سياسة عربية

هل ينقسم "الأعلى للدولة" الليبي بسبب تبادل الاتهامات؟

اجتماع سابق للجنة تعديل الاتفاق السياسي الليبي بحضور المبعوث غسان سلامة- عربي21 (أرشيفية)
اجتماع سابق للجنة تعديل الاتفاق السياسي الليبي بحضور المبعوث غسان سلامة- عربي21 (أرشيفية)

تعرضت كتلة "العدالة والبناء" بمجلس الدولة الليبي إلى هجوم وحملة انتقادات شديدة من أعضاء بالمجلس على خلفية موقف الكتلة من المقترح الذي قدمه المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة.


واتهم بعض الأعضاء الكتلة، خلال جلسة للمجلس بأنهم يحاولون "السيطرة على مجلس الدولة من خلال ابتزاز رئيسه عبدالرحمن السويحلي عبر حملات تشويه تقوم بها ذراعهم الإعلامية، وكذلك بمحاولة فرض أجندة خارجية على مجلس، ما اضطر ثلاثة أعضاء من الكتلة، وهم خالد المشري وصالح المخزوم وعبدالسلام الصفراني، إلى الانسحاب من الجلسة"، وفق صحيفة "عين ليبيا" المحلية.

سبب الصدام


ورأى بعض المراقبين أن موقف العدالة والبناء (إسلامي) من مقترح سلامة هو السبب في هذا الصدام، كونه يختلف مع رؤية "السويحلي" الذي رفض المقترح، في حين رأى آخرون أنه صدام مؤقت وطبيعي كون مجلس الدولة يحوي مختلف التيارات.


وأكد عضو مجلس الدولة الليبي الأعلى، موسى فرج، أن "الأمر لم يصل لحد الانشقاقات وأنه ليس بهذا السوء، فهناك دائما خلافات بين رئاسة المجلس وبعض الأعضاء سواء مستقلين أم تابعين لأحزاب".


وأوضح موسى فرج في تصريح لموقع "عربي21"، أن "أغلبية أعضاء المجلس ليسوا مع (السويحلي) ولا مع كتلة "العدالة والبناء"، فالأغلبية لا يريدون الانشغال بمناكفات لا طائل من ورائها ويعملون من أجل الوصول إلى توافق سياسي يخرج البلاد من أزمتها".

أزمة "السويحلي"


لكن الباحث السياسي الليبي، علي أبو زيد، أكد أن "ما يحدث في مجلس الدولة سببه استئثار رئيس المجلس (السويحلي) على باقي المجلس واتخاذ كثير من المواقف الفردية، وإن الاستياء من سلوك الرئيس صدر عن أعضاء آخرين من خارج كتلة العدالة والبناء".


وأضاف علي أبو زيد في تصريح لـ"عربي2": "بالنسبة لموقف العدالة والبناء فهو منسجم تماما مع النهج الذي تبناه الحزب منذ بداية الأزمة بالتزام التوافق".


وزاد الباحث: "الحديث عن (أجندة خارجية) لا يعدو كونه مناكفة سياسية من قبل بعض الأعضاء، لكن (السويحلي) يدرك مدى تأثير وقوة هذه الكتلة، لذلك فإنه لن يصعد معها بل سيسعى لإيجاد تفاهم".

مقترح "سلامة"


وقال عضو حزب العدالة والبناء الليبي، المبروك الهريش، إن "ما يحدث في الحقيقة ليس صداما بين كتلة الحزب ورئيس المجلس، كون عدد من أعضاء المجلس ليسوا من الكتلة وهم مخالفون لنهج رئيس المجلس المستأثر بالقرار، وفي مقدمتهم نائب الرئيس (محمد امعزب) ورئيس فريق الحوار بالمجلس موسى فرج".


وأشار في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن "السبب الرئيسي وراء هذه الصدامات هو استئثار رئيس المجلس بالقرار، خاصة في الأمر المتعلق بموقف المجلس من مقترح المبعوث الأممي، والذي يرفضه الرئيس في الوقت الذي أعلن فيه جل أعضاء المجلس الموافقة عليه مع بعض الملاحظات".

التعليقات (0)