هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
"انتهاء رحلة البحث عن أراجوز" هكذا علق سياسيون وصحفيون ونشطاء علي قرار حزب الوفد المفاجئ بالدفع برئيس حزب الوفد السيد البدوي مرشحا في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وعلق الكاتب الصحفي رامي إبراهيم على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" قائلا: "انتهت رحلة البحث عن أراجوز"، أما إبراهيم منصور رئيس تحرير جريدة التحرير فلم يعلق إلا بكلمتين هما "السيد البدوي". بينما وضع الكاتب الصحفي قطب العربي على صفحته بـ "فيسبوك" تدوينتين لكل من مصطفى بكري وتامر عبد المنعم، وكلاهما يقول: "أين حزب الوفد من الانتخابات الرئاسية؟"، ليعلق قائلا: "شوفوا تعليمات أشرف الخولي الجديدة لأذرعه الإعلامية.. دعوة حزب الوفد لتقديم مرشح للهزلية الانتخابية"، وهي التعليقات نفسها التي استقبل بها معصوم مرزوق ومحمد فرحات خبر ترشيح البدوي.
ويأتي قرار الوفد الجديد بعد بيان سابق له يوم 21 كانون الأول/ يناير الجاري ونشرته جريدة الحزب الرسمية، أعلن فيه تأييد انتخاب رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي لفترة رئاسة ثانية، واعتباره مرشح الوفد في هذه الانتخابات.
وطبقا لياسر قورة عضو الهيئة العليا للحزب، فإن السيد البدوي سيتوجه اليوم الجمعة لإجراء الكشف الطبي تمهيدا لإعلان ترشحه لانتخابات الرئاسة.
ورغم أن ياسر الهضيبي مساعد رئيس الحزب برر موقف الحزب بأنه للحفاظ على سمعة مصر أمام المجتمع الدولي، موضحا في لقاء تلفزيوني بقناة القاهرة والناس مساء الخميس أن الحزب رأى أن عدم الدفع بمرشح لانتخابات الرئاسة وخوض السيسي الانتخابات منفردا، قد يشكل خطورة على موقف الدولة المصرية أمام العالم، وأن الوفد يرغب في الدفع بمرشح نظرا لوجود مستجدات عالمية وخارجية إقليمية ودولية وداخلية تحيط بالانتخابات الرئاسية في مصر.
وكان المحامي عصام شيحة عضو الهيئة العليا للحزب أكثر صراحة في توضيح أسباب تراجع الحزب عن موقفه، والدفع برئيسه لمنافسة السيسي بأن هناك مفاوضات جرت من جهات لم يسمها مع عدد من الأحزاب للدفع بمرشح لها في الانتخابات القادمة، بعد انسحاب خالد علي واستبعاد سامي عنان، مؤكدا في تصريحات صحفية له أن هناك محاولة لإخراج المشهد الانتخابي بشكل جيد، والتفاوض مع بعض الأحزاب بالدفع بمرشح للرئاسة تأخر كثيرا، مستطردا: "ده لو نازل في انتخابات دائرة من الدوائر مش هيحصل كده لازم يكون فيه استعدادات مسبقة".
تمديد فترة الترشيح
وقد تزامن موقف الوفد مع دعوات أخرى وجهها الإعلامي عماد الدين أديب المقرب من السيسي لهيئة الانتخابات بمد فترة الترشيح أسبوعا أو عشرة أيام، مؤكدا في مقال له نشرته جريدة الوطن مساء الخميس، أن قرارات الهيئة ليست مقدسة وسبق لها مد أيام التصويت في انتخابات 2014، مبررا طلبه بأن معركة الرئاسة تبدو أقرب إلى استفتاء منها إلى انتخابات، خاصة أنه لم يتقدم بالأوراق سوى السيسي.
وأضاف أديب: " لم نكن نريد مسرحية انتخابات ولا انتخابات شكلية، بل كنا نحلم بأن تكون انتخابات حقيقية تنافسية بين أفكار وبرامج ورؤى مختلفة كلها تصب لمصلحة الوطن والمواطن، وأن التمديد قد يشجع قوى كانت مترددة في طرح نفسها، وقد يأتي بمرشح حقيقي في الساعات الأخيرة.
واختتم مقاله بقوله "أكرم جدا، وأفضل جدا للرئيس الذى أحبه وأحترمه وأقدره، أن يفوز بقوة في معركة حقيقية، على أن يبدو أنه فاز في انتخابات بالتزكية".
وطبقا لمقربين من حزب الوفد، فإن شخصيات سيادية رفيعة التقت بالسيد البدوي بعد إعلان خالد علي انسحابه، وطالبته بتقديم أوراقه في الانتخابات التي تجري في آذار/ مارس المقبل، ليكون منافسا للسيسي أمام المجتمع الدولي، مؤكدين أن المرشحين المحتملين مثل مرتضى منصور ليسوا علي المستوي المطلوب لمواجهة السيسي، وإخراج الانتخابات علي أنها كانت منافسة سياسية حقيقة، وهو الطلب الذي تردد السيد البدوي بقبوله في البداية، إلا أنه استجاب في النهاية، خاصة أن الكشف الطبي للمرشحين سوف ينتهي اليوم الجمعة، وبالتالي لن يكون هناك أي مرشح أمام السيسي الذي تقدم بأوراقه أمس الأول الأربعاء.
في إطار متصل، أصدرت أسرة الفريق سامي عنان أول بيان لها بعد اعتقاله، محملين النظام المصري وعلي رأسهم السيسي المسؤولية الكاملة عن سلامته، وجاء في البيان الذي نشره نجل الفريق على صفحته بـ "فيسبوك": أنهم لم يعلموا أي أخبار عنه بعد خطفه واختفائه، وتم منعهم من التواصل معه مطالبين بالإفراج غير المشروط عنه من أجل مواصلة ترشحه للرئاسة.
وأضاف نجل الفريق عنان: "أربع سنوات عانى ويعاني شعبنا الحبيب كل الألوان من التعسف والظلم والاضطهاد والتفقير الممنهج والسجن والقتل المعلب الجاهز، فقط للاختلاف السياسي تصبح تهمتك جاهزة، هل فرض علينا هذا الذل؟ هل من الواجب أن نبقى نتحمل ونسكت؟ هل الكلام أصبح محرما؟".
وكانت النيابة العسكرية قد قررت أمس الخميس حبس الفريق عنان 15 يوما على ذمة التحقيقات التي تجريها بتهمة التزوير ومخالفة التقاليد العسكرية.