سياسة عربية

عشرات آلاف الطلاب بغزة حرموا من استكمال دراستهم

اشتكى العديد من الطلاب من رفض الجامعة استقبال طلباتهم للتسجيل لهذا الفصل نظرا لعدم قدرتهم على دفع الرسوم - جيتي
اشتكى العديد من الطلاب من رفض الجامعة استقبال طلباتهم للتسجيل لهذا الفصل نظرا لعدم قدرتهم على دفع الرسوم - جيتي

تسببت الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها قطاع غزة بحرمان عشرات الآلاف من الطلاب الجامعيين من الالتحاق بمقاعد الدراسة للفصل الثاني للعام 2017/ 2018، وسط تحذيرات من انهيار المنظومة التعليمية في حال استمر الوضع على ما هو عليه.

ويبلغ عدد مؤسسات التعليم العالي في قطاع غزة 28 مؤسسة، موزعة على 8 جامعات و20 كلية متوسطة، فيما يقدر عدد الطلاب الجامعيين في غزة بنحو 120 ألف طالب، أما عن الخريجين فيقدر عددهم بنحو 25 ألف خريج سنويا وفقا لبيانات وزارة التربية والتعليم العالي.

واشتكى العديد من الطلاب من رفض الجامعة استقبال طلباتهم للتسجيل لهذا الفصل نظرا لعدم قدرتهم على دفع الرسوم الدراسية في صورة تعكس حالة الانهيار التي أصابت كل مناحي الحياة في غزة.

وفي السياق ذاته أشارت المتحدثة باسم الحراك الطلابي لجامعات وكليات غزة، آية إسليم، إلى أن "آلاف الشكاوى من الطلاب وصلت للهيئة تطالب فيها بمد يد العون والمساعدة لدفع الرسوم الدراسية لهذا الفصل"، مشيرة إلى أن هذا العام هو "الأكثر صعوبة على صعيد طلبات المساعدة بالنسبة لجامعات القطاع مقارنة بالسنوات السابقة".

وأوضحت في حديث لـ"عربي21" أن "نسبة الطلبة الذين حرموا من الالتحاق بجامعاتهم للفصل الحالي وصلت إلى 65 في المئة، بإجمالي 78 ألف طالب من أصل 120 ألف طالب هم إجمالي عدد الطلاب الجامعيين في غزة".

 

اقرأ أيضا: جامعات غزة غير المعترف بها.. معاناة تهدد مستقبل آلاف الخريجين

وفي مثال حي على هذه المعاناة أوضحت الناشطة إسليم أن "23 في المئة فقط من طلبة الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية بغزة تمكنوا من دفع الرسوم الدراسية للجامعة، والطلبة الباقون لم يحالفهم الحظ في استكمال دراستهم، على الرغم من أن الكلية الجامعية تعاونت مع الطلاب وأتاحت لهم الدفع بنظام التقسيط خلال الفصل".

أما محمد النعامي، عضو مجلس طلبة الجامعة الإسلامية بغزة، فأوضح لـ"عربي21" أن "مجلس الطلاب استقبل خلال هذا الفصل 2200 طلب لتقديم المساعدة، في حين لم يكن يتجاوز متوسط طلبات المساعدة المقدمة للمجلس 1200 طلب".

وفقا لتقرير الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان فإن معدل تكلفة طالب واحد يدرس في إحدى الجامعات الفلسطينية يبلغ 7700 دولار سنويا، وهو ما يشكل 82 في المئة من دخل الأسرة الفلسطينية البالغ 9500 دولار.

وحاولت "عربي21" التواصل مع إدارة الجامعات في غزة للتعرف على الحلول التي وضعتها لحل قضية انخفاض عدد الطلاب المسجلين لكنهم رفضوا إعطاء أي معلومات حول هذا الموضوع.

وعزا الوكيل المساعد لشؤون التعليم العالي في وزارة التربية والتعليم، أيمن اليازوري، أسباب تراجع عدد الطلاب المسجلين لهذا الفصل إلى "الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها قطاع غزة"، مبينا أن من بين الأسباب غياب منظومة منح وطنية حقيقية في غزة خاصة بعد امتناع حكومة الوفاق عن تقديم منح للطلبة الأوائل في الثانوية العامة تحت ذريعة أن اقتصاد السلطة الفلسطينية قائم على المعونات والمساعدات الدولية التي تراجعت في السنوات الأخيرة.

وأوضح اليازوري في حديث لـ"عربي21" أن "غالبية الجامعات بغزة تعاني من أزمات مالية وسياسية تحول دون قدرتها على تقديم المزيد من المنح للطلبة، كما أن بعض الجامعات أقدمت على خطوات تقشفية منها دفع 50 في المئة من رواتب موظفيها منذ نحو ثلاث سنوات".

تبدأ السنة الدراسية في الجامعات الفلسطينية في الأول من ديسمبر من كل عام وهي مقسمة إلى فصلين بواقع 4 شهور لكل فصل دراسي، وتتيح الجامعات الفلسطينية للطالب بأن يدرس فصلا إضافيا في الصيف بنصف عدد الساعات المسموح بها بشرط أن لا تزيد عن 10 ساعات أكاديمية.

أما أستاذ الاقتصاد في جامعة الأقصى بغزة، عبد الحكيم الطلاع، فعزى أسباب تراجع إقبال الطلبة على التعليم الجامعي إلى "الظروف الاقتصادية التي يمر بها قطاع غزة، خصوصا بعد إحالة السلطة الفلسطينية عشرات الآلاف من موظفيها في غزة للتقاعد المبكر، كما أن غياب الدعم المالي من وزارة التربية والتعليم لجامعات القطاع دفع بالأخيرة إلى تقليل نسبة الإعفاءات الممنوحة للطلبة".

وأضاف الطلاع في حديث لـ"عربي21" أن "هنالك حالة من اليأس لدى الطلبة وأولياء الأمور من إمكانية حصول الخريج على فرصة عمل بعد التخرج في ظل وجود أكثر ربع مليون عاطل عن العمل في غزة، كل هذه العوامل تسببت في تراجع أولوية التعليم بالنسبة للأسرة الغزية".

التعليقات (0)