نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا لمراسلها ريتشارد سبنسر، يتحدث فيه حول سقوط مدينة
كركوك في يد القوات
العراقية.
ويكشف التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن أن اتفاقا سريا كان وراء سقوط مدينة كركوك في يد القوات العراقية.
ويقول سبنسر: "في زاوية من فندق ديوان في أربيل كان بافل
طالباني في حالة من اليأس، فوالده كان في النزع الأخير، وكان يخشى أن بلاده على حافة الانهيار، وقال وهو يشرب المياه الغازية، ويلعب بورقة شدة في يده: (إنها كارثة)".
وتفيد الصحيفة بأن طالباني كان يفكر بإصدار مناشدة لكردستان للتوصل إلى اتفاق مع بغداد، وتلغي فيها استفتاءها على الأقل في المناطق المتنازع عليها، خاصة مدينة كركوك، وكان ذلك اليوم هو السبت 23 أيلول/ سبتمبر، أي قبل يومين من الاستفتاء، وكان في طريقه للمطار ليكون بجانب والده "العم" جلال طالباني، الذي ظل على مدار أربعة عقود شخصية محورية في القضية الكردية، وأصبح رئيسا للعراق بعد الإطاحة بصدام حسين، وهو واحد من الشخصيات القليلة التي تحظى باحترام الجميع.
ويستدرك التقرير بأن جهود طالباني الابن كانت عبثية، حيث اتخذ رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني قراره، وأصبح من الصعب عليه التراجع، وتراجع طالباني عن مناشدته، وركب أول طائرة إلى برلين، حيث توفي والده بعد عشرة أيام.
ويلفت الكاتب إلى أن جناح طالباني اليوم "الاتحاد الوطني الكردستاني" يتهم بعقد صفقة مع بغداد، ففي المواجهات التي حدثت في كركوك يوم الاثنين، قرر الموالون لطالباني الانسحاب من مواقع، فيما يشير الأمريكيون والبريطانيون إلى أنها عملية منسقة.
وتورد الصحيفة نقلا عن قادة الاتحاد الوطني الكردستاني، قولهم إن البارزاني وضعهم في موقف حرج، فحزبه، الاتحاد الديمقراطي الكردستاني، الذي يعد من أكبر الأحزاب الكردية، شجب التصرف، واعتبره خيانة، حيث يشعر
الأكراد بثقل خسارة كركوك، بالإضافة إلى أن هناك نوعا من المرارة بشأن الدور الأمريكي والبريطاني، وهما الضامنتان لاستقلال كردستان منذ التسعينيات من القرن الماضي.
وينقل التقرير عن كردي سوري، قوله يوم أمس، إن الأكراد يساعدون الأمريكيين والبريطانيين، ويخسرون الأرواح من أجل السيطرة على مدينة الرقة، إلا أن الحلفاء الغربيين يقفون جانبا ويصفقون للعرب وهم يتقدمون نحو مناطق يعدها الأكراد أراضيهم.
ويعلق سبنسر قائلا إن "الأمر متعلق بالواقعية السياسية، فعراق دون كركوك سيكون كارثة بالنسبة لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الذي من خلاله واصل البريطانيون والأمريكيون التأثير في العراق أمام تأثير إيران المتزايد في العراق، وهناك انتخابات العام القادم، وكركوك هي الثمن الذي يجب أن تدفعه".