هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "ليترا 43" الإيطالية تقريرا، تطرقت من خلاله إلى أسباب وتداعيات الأحداث الأخيرة التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط، في ظل تمكن المملكة العربية السعودية من كسب نفوذ قوي في صلب القضايا العربية.
والجدير بالذكر أن توتر العلاقات الإيرانية السعودية، خاصة بعد إعلان الرياض مؤخرا الحرب على طهران، قد يؤدي إلى انقسامات سياسية وطائفية عميقة من شأنها أن تشكل خطرا على المنطقة بأسرها.
وتناولت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، عودة المملكة العربية السعودية إلى دائرة الضوء، عقب القرارات المفاجئة التي اتخذها ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، الذي يلقب "برجل المبادرات"، وذلك نظرا للإجراءات التي انتهجها بغية إحكام سيطرته على البلاد. وفي الأثناء، يحظى ابن سلمان، في الوقت الحالي، بصلاحيات واسعة تتجاوز كل الحدود.
وأوردت الصحيفة أنه وفي فترة وجيزة شهدت المنطقة العديد من الأحداث غير المتوقعة؛ فقد أمر نجل العاهل السعودي باعتقال العديد من الأمراء والشخصيات البارزة في المجتمع السعودي. في الوقت ذاته، أعلن سعد الحريري، رئيس الوزراء اللبناني، عن استقالته من الرياض، القرار الذي اعتبره حسن نصر الله نتاج إملاءات سعودية، وذلك للضغط على إيران. وقد يؤدي هذا الأمر إلى نشوب حرب طائفية في لبنان ضد حزب الله، ما يحيل إلى صراع تصفية حسابات ميدانية بين السعودية وإيران.
في الآن ذاته، قد تتصاعد وتيرة المواجهات بين إيران والسعودية، خاصة بعد تعرض المملكة لهجوم من خلال صاروخ إيراني الصنع موجه من قبل الحوثيين، وسلسلة الاتهامات التي وجهتها الرياض إلى طهران. وعلى ضوء كل هذه الأحداث، من المرجح أن تتعمق الأزمة في المنطقة، وقد يؤول الأمر إلى وقوع انقسامات سياسية طائفية، خاصة في المملكة ولبنان على حد سواء.
وأفادت الصحيفة بأن التعهدات التي أخذها ولي العهد السعودي على عاتقه، خاصة فيما يتعلق بمحاسبة الفاسدين مهما كانت صفتهم، والعمل على قيادة المملكة نحو الاعتدال والتحرر من الأفكار المتشددة، تتوافق مع تطلعات المجتمع السعودي الشاب. في المقابل، تتنافى إجراءات وقرارات ابن سلمان مع الفكر الوهابي الذي تبنته الدولة لعقود. وفي الأثناء، قد يرى البعض في تخلي المملكة عن جذورها الوهابية تطاولا وانتهاكا للإسلام السني، ما قد ينجر عنه عواقب وخيمة في صلب المجتمع السعودي.
وأشارت الصحيفة إلى الدور القيادي الذي تلعبه المملكة العربية السعودية في الشرق الأوسط. ويتجلى هذا الأمر من خلال التحالف العربي بين البحرين ومصر والكويت والسودان بقيادة المملكة، وتأييد من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، الذي انبثق على خلفية الحرب في اليمن؛ فقد سارعت الرياض للاستجابة لطلب الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، عقب هجوم الحوثيين على العاصمة المؤقتة عدن.
وأضافت الصحيفة أن التدخل العسكري السعودي في اليمن، وإن كان من منظور الرياض يهدف للمحافظة على الاستقرار السياسي في المنطقة ووضع حد لطهران التي تعدّ المسؤول الرئيسي عن زعزعة الوضع السياسي في الشرق الأوسط، بات يمثل تهديدا للأمن والاستقرار، فضلا عن أنه ساهم في تأزم الوضع.
وأفادت الصحيفة بأن التوتر بين إيران والمملكة العربية السعودية سيشهد تصعيدا في الأيام المقبلة، خاصة بعد إعلان السعودية الحرب على حزب الله، فضلا عن حادثة الصاروخ الذي استهدف العاصمة السعودية. عموما، تؤكد كل هذه التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على تأزم الوضع الأمني.
وفي الختام، أكدت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، يتبنيان الموقف المعادي ذاته تجاه إيران. وفي الأثناء، أعرب ابن سلمان عن عزمه على التصدي لحزب الله وأنصاره من المليشيات التابعة لإيران، ومنعهم من بسط نفوذهم في سوريا ولبنان، علاوة على وضع حد لطموحات الجهات الشيعية اللبنانية الرامية إلى السيطرة على المنطقة. بناء على ذلك، قد ينتهي الأمر بظهور انقسامات سياسية طائفية من الممكن أن تشكل خطرا على منطقة الشرق الأوسط بأكملها.