عقب الزيارات العديدة التي قام بها الوفد الأمريكي للمنطقة لدفع عمليه
السلام قدما للأمام، أكد سفير سابق لـ"
إسرائيل" في واشنطن، أن الرئيس الأمريكي
دونالد ترامب، بدأ يفهم واقع النزاع
الفلسطيني-الإسرائيلي بشكل أكبر، ويحاول الوصول لتسويات أكثر عملية.
دليل قاطع
ورأى زلمان شوفال، السفير الإسرائيلي الأسبق لدى واشنطن، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، "بدأ يعتاد على واقع النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي"، مشيرا إلى عودة وفد ترامب الذي ضم صهره جاريد كوشنر وجيسون غرينبلات، بعد زيارة للمنطقة الأخيرة دون أن يحقق تقدما في إطلاق المفاوضات الإسرائيلية-الفلسطينية.
وأشار في مقال له بصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، إلى تقييم كوشنر لواقع النزاع بين "إسرائيل" والفلسطينيين، والذي سرب من حديث "مغلق"، قبل بضعة أسابيع ووجهت له بسببه انتقادات من جهات مختلفة وخاصة من الدوائر المتماثلة مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك
أوباما، وكشف خلاله أنه "لا حل للنزاع في الوقت الحالي على الأقل".
وأكد شوفال، أن "الضلوع المكثف لوزير الخارجية السابق جون كيري، ومساعده الكبير مارتين إينديك، في السعي لدفع المسيرة السياسية إلى الأمام بين الفلسطينيين وإسرائيل، وفشلهما المدوي في ذلك، يشكل دليلا قاطعا على أن تقدير كوشنر المتشائم – سابق الذكر- كان صحيحا".
وأوضح أن "رجال ترامب لا يريدون العودة للطريق المتعثر لأسلافهم، ولذلك يركزون في هذه المرحلة في البحث عن السبل لتحريك المسيرة وليس المسيرة ذاتها"، مؤكدا أنه في حال "لم يطرأ تغيير هام للغاية، في المواقف الفلسطينية المعلنة - وفق زعمه - فإن إمكانية الحسم في الطريق إلى سلام إسرائيلي-فلسطيني لا توجد على أي حال".
تسويات انتقالية
وقال: "الأعمى وحده لن يلاحظ أنه يجري في أوساط الفلسطينيين وزعمائهم، بما في ذلك الفلسطينيين في الأردن، وفي أعقاب أحداث المسجد الأقصى، رفض حق إسرائيل (دولة الاحتلال) في الوجود"، وفق قوله.
ونوه إلى أن "هجر إسرائيل للضفة الغربية في الوقت الحالي معناه القاطع هو جلب حركة حماس وإيران وحزب الله إلى داخل دولة إسرائيل، وهؤلاء سيقلبون الأمور رأسا على عقب"، مشددا على أن "الاحتلال لا يمكنه أن يلغى (من الضفة الغربية) إلا بعد تحقيق السلام وليس العكس، حيث يدعي بعضهم أنه حين ينتهي الاحتلال، يتحقق السلام".
ولفت شوفال القيادي في حزب "الليكود" الإسرائيلي، إلى أنه "ليس من شأن إسرائيل أن تضعف ترامب في مساعيه للوصول إلى حل الجمود في الموضوع الفلسطيني، بمعنى أنه بدلا من محاولة تحقيق المتعذر في الوقت الحالي، فإنه تجب العودة إلى تسويات انتقالية يمكنها أن تشق الطريق إلى المستقبل".
وقال: "ترامب استوعب هذا، وعلى ما يبدو لم يعد يسعى إلى الصفقة المطلقة، التي تحدث عنها في الماضي، وبدلا من ذلك فإنه سيحاول الوصول إلى تسويات عملية أكثر".
وضم الوفد الأمريكي الذي وصل رام الله نهاية الشهر الماضي، كلا من مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر، والمبعوث الخاص للرئيس الأمريكي لعملية السلام جيسون غرينبلات، ومعهما دينا باول نائبة مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض للشؤون الاستراتيجية.