هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "دير شتاندارد" النمساوية تقريرا تطرقت من خلاله إلى أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، الذين يعانون من التهميش في مخيم نهر البارد في طرابلس الذي يفتقر إلى أبسط مقومات العيش.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته
"عربي21"، إن "أزقة المخيم تشكو من التلوث وانتشار القمامة ورداءة
البنية التحتية، وقد بدأت معاناة الفلسطينيين في مخيم نهر البارد منذ سنة 2007،
نتيجة الحرب التي اندلعت بين الجيش اللبناني ومجموعة فتح الإسلام".
وأشارت إلى أن قرابة 400 شخص لقوا حتفهم، بينما فقد
عشرات الآلاف منازلهم، منوهة إلى أنه حاليا لا يتمكن نحو 7500 شخص من العودة إلى
منازلهم؛ بسبب شح الموارد المالية المخصصة لإعادة إعمار المخيم، في ظل إعلان الأونروا
عن نقص 100 مليون دولار من أجل البدء في إعادة إعمار المخيم.
وأضافت الصحيفة أن الأونروا سجلت حتى الآن دخول
حوالي نصف مليون فلسطيني لاجئ إلى لبنان، إلا أنها أكدت أن أغلبهم لا يعيش في
لبنان في الوقت الحالي، وأن عدد الفلسطينيين في هذا البلد لا يتجاوز 270 ألف
فلسطيني.
اقرأ أيضا: أبو مرزوق يعلق على وضع فلسطينيي العراق والعبادي يوضح
وذكرت أن السلطات اللبنانية تؤكد أن عدد اللاجئين
الفلسطينيين لا يتجاوز 175 ألف لاجئ، فيما استقبلت مؤخرا قرابة مليون ونصف لاجئ
سوري.
وأضافت أنه "أثناء إعادة إعمار مخيم نهر البارد
مرة أخرى، يجب على المسؤولين تفادي حدوث المشاكل التي ما زالت قائمة في باقي
المخيمات، على غرار مخيم برج البراجنة، حيث لا يتجاوز عرض الطريق المترين، كما
يمكن تمييز عدد الطوابق التي تمت إضافتها لكل مبنى نظرا لتزايد عدد السكان".
وأكدت الصحيفة أن الأرقام الرسمية "تشير إلى أن
قرابة 20 ألف لاجئ يعيشون الآن في مخيم نهر البارد، الذي تبلغ مساحته نصف كيلو متر
مربع، علما بأن التعداد الحقيقي للاجئين في حدود 40 ألف لاجئ".
ولفتت إلى أنه مؤخرا لقي أربعة أشخاص مصرعهم بعد
تعرضهم لصعقة كهربائية بينما أصيب آخرون، نتيجة امتداد كوابل الكهرباء في العراء
وتعرضها لمياه الأمطار بصورة مستمرة.
إن أجور اللاجئين الفلسطينيين زهيدة للغاية، فضلا عن أن نصفهم يحصلون على أجورهم يوميا
كما ذكرت الصحيفة أن مخيم نهر البارد كان مركزا
تجاريا مزدهرا حتى سنة 2007، كان يقصده اللاجئون واللبنانيون على حد السواء،
مستدركة قولها: "لكن منذ الحرب، أصبح هناك العديد من نقاط التفتيش ما أسفر عن
امتناع اللبنانيين عن قضاء مختلف حاجياتهم من هذه السوق".
ونقلت الصحيفة عن المفوض الأمني للأونروا أحمد الوزير
قوله إن "المسؤولين عن إدارة المخيم جميعهم رجال فلسطينيون تجاوزوا عقدهم
السادس، ولا يوجد تمثيل حقيقي للشباب أو المرأة، كما يؤكد المراقبون أن ضعف تمثيل
الشباب في هذه المخيمات نتج عنه انتشار الأفكار المتطرفة، ففي مخيم عين الحلوة في
جنوب لبنان، ينتشر التطرف في صفوف الشباب الفلسطينيين نتيجة فقدان الأمل في العثور
على فرصة عمل مناسبة".
وأفادت الصحيفة بأن "هناك حوالي 39 وظيفة لا
يستطيع الفلسطينيون في لبنان مزاولتها؛ على غرار الطب والمحاماة والهندسة"،
مضيفة أنه "من جهة أخرى، يعمل الفلسطينيون في لبنان في بعض الوظائف الفرعية،
أو في مجال البناء والتشييد، أو الوظائف التي توفرها لهم الأونروا، حيث يعد أكثر
من 90 بالمائة من العاملين في الأونروا من الفلسطينيين".
ونوهت إلى أن أجور اللاجئين الفلسطينيين زهيدة
للغاية، فضلا عن أن نصفهم يحصلون على أجورهم يوميا، وفي حين يملك قرابة 14 بالمئة
فقط من الفلسطينيين عقود عمل، يعمل الباقون بصورة غير رسمية.
اقرأ أيضا: جنبلاط: لماذا سمح اليوم بتعداد الفلسطينيين في لبنان؟
وأشارت الصحيفة إلى أن اللاجئين الفلسطينيين ضحية
للاستغلال في أغلب الوظائف؛ فبعد فترة يتم تسريحهم ولا يحصلون على حقوقهم، كما
يشتكي أغلب الفلسطينيين، الذين ولدوا في لبنان، من التمييز على الرغم من أنهم
يعتبرون لبنان موطنا لهم.
وأكدت الصحيفة أن الأطفال الفلسطينيين يواجهون جملة
من الصعوبات من بينها الدراسة باللغات الأجنبية؛ فهم لا يستطيعون الالتحاق
بالمدارس الحكومية في لبنان، وإنما يزاولون تعليمهم في مدارس الأونروا.
ولفتت الصحيفة إلى أن قرابة 33 ألف فلسطيني قد هربوا
من سوريا إلى لبنان نتيجة للحرب، ويعيش أكثر من 89 بالمائة منهم تحت خط الفقر، إلى
جانب ذلك، يعاني أغلب الطلبة الفلسطينيين الوافدين من سوريا من الصدمات النفسية،
وقد زادت معاناتهم بعد المعاملة السيئة التي تعرضوا لها في لبنان في التعليم
والصحة وحق التملك.
وأوردت الصحيفة أن الفلسطينيين منذ عام 2014 لا
يستطيعون الحصول على تأشيرة إنسانية للدخول إلى لبنان، على غرار السوريين، وفي
الوقت الحالي، يخشى أكثر من 60 بالمائة من الفلسطينيين القادمين من سوريا إلى
لبنان من خطر الترحيل، ويرى أغلبهم أن مستقبلهم مظلم في هذا البلد العربي.