هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
شكل إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 6 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، الاعتراف بمدينة القدس المحتلة "عاصمة لإسرائيل"، والبدء بنقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى القدس؛ التحدي الأبرز أمام الفلسطينيين، ومدى قدرتهم على وقف سياسة الأمر الواقع السالبة لحقوقهم على مدار التاريخ.
وتتواصل التسريبات المتعلقة بخطة الإدارة الأمريكية
للتسوية أو ما تعرف بـ"صفقة القرن"، والتي تشير تفاصيلها المسربة إلى أنها لا
تلبي الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية، ناهيك عن عدة قرارات أمريكية تلقي بأثارها
السيئة على الوضع الإنساني في مخيمات اللاجئين، منها تقليص مساعدات (الأونروا)
والتهديد بقطع المساعدات عن السلطة الفلسطينية.
وأمام هذه الخطوات الأمريكية المتسارعة والمنحازة
للاحتلال الإسرائيلي، يعتزم الفلسطينيون نهاية آذار/ مارس الحالي، الخروج بخيار
يعتبرونه "الأخير" وهو (مسيرة العودة الكبرى)، لإفشال كل هذه المخططات
التي تستهدف تصفية قضيتهم، إلى جانب محاولة إعادة مركزية القضية الفلسطينية التي
بدأت تتلاشى أهميتها وسط أزمات المنطقة العربية.
وفي هذا الإطار، قال الناشط الفلسطيني أحمد أبو
ارتيمة، إن "مسيرة العودة المرتقبة سيغلب عليها الطابع السلمي، وسيتوجه مئات
الآلاف من الفلسطينيين بعائلاتهم للاحتشاد بطريقة سلمية في خيام وإقامة حياتهم
الطبيعة، في وجود وسائل الإعلام، دون إلقاء حجارة أو تخريب أو إشعال للإطارات".
اقرأ أيضا: هل تتجه غزة إلى اقتحام الحدود كبديل عن "الموت البطيء"؟
وأكد أبو ارتيمة في حديث خاص لـ"عربي21"،
أن "أسلوب السلمية مزعج للاحتلال، لأنه يجر الاحتلال الإسرائيلي إلى مربع نتفوق
فيه، ويجد الاحتلال نفسه مستنزفا أخلاقيا وسياسيا في هذه المعركة"، مشددا على
أهمية هذه المسيرة كونها تعيد القضية الأساسية "ونحن شعب هجر من دياره،
وهذا الشعب يريد العودة ولا يوجد أقوى من هذه القضية".
وأشار إلى أنها "ستكون شكلا جديدا من أشكال
المواجهة السلمية، من خلال الاحتشاد الجماهيري بالقرب من الحدود
الإسرائيلية"، مبينا أن هذه المسيرة ستعمل على إعادة التعريف بالقضية
الفلسطينية أمام العالم كله، وتكشف دعاية الاحتلال الإسرائيلية وهي دولة خارجة عن
القانون الدولي.
— وكالة الرأي (@alrayps) 13 مارس، 2018
ونوه أبو ارتيمة إلى أنه "سيكون اعتصاما سلميا ولا يوجد فيه احتكاك مع جيش الاحتلال الإسرائيلي"، مؤكدا أن "قوتنا في
الاحتشاد السلمي وإعادة إحياء قضية العودة".
من جهته، تحدث المختص الفلسطيني بشؤون اللاجئين عصام
عدوان، عن أهمية مسيرة العودة التي يتم التحضير لها للانطلاق من كل حدود فلسطين
وفي داخلها، معتبرا إياها "شكلا مهما من أشكال المقاومة".
اقرأ أيضا: صحفي إسرائيلي: مسيرات العودة تحد جديد لإسرائيل
وذكر عدوان خلال مقال وصل "عربي21" نسخة
منه، أن مسيرة العودة ستكون على حيوية الشعب الفلسطيني، وتمسكه بحقوقه كاملة غير
منقوصة مهما طال الزمن، فلا يضيع حق وراءه مطالب، متابعا بقوله: "وستؤكد فشل
كل السياسيات الفلسطينية والعربية والدولية الرامية لإنهاء حق العودة، والعمل على
دمج اللاجئين في المجتمعات التي أقاموا فيها".
وأردف قائلا: "تمثل المسيرة ردا عمليا من
الفلسطينيين على دعاوى يهودية الدولة الإسرائيلية، والتي تشترطها إسرائيل للمضي
في ما يسمى العملية السلمية، وتدعمها في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، وتقبل
بذلك على استحياء أطراف فلسطينية منبوذة".
— موسى عليان #غزة (@lawyermosa2) 22 فبراير، 2018
ولفت إلى أن "هذه المسيرة تضفي على النحو المعد
لها، طابعا دوليا لهذه الفعالية، حيث ستخرج المسيرات والاعتصامات أمام السفارات
الإسرائيلية ومقرات الأمم المتحدة عبر العالم، وتحتشد جماهير اللاجئين، والمتضامنين
معهم من إخوانهم العرب على حدود الأردن ولبنان وحدود الضفة الغربية وقطاع غزة
وأراضي عام 1948، الأمر الذي يشكل أزمة سياسية وإعلامية لإسرائيلي لا تنتهي بانتهاء
المسيرة".
وأضاف أن "تداعيات المسيرة تستمر بعد ذلك،
ويكفي أنها ستضع سؤالا مهما أمام العالم، وهو كيف يكون التعامل مع قضية اللاجئين
وهذا حالهم، ولم ينسوا ولم يتنازلوا؟"، منوها إلى أنها "تأتي ردا منطقيا
على عمليات قهر الشعب الفلسطيني الممنهجة، والتي تستهدف طمسه وسحقه في كل الساحات
وبالأخص قطاع غزة".
اقرأ أيضا: ماذا تهدف مسيرة العودة الكبرى للاجئين الفلسطينيين؟
وأكد أن "قطاع غزة يشكل عصب هذه المسيرة، بما
عهد عنه من نزعة صورية وثابة، وقدرة على الحشد والتعبئة والصمود، في الوقت الذي
يشكل فيه رأس الحربة لمشروع المقاومة ضد المحتل الإسرائيلي".
واعتبر عدوان "مسيرة العودة حراكا شعبيا يعزز
المقاومة ويمارسها بأشكال مختلفة، وتفرض على جميع الفلسطينيين النهوض من رقادهم،
والسعي لنيل حقوقهم بأيديهم، وفرض أجندتهم على سائر الأجندات الدولية المتآمرة
عليهم".
ودعا أن "يكون يوم الأرض في 30 آذار/ مارس
فاتحة لهذه المسيرة العالمية، والتي ستجعل من سبعينية النكبة في منتصف مايو المقبل
نقطة انطلاق نحو العودة إلى فلسطين، ومرحلة فاصلة تطوي ألاعيب التفاوض ومسيرات
السلام الموهوم".