مستندات إدانة السيسي بيد عنان.. لماذا لا ينشرها للشعب؟

أثيرت تساؤلات حول حديث للمستشار هشام جنينة، عن امتلاك الفريق سامي عنان، لمستندات بالخارج وصفها بـ"بئر الأسرار"، التي تحمل أدلة تدين قيادات النظام العسكري الحاكم، وتوثق ارتكابهم الجرائم التي وقعت إثر ثورة يناير 2011، وإلى الآن.

جنينة، في حوار لموقع "هاف بوست عربي"، قال إن عنان يمتلك وثائق وأدلة على جميع الأحداث الكبرى بالبلاد، وتلك الوثائق ليست موجودة داخل مصر، مؤكدا أن هذه الوثائق تغير مسار محاكمات قيادات الإخوان وغيرهم، وتدين أشخاصا كثيرين تسببوا بأزمات مر بها المجتمع المصري، منذ 25 تشرين الثاني/يناير 2011، حتى الآن، مؤكدا أن "عنان يملك مخزن أسرار بالمستندات والأدلة".

 

 

وبعد ساعات من حوار جنينة، قالت مصادر مصرية، إن المدعي العام العسكري قرر التحفظ على أموال وممتلكات عنان والمعتقل حاليا وزوجته منيرة القاضي ونجله سمير وابنتيه مروة ومي ومنعهم من التصرّف فيها، فيما جددت النيابة العسكرية الأسبوع الماضي، حبس عنان، على ذمة اتهامه بمخالفة القواعد العسكرية.

"عربي21"، تواصلت مع المستشار هشام جنينة، على فترات مختلفة وعبر وسائل اتصال مختلفة، إلا أنه لم يرد.

كلهم متورطون

وفي تعليقه حول تصريحات جنينة، قال مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير عبد الله الأشعل، "كلهم متورطون"، معتبرا أن عنان متورط أيضا، مضيفا: "يوم تتحرر مصر لكل حادث حديث".

الأشعل، رأى في حديثه لـ"عربي21"، أن المستندات التي يتم الحديث عنها من حق الشعب المصري وليست من حق عنان أن يحتفظ بها خاصة وأنها حسب جنينة تكشف حقيقة ما تم من مؤامرات وجرائم قام بها الطرف الثالث.

 

اقرأ أيضا: قرار عسكري بالتحفظ على أموال سامي عنان وأسرته

وتساءل الأشعل: "ماذا يفيد الحديث عن حق الشعب بمعرفة الحقيقة في جمهورية الخوف؟ وأين موقع الشعب في نظر القائمين على الحكم؟".

الشعب خارج حساباتهم

من جانبه يعتقد رئيس المكتب السياسي للمجلس الثوري المصري الدكتور عمرو عادل، أن حديث جنينة "يوضح بعض الأمور في نمط تفكير هذا الجناح من الطبقة الحاكمة، وأعتقد أنه يستوي مع غيره من الأجنحة مع فارق في مدى الإعلان".

عادل، قال لـ"عربي21": "أولا الحديث يوضح أن جنينة لا يرى الشعب المصري ولا يهتم به، فبالرغم من امتلاكه كما يدعي أوراقا ومستندات هامة ضد بعض المجرمين من جناح آخر من الطبقة الحاكمة إلا أنه يرى مساومتها بهذه المستندات ولا يهم عشرات الآلاف من القتلى ومئات الآلاف من المشردين والمخطوفين"، موضحا: "فقط كل ما يهمه حياة عضو من أعضاء نادي المتنازعين على السلطة".

وأضاف: "وثانيا لم يهتم بكل كوارث مصر التي سقطت فوق رؤوس مئة مليون مصري وكل أزمته في جزيرتي (تيران وصنافير)؛ فهو لا يرى الناس ولكنه يرى الأرض وهي جزء من ثروة الطبقة الحاكمة في ذهنهم"، مشيرا إلى أن جنينة "يمتلك أيضا مستندات تدين النظام بـ600 مليار جنيه على حد قوله، ولا زالت بأحد الأدراج تنتظر اللحظة المناسبة للمساومة".

 

اقرأ أيضا: حزب "عنان" يطالب وزير الدفاع بوقف "المهازل" بحق أسرته

وحول عدم نشر من يملك المستندات للشعب، يرى المعارض المصري، أنه "في ذهنه وفي أدائه وأداء كل أعضاء الطبقة الحاكمة بأجنحتها أن الشعب ليس طرفا بالصراع، وإنما هو أحد أدوات للصراع وهناك فارق؛ وبالتالي معرفته بأي شيء غير مقبول"، مؤكدا أن "هذه عقيدة مترسخة في كل هؤلاء لا يمكن استثناء أحد".

وقال: "لا أستطيع الجزم بصحة امتلاك عنان ورفيقه جنينه أوراق من عدمها؛ إلا أنني أعتقد أن الأمرين يستويان فهو صراع في مساحة لن يمكننا الاستفادة منها إلا إذا أصبحنا طرفا فاعلا وامتلكنا أدوات القوة بكل أشكالها للاستفادة من الصراع المحتمل، وهذا ما ينبغي أن نلتفت إليه ويبتعد البعض عن الركض وراء المرشحين المحتملين من كل حدب وصوب سواء من النخب المصنعة أو غيرهم من العسكر".

سمعة مصر

أحد مؤيدي الفريق سامي عنان، الناشط خالد فؤاد، أكد أنه في حال وجود مستندات لدى الفريق أو أحد أعضاء فريقه بالخارج فإنها من حق الشعب، مضيفا أنه حتى الآن لا يعرف من الطرف الثالث الذي كان يتلاعب بالمصريين ويرتكب الجرائم بحقهم.

ويعتقد فؤاد، في حديثه لـ"عربي21"، أن "كلام جنينة مرسل ويأتي للحفاظ على حياة عنان"، مضيفا أنه "ومع أن عنان معروف بأنه شخصية عنيدة جدا، إلا أنني أتمنى أن يتم حل الأمر معه كما تم مسبقا مع الفريق أحمد شفيق، قائلا إنها: "سمعة مصر".

غضب من عنان

وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، أثارت تصريحات جنينة تساؤلات وغضب الكثيرين،

وقال الكاتبة مي عزام، عبر "فيسبوك": "شعرت بالغضب والغثيان، كيف استطاع عنان أن يصمت طوال هذه السنوات وهو يشاهد أخرين يتم اتهامهم بجرائم لم يرتكبوها في حين أن المجرم حر؟ ولماذا استيقظ ضميره الآن وتحدث عن هذه الأدلة، أم أن الحديث عنها واحتفاظه بها حماية لنفسه، ولم يفكر يوما بحماية الشعب وتبديد العتمة التي مازال يعيش فيها".

وقال الأكاديمي المصري مصطفى شاهين: "ما قاله جنينة، فتح أبواب جهنم على السيسي وأتباعه وأركانه، ويبدو أنه سيكشف لنا أخيرا عن خيانة السيسي وبالوثائق"، مضيفا عبر "فيسبوك": "والوثائق خارج مصر لزوم التأكيد على التفاوض مع عنان، ورسالة خطيرة مفادها أن حياة الفريق في كوم والسيسي وفريقه في كوم آخر".