قالت صحيفة الغارديان إن الأغنية التي أطلقها
مشجعو نادي
ليفربول والمغرمون بنجم الفريق محمد صلاح الملقب بـ"الملك
المصري" تظهر مدى تغير مزاج المدرجات التي أظهرت التعصب والعنصرية في
سبعينيات القرن الماضي مع حجم الإعجاب لمهاجم عربي مسلم في الوقت الحالي.
ووفقا للكاتبة الفرنسية نبيلة رمضان في صحيفة
الغارديان فإن كلمات أغنية جماهير ليفربول التي تتحدث عن صلاح وجاء فيها: "إذا
كان جيدا بالنسبة لك فهو جيد بالنسبة لي..وإذا سجل أهدافا أخرى سأكون مسلما
أيضا" تعكس جوا من التسامح.
ولفتت إلى أن حقبة الثمانينات والسبعينات شهدت حالة عنصرية شديدة في
المدرجات وكان كراهية الإسلام سائدة بالإضافة إلى العنصرية تجاه السود وأصبحت
الأجواء مسممة في الملاعب وشهدت تلك الفترة هتافات تطالب بطرد السود من الملاعب.
ورأت أن ما تغير عن تلك الحالة ظهور لاعبين مثل سيريل ريجيس وبروميتش ألبيون والذي كان واحدا من
اللاعبين غير البيض الذين أحدثوا ثورة ليست فقط على مستوى اللعبة لكن في المواقف
بشتى أنحاء البلاد وهو ساهم ليس في القضاء على العنصرية بل أصبح واحد من النجوم
التي امتلكت كاريزما رغم أن الكراهية على أساس اللون كانت محرجة في بريطانيا.
وأشارت الكاتبة إلى أن أنصار الكراهية يحاولون تشويه رأي الأغلبية
المتسامحة عبر التركيز على دين اللاعبين وهذه الحالة لا توجد بأي حال من الأحوال
إلا في ملاعب الكرة وليست بين السياسيين ولا المؤلفين أو وسائل الإعلام الرئيسية .
وشددت على أن هذه الفئة تحاول احتقار المسلمين بشكل خاص وتبذل قصارى
جهدها لربط 1.8 مليار مسلم حول العالم بكل جريمة يمكن أن تخطر على بالهم وبالأخص
في مسائل الإرهاب بل إنهم أطلقوا دعوات لترحيل أو اعتقال أي شخص مسلم.
وقالت الكاتبة إن الفئات العنصرية "البربرية" مستعدة لحمل
السلاح ضد واحدة من ديانات التوحيد الثلاث الكبيرة في العالم لتحقيق أهدافها
الخاصة.
ولفتت إلى أن اللاعب صلاح هو نموذج للمسلمين
فهو يصلي مع زملائه في الفريق ساديو مانيه وايمري كان ويحتفل بكل هدف يسجل من خلال
السجود على الأرض.
وأشارت الكاتبة إلى نماذج من اللاعبين المسلمين
الذي قدموا إسهامات في بريطانيا ومنهم لاعب مانشستر يونايتد بول بوغبا والذي يعرف
عنه تقديمه لتبرعات كبيرة من راتبه لصالح الجمعيات الخيرية وهناك أيضا رياض محرز
في ليستر وكانتي ومسعود أوزيل وبابا توريه وإسلام سليماني في نيوكاسل وغيرهم
الكثير.
وقالت إن لاعبي كرة القدم المسلمين
"سيقتحمون" إنجلترا لينضموا إلى جحافل من اللاعبين الأجانب.
وشددت على أن الجماهير شاهدت أولئك الرياضيين الأنيقين بشكل لا جدال
فيه قد أثروا على تصوراتهم وأصبحت النظرة للمسلمين أكثر إيجابية عن مرحلة
السبيعنات التي تصفها بالمقيتة.