سياسة عربية

المعارضة وتركيا تنفيان خروج مدنيين من الغوطة

قوات روسية عند نقطة حدودية على أطراف الغوطة- جيتي
قوات روسية عند نقطة حدودية على أطراف الغوطة- جيتي

أكد نائب رئيس "الحكومة المؤقتة" التابعة للمعارضة أكرم طعمة، أن مدنيا واحدا لم يخرج من الغوطة خلال الهدنة اليومية التي أعلنت عنها روسيا حتى مساء الأربعاء، نافيا في حديث لـ"عربي21" من الغوطة مقر إقامته، صحة ما وصفها بالادعاءات التي جاءت على لسان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وكان بوتين زعم، الأربعاء، أن بلاده تمكنت من إجلاء مجموعة كبيرة من المدنيين في منطقة الغوطة التي تسيطر عليها المعارضة.

وقال طعمة إن الأهالي في الغوطة "لا يثقون لا بالنظام ولا بالضامن الروسي الذي لم يوقف قصفه حتى مع اتفاق "خفض التصعيد" المزعوم"، مشددا على ثبات أهل الغوطة في مدنهم وبلداتهم، رافضا الحديث عن نوايا بالمغادرة لدى قسم منهم.

وأضاف أن الغوطة تستباح بكافة أنواع الأسلحة التقليدية والمحرمة دوليا بما فيها الغازات السامة، وأن القصف لا يفرق بين مدرسة ونقطة عسكرية في الجبهات.

وأكد طعمة أن ما سمي بـ"الهدنة" التي أقرها مجلس الأمن لم تنفذ في الغوطة، "كانت ولا زالت حبرا على ورق"، مضيفا: "أما الهدنة الإنسانية التي زعمت روسيا تطبيقها يوميا لمدة خمس ساعات، فالهدف منها هو الالتفاف على قرار مجلس الأمن".

وتابع بأن الهدف غير المعلن من الهدنة هو تهجير أهالي الغوطة تهجيرا قسريا، رغم مخالفة هذا للقوانين الدولة والأعراف الإنسانية، مستدركا: "لكن أهالي الغوطة أعلنوا تمسكهم بأرضهم، وأنهم لن يرضخوا لهذه الضغوط".

ولفت طعمة إلى أن جميع أهالي الغوطة يعيشون حاليا في الأقبية والملاجئ، خوفا من القصف وهربا من الطائرات التي لا تفارق سماء الغوطة، الطائرات الحربية والحوامات والدرونز.

وقال: "لقد انعكس هذا الوضع على الحياة الاجتماعية إيجايا، وذلك بسبب تجمع العائلات مع بعضها البعض داخل الملاجئ قليلة العدد"، مضيفا "فور غياب صوت الطائرات، يقف صراخ الأطفال وتعود البسمة إلى وجوه الأهالي وهم يتجاذبون أطراف الحديث رغم الجوع".

 

بدوره نفى وزير الصحة التركي أحمد دميرجان إجلاء جرحى من الغوطة ونقلهم إلى المستشفيات التركية في الوقت الذي أكد فيه الجاهزية لهذا الأمر.

وقال الوزير دميرجان: "في حال جاءتنا طلبات باستقبالهم سنلبيه بكل تأكيد وسنعتني بالجرحى ونقدم لهم العلاج اللازم".

ولفت إلى أن بلاده تمتلك كافة الإمكانات اللازمة لاستقبال الجرحى علاوة على وجود أسرة كافية في المستشفيات لاستقبالهم.

من جانبه قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن إن تصريحات الرئيس الروسي بشأن إجلاء مدنيين من الغوطة بوساطة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تتعلق بعملية إجلاء قديمة.

وأوضح كالن أن أردوغان طرح قبل قرابة شهر مسألة إجلاء 700 مدني من الغوطة ونقلهم إلى تركيا لتلقي العلاج إلا أن الجانب الروسي قال حينها إنهم أخرجوا هؤلاء المدنيين لكن لم يأتوا إلى تركيا وتم إرسالهم إلى جنوب دمشق.

وفي السياق، قالت القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية الروسية على "تلغرام"، إن الهدنة الإنسانية الثانية انتهت ولم يتمكن أي أحد من المدنيين من مغادرة الغوطة الشرقية بسبب القصف من قبل المسلحين، على حد زعمها.

التعليقات (0)