صحافة دولية

نيويورك تايمز: ما هي تبعات تعاون جورج نادر مع تحقيقات مولر؟

نيويورك تايمز: تعاون نادر مع التحقيقات قد يفتح بابا جديدا للمخاطر أمام إدارة ترامب- جيتي
نيويورك تايمز: تعاون نادر مع التحقيقات قد يفتح بابا جديدا للمخاطر أمام إدارة ترامب- جيتي

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا أعده كل من مارك مازيتي وديفيد كيرباتريك وآدم غولدمان، يقولون فيه إن مستشارا لولي العهد الإماراتي، على علاقة مع مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يتعاون مع المحقق الخاص روبرت مولر

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن مستشار ولي عهد الإمارات العربية المتحدة جورج نادر، يتعاون في التحقيق، وقدم شهادة الأسبوع الماضي.

 

ويلفت الكتّاب إلى أن مولر يقوم، على ما يبدو، بفحص دور المال الأجنبي في مواقف ونشاطات المسؤولين في إدارة ترامب، حيث طلب فريقه شهادات حول إمكانية نقل جورج نادر أموالا من الإمارات للتأثير على جهود ترامب السياسية، مشيرين إلى أن القانون الأمريكي يحظر استخدام أموال أجنبية في انتخابات الرئاسة الأمريكية، أو القيام باستخدامها في السباق الرئاسي.

 

وتفيد الصحيفة بأن اللبناني الأمريكي نادر والمسشار للحاكم الفعلي للإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد حضر اجتماع كانون الثاني/ يناير في سيشل، الذي دقق فيه فريق التحقيق، وجمع اللقاء، الذي رتبه ابن زايد، مستشارا مقربا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومدير شركة "بلاكووتر" للتعهدات الأمنية (أكاديمي) إريك برينس، وأحد المستشارين غير الرسميين لفريق ترامب خلال عملية نقل السلطة، بحسب ثلاثة أشخاص مطلعين. 

 

ويجد التقرير أن تعاون نادر مع تحقيقات المحقق الخاص قد يفتح بابا جديدا للمخاطر أمام إدارة ترامب، بالإضافة إلى أن حضور نادر لقاء جزيرة سيشل يتعلق على ما يبدو في اهتمام مولر الرئيسي، وهو التحقيق في التدخل الروسي في الحملة الانتخابية، مشيرة إلى أن نادر مثّل ولي العهد الإماراتي في لقاء ثلاثي عقد في فندق يطل على المحيط الهندي في الجزيرة المعروفة، وذلك قبل أيام من تولي ترامب منصب الرئاسة.

 

ويورد الكتّاب نقلا عن أشخاص مطلعين على الأمر، قولهم إن الإماراتيين اعتقدوا أن برينس كان يتحدث نيابة عن الفريق الانتقالي للرئيس ترامب، وكيريل ديمتريف كان يمثل الرئيس بوتين، لافتين إلى أن نادر أقام علاقة مع عدد من مستشاري ترامب في البيت الأبيض، وعمل مستشارا لشركة "بلاكووتر" التي تعرف بأكاديمي، وكان هو الذي قدم مدير شركته السابقة إلى الروس. 

 

وتقول الصحيفة إن "لقاء سيشل وما يمثله من أهمية ظل بمثابة اللغز للمسؤولين الأمريكيين، عندما وصل إلى علم المسؤولين الاستخباراتيين في الأيام الأخيرة من فترة باراك أوباما، وظلت حقيقة الاجتماع محلا للجدل، ففي جلسة اجتماع في الكونغرس نفى برينس في تشرين الثاني/ نوفمبر، أن تكون مشاركته في اللقاء نيابة عن فريق ترامب الانتقالي، واستبعد لقاءه مع ديمتريف، مؤكدا أنه لم يكن إلا للحديث وتناول الشراب". 

 

ويذكر التقرير أن محامي نادر رفض الرد على أسئلة الصحيفة، كما رفض متحدث باسم ديمتريف الرد على أسئلة الصحيفة عن لقاء سيشل، وكذلك السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة، مشيرا إلى أن ديمتريف، الذي عمل سابقا في مصرف "غولدمان ساكس"، وهو حاصل على شهادة "أم بي إي" من هارفارد، يعد من المقربين من بوتين، وكلفه عام 2011 بإدارة صندوق استثماري، وكانت إدارة أوباما قد فرضت عقوبات على هذا الصندوق الاستثماري؛ وذلك كجزء من سلسلة عقوبات فرضتها الولايات المتحدة على روسيا بعد إرسالها قوات إلى أوكرانيا عام 2014. 

 

ويبين الكتّاب أن الإمارات العربية المتحدة، التي تعد من حلفاء الولايات المتحدة المهمين، استثمرت الكثير من الأموال في مؤسسة ديمتريف؛ وذلك كجزء من بناء علاقات قريبة مع روسيا، مشيرين إلى أنه بعد لقاء ولي العهد الإماراتي مع بوتين، في زيارة رسمية لموسكو عام 2013، فإن إدارتي الاستثمار في أبو ظبي تعهدت باستثمار 6 مليارات دولار في صندوق الاستثمار الروسي المباشر، في بناء المشاريع، مثل الطرق والمطارات ومراكز العناية بالسرطان في روسيا، وأصبح ديمتريف زائرا منتظما على أبو ظبي، واعتبره الإماراتيون بمثابة صلة الوصل مع الحكومة الروسية. 

 

وتنوه الصحيفة إلى أن سفير الإمارات في موسكو وصف ديمتريف في رسالة إلكترونية أرسلها عام 2015، بـ"الرسول"، الذي يستطيع الحصول على معلومات مباشرة من الرئيس بوتين، حيث كانت الرسالة من ضمن مجموعة رسائل إلكترونية تعرضت للقرصنة من حساب العتيبة الإلكتروني. 

 

وبحسب التقرير، فإن السفير الإماراتي السابق عمر سيف غباش لم يرد على طلب من الصحيفة للتعليق.

 

وينقل الكتّاب عن شخصين يعلمان بطبيعة التحقيق، قولهما إن المحققين طلبوا تفتيش نادر بعد هبوطه في مطار دالاس الدولي، وسلموه بلاغا للحضور أمام لجنة تحقيق، حيث كان يريد السفر إلى مار- إي- لاغو؛ للمشاركة في احتفال الرئيس بعامه الأول في الحكم.

 

وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن مكتب التحقيقات الفيدرالي "أف بي آي" كانت لديه خطط للتحقيق مع نادر، حيث حققوا معه مدة، وصادروا مواده الإلكترونية، ومنذ ذلك الوقت تم التحقيق مع نادر أكثر من مرة.

التعليقات (0)