هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثار رفع مشجعين شرق الجزائر، السبت، لافتة كبيرة يتقاسم فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والعاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، وجها واحدا قبالة القدس الشريف، ردود فعل سعودية غاضبة، وتوعد سفير السعودية بالجزائر بالرد.
اللافتة الكبيرة التي غطت جزءا من ملعب محلي
بمحافظة عين مليلة، شرق الجزائر، رفعها مشجعون في إطار نصرة القدس، وضمن حملة
التنديد الجارية بالجزائر ضد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إعلانه الاعتراف
بالقدس المحتلة عاصمة للكيان الإسرائيلي.
ورسم على اللافتة العملاقة وجه واحد يتقاسمه دونالد ترامب من جهة وسلمان بن عبد العزيز من جهة أخرى، وقبالة الوجه رسم
مجسم القدس المحتل.
وكتب على اللافتة عبارة باللغة الإنجليزية "two faces of the same coin" وتعني "وجهان لعملة
واحدة"، وأضيفت لها عبارة "البيت لنا والقدس لنا".
وتناقل قطاع واسع من الجزائريين صورة تلك اللافتة
العملاقة، على مواقع التواصل الاجتماعي، وبينما
ناصر المئات منهم فحوى الصورة، تساءل آخرون، عما سيكون عليه موقف السعودية، فيما
توقعت العديد من القراءات أن اللافتة العملاقة ستكون وقود أزمة دبلوماسية مرتقبة
بين الجزائر والرياض.
وبدورهم، شن الآلاف من رواد مواقع التواصل
الاجتماعي بالمملكة السعودية، هجمات عنيفة على جمهور كرة القدم الجزائري الذي رفع
اللافتة، وحملت تعليقات السعوديين إدانة لما اعتبر "اللافتة المسيئة للمملكة
والملك".
وطالب سعوديون من الحكومة الجزائرية الاعتذار
عما بدر من جمهورها الرياضي، ومعاقبة "المتواطئين بإدخال تلك اللافتة إلى
الملعب".
وتبادل الجزائريون والسعوديون تغريدات مضادة وتعاليق متضاربة، على خلفية موقفي البلدين من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي.
السفير السعودي : جار التأكد.. وسنقوم بما
يجب
ودان عدد من المعلقين السعوديين، عدم إتخاذ
الحكومة الجزائرية موقفا بخصوص ما حدث بملعب عين المليلة، شرق الجزائر، بينما علق
السفير السعودي لدى الجزائر، سامي بن عبد الله الصالح، ضمن منشور مواطن سعودي على
تويتر بالقول: "جار التأكد من ذلك، وسنقوم بما يجب".
ونقلت صحيفة "سبق" السعودية، عن
سامي بن عبد الله الصالح قوله، الأحد: "هذا واجبنا، ولا خير فينا إن لم نقم
به".
وقال أستاذ علم الاجتماع بالجامعة
الجزائرية، مهنان مسعود إن "الجمهور أراد أن يعبر بطريقته الخاصة عن شعوره
اتجاه القضية الفلسطينية وتحديدا القدس".
وأضاف في تصريح لـ"عربي21": "لا
يمكن أن أجزم أن في اللافتة ما يمكن أن يعكر مزاج السعوديين، طالما أن أصحابها
مجرد شبان أرادو التعبير عن مشاعرهم".
وتابع مسعود: "أستغرب ردود فعل
السعوديين وإدانتهم ما أسموه صمت الحكومة الجزائرية، فهذه مجرد لافتة بملعب، وقد
تعودنا على رفع لافتات ذات مدلولات سياسية، وهذا عادي بالنسبة لنا"،
وقال: "لا أعتقد أن لافتة يمكن أن تؤدي إلى أزمة دبلوماسية".
وعلى النقيض من ذلك، أشار الإعلامي الجزائري
ياسر كفاف في تصريح لـ"عربي21" إلى أن "ردود فعل السعوديين وموقف
السفير السعودي بالجزائر، مؤشران على أن الأمور ستعرف تصعيدا إن لم تتحرك القنوات
الدبلوماسية لاحتواء الوضع".
نصرة القدس
وشهدت المدن الجزائرية، مظاهرات متواصلة
لنصرة القدس والقضية الفلسطينية، منذ الخطاب الذي ألقاه ترامب من البيت الأبيض
مناصرا لإسرائيل في صراعها مع الفلسطينيين والعرب.
وأكبر مظاهرة شهدتها الجزائر لنصرة القدس،
تلك التي جرت السبت داخل القاعة البيضاوية بالعاصمة الجزائر، وشارك فيها ما لا يقل
عن نصف مليون جزائري.
وشارك في المظاهرة مختلف الأحزاب السياسية
وأعضاء المجتمع المدني وطلبة الجامعات وتلاميذ المدارس وحشود من المواطنين، وأيضا
جموع مناصري كرة القدم الذين اعتادوا على ارتياد الملاعب.
ورفع المتظاهرون شعارات "أرض فلسطين وقدسها
عاصمة المليار ونصف مليار مسلم"، و"جيش وشعب معك يا قدس".