علقت صحيفة هآرتس العبرية على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مصنعا عسكريا
سوريا في حماة الخميس، وقالت إن الهجوم المنسوب لإسرائيل ليس من المتوقع أن يستدعي ردا هجوميا من جانب سوريا، ولكنه يعمق التدخل الإسرائيلي في سوريا الذي اعتبرته "سلاحا ذا حدين".
وحول طبيعة المصنع الذي استهدفه الهجوم قال الكاتب تسفي برئيل "إن المعهد السوري للأبحاث العلمية؛ هو الاسم السري لجزء من صناعة السلاح السوري غير التقليدي".
وأضاف: "توجد مصانع إنتاج السلاح الكيميائي في ثلاثة مواقع، موقعان قرب دمشق وموقع قرب مدينة مصياف في محافظة حماة على بعد 70 كيلومترا فقط من قاعدة حميميم الروسية، والمصنع الأخير هو الذي تمت مهاجمته صباح أمس من قبل سلاح الجو الإسرائيلي من السماء اللبنانية".
أمريكا وروسيا
وأضاف برئيل أنه إذا كانت إسرائيل تعرف عن إنتاج كيميائي في الموقع، فليس من المشكوك فيه أن أمريكا وروسيا تعرفان عن ذلك أيضا، ويمكن التقدير أن إسرائيل قد أبلغت واشنطن قبل الهجوم وتلقت منها الضوء الأخضر.
اقرأ أيضا: معاريف: الأسد لن يرد على هجوم "المنشأة الكيميائية"
وأشار إلى أن الهجوم ليس الأول، في سوريا، لكن توقيته هام، فقد جاء بعد تهديد
روسيا بفرض الفيتو على كل مشروع قرار في مجلس الأمن يصف حزب الله كمنظمة إرهابية، وبعد لقاء بنيامين نتنياهو مع بوتين في روسيا، والذي عاد منه نتنياهو بدون تعهد روسي بالعمل على سحب القوات الإيرانية من سوريا.
وتابع الكاتب في هذا الصدد: "تعهدت روسيا بعدم الإضرار بالمصالح الأمنية الإسرائيلية نتيجة إنشاء المناطق الأمنية في سوريا، ولكن تفسير روسيا لضرر كهذا ليس بالضرورة مشابه لتفسير إسرائيل، فإن مجرد وجود حزب الله في سوريا ينظر إليه كتهديد لإسرائيل".
خط أحمر
ولفت برئيل إلى أن الأمر الجديد في هذا الهجوم، إذا كانت إسرائيل قد نفذته بالفعل، هو التعريف الأوسع لما يعتبر تهديدا لها، وتساءل: "هل روسيا ستوافق على هذا التعريف؟".
وأضاف: "إن موافقة موسكو على توسيع هذا التعريف من شأنه حسب وجهة نظرها أن يمنح إسرائيل الفرصة لمهاجمة أهداف أخرى مثل قواعد سلاح الجو أو حتى القوات البرية السورية بذريعة أنها تشكل تهديدا، وإذا كان ثمة خطا أحمر بين روسيا وإسرائيل، فإن الهجوم في هذه المرة يمكنه أن يجري انضباطا جويا شديدا تفرضه موسكو، وفي أسوأ الحالات يمكنها الإعلان أن كل طائرة غريبة ستدخل إلى المناطق السورية؛ ستعتبر هدفا مشروعا لسلاح الجو الروسي، باستثناء طائرات التحالف التي تقوم بمحاربة تنظيم الدولة".
إسرائيل شريكة
وحول بقاء الأسد في السلطة قال الكاتب، إن السيطرة السورية الروسية على إدلب ودير الزور تعزز الافتراض السياسي بأن الأسد سيستمر في كونه رئيسا لسوريا بعد أن رفع معارضو النظام طلب عزله كشرط لكل مفاوضات.
اقرأ أيضا: تقرير إسرائيلي: ماذا لو فشل تدمير المفاعل النووي السوري؟
و"نتيجة كهذه تقتضي من إسرائيل أن تكون شريكة، ولو بصورة غير مباشرة، في عملية إنشاء النظام السوري الجديد، وفي النقاش على مكانة ايران وحزب الله في سوريا، وتحتاج إلى ضمانات روسية، وإسرائيل يجب عليها الاستنتاج من ذلك أنه كلما زاد تدخلها العسكري في سوريا، سواء من خلال الهجمات العشوائية أو تعزيز العلاقات العسكرية مع المتمردين، ستتعزز مكانتها في زمن التوقيع على الاتفاق السياسي". بحسب الكاتب الذي استدرك قائلا: "لكن هذه النظرية يمكن أن يتبين أنها سيف ذو حدين، فإيران ستجد ذريعة ممتازة لزيادة تواجدها العسكري في سوريا، وروسيا يمكن أن تقلص أو حتى تلغي التنسيق الجوي وتعلن عن الفضاء الجوي السوري كمنطقة مغلقة، وحزب الله يمكنه أن يحول هضبة الجولان إلى جبهة مشروعة كجزء من ميزان الردع أمام إسرائيل".
وختم برئيل بالقول: "إن هناك فرقا جوهريا بين القدرة على مهاجمة أهداف معينة، وبين الحفاظ على جبهتين ساخنتين بشكل دائم، الأولى أمام سوريا والثانية أمام لبنان، خاصة عندما تغرق الولايات المتحدة عميقا داخل نفسها، ولا تميل إلى التدخل".