هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
جدد
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأحد هجومه على كتاب صدر الجمعة بشأن البيت الأبيض في
عهده شكك في أهليته للمنصب، فيما سارع حلفاء الثري الجمهوري للدفاع عنه واعتبره أحدهم
"عبقريا في السياسة".
ويبذل
البيت الأبيض جهدا كبيرا للتصدي للصورة السلبية التي رسمها الصحفي مايكل وولف عن ترامب
في كتابه بعنوان "فاير اند فيوري" (نار وغضب)، الذي نشر الجمعة ويتضمن الكثير
من التفاصيل حول إدارة الرئيس الجمهوري.
وعلق
ترامب على موقع تويتر صباح الأحد، بأن الكتاب الذي حقق أعلى نسبة مبيعات على موقع أمازون
بعيد صدوره، "كتاب كاذب لمؤلف فاقد للمصداقية
بالكامل"، بعدما صوره وولف فيه كشخص لا مبال وغير متزن يبدي مؤشرات فقدان فعلي
للذاكرة.
وكان
الرئيس الأمريكي رد بالأمس على إيحاء وولف بأن ترامب ينقصه الاتزان، بالتأكيد أنه
"عبقري شديد الاتزان".
وعبر
مستشار ترامب السابق ستيف بانون الأحد عن "أسفه" للتصريحات التي أدلى بها
لمؤلف الكتاب، وانتقد فيها نجل الرئيس في أثناء حملته الانتخابية في 2016.
وبانون
المقرب سابقا من ترامب ومسؤول الاستراتيجيات في البيت الأبيض قبل إقالته في صيف
2017، أثار جدلا واسعا الأسبوع الماضي إثر بث مقاطع من الكتاب يقول فيها، إن دونالد
ترامب الابن ارتكب "خيانة" وعملا "لا وطنيا" عندما التقى محامية
روسية في أثناء الحملة الانتخابية.
وهذا
اللقاء يشكل أحد أهم محاور التحقيق الذي يجريه المدعي الخاص روبرت مولر حول تواطؤ محتمل
بين فريق ترامب وروسيا، للتأثير على انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر 2016.
وتعقيبا
على ذلك، قال بانون الأحد: "دونالد ترامب الابن وطني ورجل جيد (..)، لقد دعم بشكل
متواصل والده وبرنامجه الذي ساعد على تغيير بلدنا".
وكانت
تصريحات بانون في الكتاب أثارت غضب الرئيس الأمريكي الذي اتهم مستشاره السابق بأنه
"فقد صوابه".
والأحد
سخر المستشار السياسي لدى ترامب ستيفن ميلر من الكتاب، مصرا على أن الرئيس في الواقع
"عبقري في السياسة"، وذلك في أثناء مقابلة مع شبكة (سي إن إن).
وأكد
ميلر أن وولف "كاتب هراء لكتاب هراء...ليس إلا كوما من القمامة". كما استهدف
بانون ووصفه بأنه "حاقد" و"بعيد
عن الواقع".
ودافع
وولف عن عمله الأحد وقال لقناة (إن بي سي) إنه لم يخرق أي اتفاق بشأن عدم نشر معلومات
في ما نقله في الكتاب، لكنه رجح ألا يكون ترامب اعتبر الساعات الثلاث بالإجمال التي
أكد إمضاءها معه بمنزلة مقابلات.
كما
تحدث عن قلق كبير في البيت الأبيض من احتمال تنحية ترامب من منصبه لعدم الأهلية، على
ما يجيز التعديل الـ25 للدستور ولو بصعوبة.
ونقل
وولف أن المساعدين في البيت الأبيض كرروا بشكل شبه يومي "ما زلنا لم نبلغ مستوى
التعديل الـ25".
"لن ينجح"
رفضت
السفيرة الأمريكية إلى الأمم المتحدة نيكي هايلي هذه الفكرة وأكدت لقناة (إيه بي سي)
ألا أحد في البيت الأبيض "يشكك في اتزان الرئيس"، وألمحت إلى أن وولف شخص
قادر على "الكذب من أجل المال والسلطة".
لكن
وولف أصر على أنه لم يبدأ مشروع الكتاب مع انحياز مسبق أو أجندة ضد ترامب.
وقال: "كان ليسعدني لو كتبت هنا رواية معاكسة أن دونالد ترامب، هذا الرئيس غير المتوقع،
سينجح في النهاية. لكن القصة فعليا ليست كذلك ولن ينجح. الأمر أسوأ مما توقع الجميع".
في هذه
الأثناء أصر مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) مايك بومبيو في مقابلة على
قناة فوكس الإخبارية الأحد، على أن الصورة التي رسمها وولف عن ترامب "أوهام محضة
لا غير".
ونفى
بومبيو أن يكون الرئيس لا مباليا وعاجزا عن التعامل مع ملفات سياسية معقدة، مؤكدا أنه
"ملتزم ويفهم التعقيدات ويطرح أسئلة صعبة على فريقنا في السي آي إيه"، لافتا
إلى أنه "مستهلك متعطش" لمعلومات الوكالة.
كما
أضاف أن ترامب "أهل تماما" وأنه من "السخف" الإيحاء بعكس بذلك.
"تغطية هستيرية"
لكن
في مؤشر محتمل إلى حساسية البيت الأبيض بشأن الكتاب، وجه ميلر هجوما لاذعا في أثناء سجال
اتخذ حدة غير معهودة مع محاوره في (سي إن إن) جيك تابر.
فعندما
حاول تابر مساءلة ميلر بشأن عمله مع بانون، تحولت المقابلة إلى تبادل للمقاطعات والاتهامات.
ووصف ميلر مضيفه بأنه "متعال" و"خبيث" واتهم (سي إن إن) بالقيام
"بتغطية سلبية هستيرية معادية لترامب".
ولم
يكن كتاب وولف متسامحا مع ميلر نفسه، فقال إن الأخير "كان يفترض أن يكون المفكر
في الفريق لكنه جاهل بشدة. وكان يفترض أن يكون خبيرا في التواصل، لكنه استعدى الجميع
تقريبا".
غير
أن أداء ميلر الهجومي في المقابلة لقي استحسان ترامب الذي علق في تغريدة "جيك
تابر من أخبار سي إن إن الكاذبة، دُمر للتو في مقابلته مع ستيفن ميلر من إدارة ترامب.
شاهدوا الكراهية والتحيز لدى هذا التابع في سي إن إن!"