صحافة إسرائيلية

خبير إسرائيلي: هذه أبرز مشاكل وعراقيل احتجاجات إيران

المشكلة الحالية التي تواجه حركة الاحتجاج في إيران أنه لا يوجد أحد لقيادة هذا التغيير- جيتي
المشكلة الحالية التي تواجه حركة الاحتجاج في إيران أنه لا يوجد أحد لقيادة هذا التغيير- جيتي

في قراءة للمظاهرات المتصاعدة، التي تجتاح العديد من المدن الإيرانية، أكد مستشرق وخبير إسرائيلي بارز، وجود مشاكل وعراقيل تواجه حركة الاحتجاجات الحالية في إيران والتي من شأنها إضعاف الحراك القائم بوجه السلطة القوية، على الرغم من أن المجتمع الإيراني يتطلع لإحداث تغيير عميق يطال النظام الإيراني، على حد تعبيره.


وقتل خلال موجة المظاهرات المتصاعدة في إيران 20 شخصا، بينهم ثلاثة عناصر من الأمن الإيراني، وفق وكالات أنباء إيرانية.

ورأى أستاذ الدراسات الشرقية في جامعة "تل أبيب"، إيال زيسر، أنه "كما تتسرب قطرات الماء لعمق الصخرة الصلبة، فهكذا هي الاحتجاجات في إيران ضد نظام آية الله، الذي يحكم البلاد منذ قرابة أربعة عقود".

 

واعتبر أن "المشكلة الحالية التي تواجه حركة الاحتجاج في إيران، أنه لا يوجد أحد لقيادة هذا التغيير، وليس هناك أيضا توافق في الآراء بين المتظاهرين حول ما ينبغي أن يُستبدل بسلطة آية الله".


اقرا أيضا :  تصعيد واعتقالات بمظاهرات إيران والقتلى 20 بينهم 3 من الأمن


ويضاف لذلك وفق الخبير الإسرائيلي، أن "النظام الإيراني لا يزال يحظى بتأييد شعبي كبير، وتخضع لسيادته أجهزة أمنية وعسكرية قوية"، مضيفا أنه "على النقيض من ذلك، فإن المتظاهرين ليسوا سوى حفنة من الشباب الذين يستحقون التقدير، لاستعدادهم للوقوف في مثل هذه الظروف المستحيلة ضد نظام الشر في طهران".

ومع هذا الواقع، قال زيسر: "هنا بالضبط، يكمن الأمل، وأولا، وقبل كل شيء بالنسبة للإيرانيين أنفسهم، الأمل في أن المياه ستخترق الصخرة، حتى لو استغرق ذلك أسابيع أو أشهرا أو حتى سنوات".

 

وأوضح أنه مع "خيبة الأمل من فشل الحكومة الإيرانية في تحسين الوضع الاقتصادي وإخراج إيران من أزمتها، فإنها توجد هناك رغبة حقيقية في التغيير وشعور بالاشمئزاز من النظام، يقفا في صميم موجة الاحتجاج الحالية التي اندلعت فجأة في العديد من المدن الإيرانية".


"قال المتظاهرون في مظاهرات الأيام الأخيرة، بوضوح: لا لرجال الدين وعلى رأسهم آية الله خامنئي، ولا لضلوع إيران في سوريا ولبنان وغزة"، وفق زيسر الذي أكد أن "المظاهرات في إيران تعبر عن التوق العميق للتغيير"

ولفت زيسر، في مقال له بصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، إلى أن معظم آراء المعلقين والخبراء تتفق على أن "موجة الاحتجاج في إيران لا تشكل خطرا، ولا تشكل بشكل خاص أي تهديد وجودي لنظام طهران، وأن مصير هذه الموجة أن تمر مثل موجات الاحتجاج السابقة، والتي كان آخرها عام 2009 عقب تزييف الانتخابات الرئاسية في إيران في ذلك العام".

وعلق على ترجيحات الخبراء بقوله: "من الممكن أن يكون الخبراء والمعلقون على حق، ولكن في الوقت نفسه من الواضح أن الرغبة في التغيير في إيران عميقة، كما هو الحال مع الاشمئزاز من النظام ورموزه".

وفي السياق ذاته، أشار الخبير الإسرائيلي، إلى أن "النظام في إيران كان يملك ورقتين رابحتين، إحداهما؛ الخوف من الدين ورجاله، الذين سيطر آيات الله على الإيرانيين باسمهم، وباسمهم، أيضا، سعوا لنشر رسالة الثورة الإسلامية خارج بلادهم".

ثورة شعبية

وأما الورقة الثانية؛ فـ"هي ذات الشعور بالفخر الوطني الإيراني تجاه الخصوم والأعداء الذين عمل النظام باسمهم على دفع المشروع النووي، ونشر أسلحته في جميع أنحاء الشرق الأوسط".

ومع ذلك، فقد "قال المتظاهرون في مظاهرات الأيام الأخيرة، بوضوح: لا لرجال الدين وعلى رأسهم آية الله خامنئي، ولا لضلوع إيران في سوريا ولبنان وغزة"، وفق زيسر الذي أكد أن "المظاهرات في إيران تعبر عن التوق العميق للتغيير".

وبشكل عام، فإن "عظمة الخبراء تكمن في تحليل وشرح الثورات في نظرة إلى الوراء، بعد نجاح هذه الثورات أو فشلها"، بحسب المستشرق الإسرائيلي، الذي نبه إلى أن " قلة من الخبراء، إن وجدت، تستطيع التنبؤ بثورة شعبية قبل أن تحدث؛ لأنه حتى أبطالها لا يعرفون دائما أن هذا ما ستسفر عنه أفعالهم".

التعليقات (0)