هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت مجلة "نيويورك" مقالا للكاتب إريك ليفيت، يتحدث فيه عن السبب الحقيقي لدعم مستشار وصهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جارد كوشنر، الحصار على قطر.
ويقول ليفيت في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إن كوشنر دعم الحصار على قطر بعد أسابيع من قرار دولة قطر عدم الاستثمار في شركته، مشيرا إلى أن والد جارد تشارلز كوشنر، التقى مع وزير المالية القطري في نهاية نيسان/ أبريل العام الماضي؛ في محاولة للحصول على استثمارات لبناية تعاني من مشكلات في "فيفث أفنيو"، بحسب ما ذكر موقع "إنترسبت".
ويعلق الكاتب قائلا إن "القطريين أطلقوا النار عليه: وهو ما دفعه بعد أسابيع، مع السعودية والإمارات العربية المتحدة، لتنظيم حصار على قطر، وزعمت الدول الخليجية أن هذا التحرك العدواني جاء ردا على دعوة الرئيس دونالد ترامب العالم العربي للحد من النشاطات الإرهابية، فبعد استقبال ترامب الحافل في الرياض، لم يستطع السعوديون التعايش مع أنفسهم لو لم يوقفوا على تمويل قطر السري للجماعات المتطرفة".
ويؤكد ليفيت أن "الهدف السعودي الحقيقي هو معاقبة الدوحة؛ لأنها أكدت استقلاليتها عن الرياض، والتعامل مع إيران، ودعم صحافة (الجزيرة)، وكان هذا واضحا لأي شخص على دراية بالتقارب السعودي (المخجل) مع الجهادية ونشرها، ولأي شخص لديه معرفة، ولو قليلة، في الشرق الأوسط".
ويجد الكاتب أنه "كان واضحا أنه لا شيء لدى الولايات المتحدة تكسبه من النزاع بين دول الخليج، خاصة أن قطر تستقبل القاعدة العسكرية الأمريكية، التي تعد الأكبر والأهم استراتيجيا من بين القواعد العسكرية الجوية في الشرق الأوسط، فأي محاولة لدفع الدوحة بعيدا عن الرياض تدفعها إلى أحضان إيران، ولهذا حاول وزير الخارجية ريكس تيلرسون، والمؤسسات في داخل الولايات المتحدة كلها، وقف الحصار منذ بدايته".
ويستدرك ليفيت بأن "جارد كوشنر، بحسب ما قيل، كان استثناء، وكان ترامب سعيدا جدا ليدعم الفكرة، وبأن خطابه غيّر الكثير، ودفع السعودية لمعاقبة قطر، وأبدى الدعم على (تويتر)، وبعدها في المؤتمرات الصحافية في روز غاردن، وبحسب التقارير الحالية فإن صهره كان الوحيد من بين مستشاري البيت الأبيض الذي يدعم فكرة الحصار".
ويقول الكاتب إن "أفكار كوشنر، التي تدور حول نفسه، لم يكن يقصد منها عقاب قطر بسبب رفضها لوالده، وربما كان يريد أن يقول لترامب ما يريد سماعه منه، وقد تكون التقارير غير صحيحة، وأن كوشنر لم يؤد دورا في قرار ترامب دعم الحصار، ومهما يكن فإن مستشار البيت الأبيض البارز مصر على أن لا علاقة بين عمل عائلته وسياسة الإدارة".
وتنقل المجلة عن المتحدث باسم محاميه آبي لاول، بيتر ميجرجانيان، قوله: "هذا ضرب من الخيال، وجزء من عملية التضليل، وأن يقول شخص أو تنشر الصحافة أن كوشنر اتخذ العمل فيما يتعلق بقطر أو أي بلد آخر، وافقت أو لم توافق على التعاون التجاري مع شركته القديمة، التي فك ارتباطه بها قبل دخوله إلى البيت الأبيض"، مضيفا أن كوشنر لم يشارك في عمل منذ ذلك، و"هذا كلام تافه".
ويشير الكاتب إلى أن شبكة "أن بي سي" ذكرت أن مسؤولين قطريين زاروا واشنطن في بداية شهر شباط/ فبراير، وفكروا تقديم أدلة للمحقق الخاص روبرت مولر، حول دور كوشنر في الحصار على بلادهم، إلا أنهم قرروا عدم التعاون حتى لا تسوء علاقتهم مع البيت الأبيض.
ويلفت ليفيت هنا إلى مشكلة جارد المتعلقة بشراء بناية 666 فيفث أفينيو في نيويورك بسعر مرتفع، زاد على المليار لتطويرها، حيث دفع 500 مليون دولار، وحصل على البقية من الرهن العقاري، مستدركا بأن الأزمة المالية العالمية أثرت على مشاريعه، وهو بحاجة لإعادة تمويلها أو تطويرها، ويريد 1.2 مليار دولار ليدفعها لسد الدين بحلول عام 2019.
ويبين الكاتب أن "كوشنر لو لم يفعل ذلك فإنه سيكون قد كلف عائلته ثروة كبيرة، وهو لا يريد أن يحصل هذا، ففي الفترة ما بين العملية الانتقالية وتنصيب ترامب قسم جارد وقته بين ترتيب الانتقال والبحث عن مصادر تمويل، وحاول الحصول على 400 مليون دولار من شركة التأمين الصينية (أنبانع)، و500 مليون دولار من رئيس الوزراء القطري السابق الشيخ حمد بن جاسم".
وينوه ليفيت أن "(أنبانغ) لم تواصل الصفقة، بعدما تعرضت البناية للتدقيق، وقرر ابن جاسم الخروج، بعدما فشل كوشنر في الحصول على مستثمر آخر، والتقى مع المصرفي الروسي المقرب من الكرملين سيرغي غوركوف، حيث أكد كوشنر أن الاجتماع سياسي، فيما أكد غوركوف أنه للتجارة، ويقوم المحقق الخاص بفحص هذه اللقاءات، وكذلك الحكومات الأخرى مثل الإمارات العربية المتحدة والصين وإسرائيل والمكسيك، التي حاولت استغلال كوشنر للحصول على تأثير سياسي في البيت الأبيض، بحسب (واشنطن بوست)".
ويعلق الكاتب قائلا إن "الوضع يبدو سيئا، إلا أن ما يبدو هو أن صهر الرئيس أدى دورا في توتر العلاقة مع حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، التي تحولت إلى إقامة علاقة مع الأنظمة المعادية للولايات المتحدة، ولأنها رفضت إخراج عائلته من ورطتها المالية".
ويتساءل ليفيت قائلا: "حتى لو كان هذا يبدو خداعا، فلماذا لا يخرج ما يشبه الفساد كوشنر من البيت الأبيض؟ هل مهارات كوشنر أكثر أهمية من تضارب المصالح؟ أم أن وريث شركة العقارات، الذي لا يملك خبرة في الحكومة، مهم نظرا لمصالحه التجارية في إسرائيل؟ ولهذا السبب تم اختياره مسؤولا عن ملف التسوية".
ويختم الكاتب بالقول إن "مؤهل كوشنر الوحيد ليتولى منصبه في البيت الأبيض (غير ولادته ونسبه) هي مواهبه التجارية، التي سمحت له بتجنب تبديد ثروة عائلته الكبيرة، وإن لم يعرض قدراته في السياسة الأمريكية الخارجية في مجال الاقتراض العاجل، فإنه قد يضطر لحذف هذه الوظيفة من سيرته الذاتية".