هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
فتح تصريح وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المعترف بها، بشأن اتخاذ قرار دخول العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، من قبل حكومته، تساؤلات حول تعريف المواجهات الدائرة في المدخل الشمالي الشرقي منها، التي تخوضها القوات الحكومية على مدى أكثر من عامين.
وكان معمر الأرياني، قد كشف في الأيام القليلة الماضية عبر فضائية "بي بي سي" أن الحكومة الشرعية لم تقرر الدخول إلى صنعاء لحد الآن، وأنها تحاول الضغط عسكريا على الحوثيين للدخول في مفاوضات سلام تنهي الحرب التي "قرارها ليس بأيدهم بل بأيدي إيران."
ومن التساؤلات المطروحة؛ من يملك قرار الدخول إلى العاصمة اليمنية صنعاء لدى الطرف الحكومي، هل حكومة الرئيس هادي عبد ربه منصور أم التحالف العربي؟
إيعاز من التحالف
وفي هذا السياق، يرى الكاتب والمحلل السياسي اليمني، ياسين التميمي أن لا جديد في تصريح الوزير الأرياني، فيما يتعلق بتقرير الوضع العسكري للعاصمة صنعاء، ذلك أن السائد طيلة السنوات الماضية هو أن" هناك خطوطا حمرا وضعت أمام الحكومة والتحالف لا يمكن تجاوزها".
اقرأ أيضا: الجيش اليمني يعلن اقتحام ثاني مديريات "صنعاء" ومقتل 45 حوثيا
وقال في حديث خاص لـ"عربي21" إن تلك الخطوط الحمراء تم التغطية عليها بتصريحات متتالية من قبل التحالف (تحالف عسكري تقوده السعودية دعما للحكومة الشرعية)، وكذلك الحكومة بشأن عزم الطرفين "بلوغ صنعاء واستعادتها من الانقلابين".
وأضاف أن الضغط العسكري للتحالف والشرعية لن يسفر عن أية نتيجة ذات قيمة. مؤكدا أن أي تسوية سياسية يكون الحوثيون طرفا فيها، لاشك، أن ثمنها باهض جدا على الدولة اليمنية وعلى الأمن الإقليمي حتى وإن كانت هذه التسوية تتأسس على صفقة بين السعودية والحوثيين.
ووفقا للتميمي فإن تصريح وزير الإعلام في هذا التوقيت، لا يعبر عن الحكومة وإراداتها وأهدافها، لأن عودة السلطة الشرعية ودحر الانقلاب يقوم بالأساس على استعادة العاصمة صنعاء، وبدون ذلك يصعب تحقيق أهداف الحرب.
وأردف قائلا: "يبدو أن تصريح الوزير الأرياني جاء بإيعاز من التحالف، صاحب القرار الأول والأخير في هذه الحرب، وربما انطوى على بعض الرسائل التضليلية، ففي الحرب مفاجآت كثيرة".
وإذا كان هناك من رسالة في هذا التصريح يقول التميمي: "فهي موجهة إلى معسكر الشرعية الذي تعنيه عودة صنعاء لها أكثر مما تعني أي طرف آخر".
ولفت السياسي اليمني إلى أن تداعيات تصريح كهذا، ستكون مدمرة على معنويات المقاتلين الواقفين على مشارف صنعاء والذين ضحوا بآلاف القتلى والجرحى لبلوغ الهدف النهائي المتمثل في دخول صنعاء واستعادتها من الحوثيين.
وأوضح أن التحالف لديه خطة لاستعادة صنعاء وقد تم تعيين مساراتها وأهدافها بعيدا عن الحكومة، وهو ما يفسره الدعم السخي المقدم لقادة عسكريين قريبين من الراحل صالح وفي مقدمتهم نجل شقيقيه العميد طارق محمد عبد الله صالح.
بلسان التحالف
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي، أحمد الزرقة إن تصريح الأرياني "يكشف في حقيقة الأمر، عن التوجه السائد لدى التحالف منذ اليوم الأول لمعركة صنعاء".
وتابع حديثه لـ"عربي21" أن وزير الإعلام اليمني تحدث بلسان حال التحالف وليس الحكومة اليمنية باعتبار أن الأول هو صاحب القرار وهو المتحكم في مسار الأحداث والمواجهات.
وأشار الزرقة إلى أنه منذ اليوم الأول لعمليات التحالف كانت "معركة صنعاء هي المعركة المؤجلة"، موضحا أنه سبق لعدد من المسؤولين في التحالف الإشارة إلى أن معركة تحرير صنعاء غير واردة بسبب معارضة الدول الكبرى.
فضلا عن ذلك، عدم رغبة التحالف في حسم المعركة لأسباب تتعلق بعدم الثقة بحلفائها على الأرض واعتبار أن حدوث أي نصر قد يحسب لحزب الإصلاح، وفقا للمتحدث ذاته.
اقرأ أيضا: في يومهن العالمي.. آلاف الانتهاكات بحق نساء اليمن
واعتبر السياسي الزرقة أن الحديث عن استخدام معركة صنعاء لتحقيق نصر سياسي يجبر مليشيا الحوثي على الذهاب باتجاه المفاوضات فيه الكثير من الاستهتار بتضحيات الجيش والمقاومة واعتبار تلك الدماء بمثابة قربان على مذبح التحالف.
كما وصف تصريحات الأرياني بأنها "خيانة للمسؤولية ودليل على انعدام البصيرة والأفق السياسي".
وفي الوقت نفسه، عدها الزرقة "استمرارا لأكذوبة إمكانية التعايش مع المليشيا بمجرد قبولها الجلوس على طاولة المفاوضات"، وهو ما يفيد بأن الشرعية والتحالف لم تفهم الدروس السابقة".
جدير بالذكر أن قوات الجيش الوطني ترابط منذ عامين وأكثر، على تخوم صنعاء في جبهة نهم التي توصف بأنها البوابة الشرقية للعاصمة، ويفصلها عن مركزها، أي صنعاء، ما لا يزيد عن ثلاثين كيلومترا، إلا أنها حاليا تخوض معركة استنزاف مع مسلحي الحوثي في ظل غياب قرار للحسم. كما يقول وزير إعلام الحكومة الشرعية.