ملفات وتقارير

لماذا لا يستثمر "عباس" الضغط الأمريكي في تسريع المصالحة؟

ما الهدف الحقيقي من تأخير المصالحة في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها القضية؟- جيتي
ما الهدف الحقيقي من تأخير المصالحة في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها القضية؟- جيتي

توقع المراقبون أن تنعكس الضغوط الأمريكية الأخيرة على السلطة الفلسطينية منذ قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بمدينة القدس المحتلة "عاصمة لإسرائيل"؛ على ملف المصالحة وتساهم في تسريع خطواتها، لكي يستطيع الفلسطينيون مواجهة التحديات الخارجية من خلال وحدة قرارهم.


وبعد ثلاثة أسابيع من القرار الأمريكي بشأن القدس وما أعقبه من ردود فعل دولية وشعبية رافضة للقرار، إضافة لجهود السلطة برئاسة محمود عباس والتي اعتبرتها الولايات المتحدة حملة تحريض ضدها؛ لم يلحظ المتابع الأثر الإيجابي على خطوات المصالحة، بل تعرقلت جهود إنهاء الانقسام الفلسطيني في الأيام الأخيرة بشكل واضح.


ويتساءل كثيرون عن الهدف الحقيقي من وراء تأخير المصالحة في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها القضية الفلسطينية من مخاطر وتحديات، ولماذا لا يستثمر الرئيس عباس الوقت الراهن في إنجاز ملف يُعتقد أنه سيخدم كثيرا مشروع إنهاء الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية.

 

 

"توجه السلطة إلى المصالحة مع حماس يعني مزيد من العقوبات الأمريكية"

 


بدوره، يؤكد أستاذ العلوم السياسية هاني البسوس أن المصالحة الفلسطينية لن تسير بالشكل المأمول حتى في ظل الضغوط الأمريكية الأخيرة على السلطة، معللا ذلك بأن "السلطة متخوفة من البداية من قطع المساعدات الأمريكية إذا مضت في المصالحة مع حماس".


ويضيف البسوس في حديث خاص لـ"عربي21"، أن "قطع العلاقات الأمريكية مع السلطة يعني شلل كبير لجميع المرافق السياسية على المستوى الدولي والإقليمية"، مشددا على أن السلطة الفلسطينية تعمل كل ما يمكن لأجل منع ذلك.


ويرى البسوس أن توجه السلطة إلى المصالحة مع حماس يعني مزيد من العقوبات الأمريكية، متوقعا أن "تمر المصالحة بمرحلة جمود سياسي قد تبقى لمدة طويلة وفق المؤشرات الموجودة".

 

اقرأ أيضا: مصدر يكشف لـ"عربي21" الأسماء المرشحة لخلافة عباس في السلطة


ويستدرك قوله: "ستبقى مرحلة الجمود ما لم يكن هناك خطوات فعلية من قبل رئاسة السلطة الفلسطينية"، موضحا أن حماس ترى أنها قدمت كل ما لديها لإنجاح المصالحة، وكذلك مصر أعطتها الاهتمام الكافي، فالكرة الآن في ملعب عباس"، حسب تعبير البسوس.


ويشير أستاذ العلوم السياسية إلى أن "الأمور وصلت إلى نهايتها في ظل الضغوط الأمريكية، وعباس يدرك أنه سيترك قيادة السلطة، لكنه يبحث عن تعزيز موقفه والبحث عن الشخص الذي سيستلم القيادة منه، بعيدا عن عدوه اللدود محمد دحلان".


من جهته، يرى الكاتب والمحلل السياسي محمود مرداوي أن موقف الرئيس عباس وفق المعطيات الحالية يقرأ في أربعة اتجاهات، موضحا أن الاتجاه الأول هو رغبته في مواجهة قرار ترامب والتحديات المرافقة من خلال الموقف الدولي بعيدا عن العلاقة مع حركتي حماس والجهاد الإسلامي، لذلك جمد المصالحة على الرغم من حجم المرونة التي أبدتها حماس.

 

"عباس يعتبر المصالحة مقدمة لصفقة القرن والعمل على استبداله، لذلك يعطلها بمبررات غير مقنعة"


ويضيف مرداوي في مقال اطلعت عليه "عربي21"، أن "الاتجاه الثاني يأتي من خلال اعتقاد عباس بأن المصالحة جزء مهم من صفقة القرن، وخطوة أولى على طريق إنجازها، وأن حماس تقع ضحية لقراءة غير صحيحة للمشهد، وبالتالي المصالحة مع غزة تشكل فخا ينتظر عباس، لذلك تشدد في مواقفه تجاه المصالحة وجمد كل خطوات التطبيق ولم يرفع العقوبات".


ويتابع مرداوي إن "الاتجاه الثالث هو اعتبار عباس المصالحة مقدمة لصفقة القرن والعمل على استبداله بشخصية فلسطينية، لذلك يعطل المصالحة ويؤخر إنجازها بحجج واهية ومبررات غير مقنعة".


أما في الاتجاه الأخير، يعتقد الكاتب والمحلل السياسي أن عباس يؤخر المصالحة ويصر على تجميد خطوات مهمة وحيوية كردة فعل على عدم الاستجابة المبكرة والملحة لحل اللجنة الإدارية، مبينا أن "كل التأخير للعملية يدخل في إطار الحقد والمناكفة"، حسب تعبير مرداوي.

التعليقات (1)
بديهيات
الإثنين، 25-12-2017 10:11 م
عباس أو غير عباس فقد فاتهم الوقت،وقتهم هو فقط إلهاء الشعب الفلسطيني،صفقة القرن نحن العرب نفهمها أنها لن تتم إلا بإتفاق الجانب العربي أيضا،أما اليهود والغرب فيطبقونها دون إعتبار للقيادات والحكومات العربية،المصالحة الفلسطينية من الخطأ الفادح والجسيم أن نفهم أن لها دور أو إنتظار أو أفق لمعركة أو إنتفاضة أو إسترداد حقوق من اليهود،لا علاقة للمصالحة بمقاومة المحتل،واليهود لا ينتظرون الجانب العربي،لا يوجد إستعجال بهذه الحقائق البينة.