هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
فجر فيديو مسرب من داخل أحد المراكز الخاصة لعلاج الأطفال المصابين بمرض التوحد بتونس العاصمة، موجة غضب عارمة بين التونسيين، بسبب قساوة المشاهد التي تضمنها من تعذيب لأطفال عبر الضرب المبرح وتكميم الأفواه وإجبارهم على الاستحمام بالماء البارد.
وتعالت المطالبات في وسائل التواصل الاجتماعي، بمعاقبة الجناة من العاملات في المركز واللاتي ظهرن في الفيديو وهن بصدد تعذيب الأطفال بشكل غير إنساني.
وعبرت ملاك . ن، إحدى الأمهات التي تعرض ابنها للتعذيب خلال الفيديو المسرب، عن غضبها واستنكارها للاعتداء الذي طال ابنها المريض بالتوحد وقالت لـ"عربي21": "انتباتني حالة من الغضب بعد مشاهدة تلك الفظائع بحق ابني وباقي الأطفال داخل المركز وسأقاضي العاملات اللاتي قمن بالاعتداء".
ملاك أكدت أن ابنها يخضع للعلاج في هذا المركز منذ سبع سنوات ولم تلاحظ أي سلوك عنيف أو شكوى من ابنها، لكنها في المقابل اعتبرت ما شاهدته في الفيديو أمرا مثيرا للصدمة، لاسيما وأنها تدفع شهريا نحو 600 دينار كمصاريف لعلاج ابنها ودراسته في المركز.
وكان موقع "الصدى" التونسي الإخباري قد نشر الفيديو مساء الأحد، لتقوم شركة فيسبوك بسحبه من الموقع بحجة أنه مخالف لقوانين النشر، غير أن نشطاء التواصل الاجتماعي قاموا بتحميله ونشره على نطاق واسع وسط موجة استنكار وإدانة لما تضمنه من جرائم بحق الطفولة التونسية.
الحكومة تعلق
من جانبه، أكد المندوب العام لحماية الطفولة بوزارة المرأة والأسرة والطفولة في تونس مهيار حمادي في حديثه لـ"عربي21" أن الوزارة قامت بفتح تحقيق رسمي حول مضمون الفيديو الذي تناقله نشطاء التواصل الاجتماعي واتخذت كافة الإجراءات القانونية لتتبع الحادثة بالتنسيق مع النيابة العمومية وقاضي الأسرة ووزارة الشؤون الاجتماعية للكشف عن ملابسات الاعتداءات التي تعرض لها الأطفال والموثقة في الفيديو المسرب".
وشدد على أن الوزارة ستسخر مختصين نفسيين للإحاطة بالأطفال الذين تم تعريضهم للاعتداءات في المركز مضيفا: "ننتظر ما ستسفر عنه تحقيقات الجهات القضائية ونتخذ على إثرها القرار بغلق المركز بشكل نهائي في حال ثبت ارتكاب هذه الجرائم".
وقفة احتجاجية
الصدمة التي خلفتها المشاهد القاسية لتعذيب أطفال مرضى بالتوحد في أحد المراكز الخاصة التي تخضع لإشراف وزارة الشؤون الاجتماعية في تونس، دفع بمجموعة من نشطاء المجتمع المدني لتنظيم وقفة احتجاجية أمام قصر الحكومة اليوم الاثنين، بالقصبة للمطالبة بمحاسبة مديرة المركز والعاملين داخله من الذين تورطوا في تعذيب الأطفال.
وكشفت الناشطة وصال رحموني التي دعت لتنظيم الوقفة الاحتجاجية بمشاركة مجموعة من أولياء الأطفال ضحايا الاعتداءات في حديثها لـ"عربي21" أن الوقفة الاحتجاجية ستدعو إلى محاسبة العاملين بالمركز وإغلاقه بشكل نهائي.
غضب عارم
وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي فيديو الاعتداء على الأطفال المصابين بالتوحد على نطاق واسع وسط تعليقات لم تخل من الغضب والإدانة والدعوة لمحاسبة المتورطين في تعذيب هؤلاء الأطفال المرضى.
كما تداول آخرون صورا لمديرة المركز رفقة مجموعة من الإعلاميات التونسيات بالتلفزيون الحكومي متسائلين عن التعتيم الإعلامي حول الحادثة، لاسيما وأن إحدى القنوات التونسية الخاصة تراجعت في آخر لحظة عن بث الفيديو وهو ما فسره البعض بوجود ضغوطات بسبب ما تم تداول حول تمتع صاحبة المركز بنفوذ وعلاقات قوية مع الإعلام والأحزاب السياسية.
وحاولت "عربي21" التواصل مع إحدى العاملات بالمركز لكن لم يتسن لنا ذلك، في المقابل كتبت حذامي الجبالي إحدى المربيات بالمركز من اللاتي ظهرن وهن بصدد الاعتداء الوحشي على الأطفال تدوينة لها عبر صفحتها الشخصية على فيسبوك ردت من خلالها على حملات الاستنكار ضد ما أتته من فعل بالقول: "كلكم الآن صرتم ملاكا ولا تضربون الأطفال شعب منافق".