمرير السياسة الأمريكية".

وأكد على أن مؤسسات الإدارة الأمريكية لن تسمح بحدوث حرب مع إيران على الأقل في الفترة القريبة.

وختم حديثه بالقول: "أولا إيران هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي تستند على أرض صلبة، لأنها تمتلك أسلحة قادرة على تدمير أي دولة حولها، ولديها جيش قوي والمقدرة على تحريك أكثر من منطقة، أهمها العراق وسوريا ولبنان وغزة، ثانيا، أمريكا لن تعبث في منطقة الخليج خاصة أنها تشكل منطقة أمن استراتيجي لها".

التعليقات (0)