سياسة دولية

ما معنى غنائم النظام في أمريكا وهل هو نموذج يمكن اتباعه؟

دونالد ترامب عين ضمن إدارته جنرالات وأصحاب بنوك وأشخاص مشكوك في مؤهلاتهم - جيتي
دونالد ترامب عين ضمن إدارته جنرالات وأصحاب بنوك وأشخاص مشكوك في مؤهلاتهم - جيتي
نشرت صحيفة "لوبوان" الفرنسية تقريرا عرفت فيه ما يسمى "بغنائم النظام" في الإدارة الأمريكية، وهي سياسة متبعة منذ عهد الرئيس أبراهام لنكولن، إذ تشتمل على اختيار الرئيس الأمريكي لأشخاص معينين لتولي مناصب رئيسية ضمن إدارته.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن هذه السياسة انطلقت مع تولي أبراهام لنكولن رئاسة الولاية المتحدة، الذي كان في استقباله المئات من الأشخاص الراغبين في الحصول على منصب في إدارته الجديدة. فعمل خلال أسابيع طويلة على ملاقاتهم الواحد تلو الآخر، وكان كان يقضي معهم قرابة 12 ساعة يوميا، ونتيجة لهذه الممارسة استنبط لنكولن ما يعرف اليوم "بغنائم النظام".

وذكرت الصحيفة أن غنائم النظام تتمثل في توزيع الرئيس الأمريكي الجديد لمناصب هامة ضمن إدارته على أشخاص مقربين من حزبه. ويتلخص الهدف من هذه السياسة في ضمان إخلاص الفريق المحيط بالرئيس، وتعزيز الخزينة بالمساهمات المالية. ولكن، تسبب ذلك في انتشار الفساد خصوصا مع تسلم أشخاص يفتقرون للكفاءة مناصب هامة في البلاد.

اقرأ أيضا: بعد توالي الاستقالات.. ترامب يتخذ قرارا "غير متوقع"

وفي هذا الإطار، تم سن "قانون بندلتون لإصلاح الخدمة المدنية" سنة 1883 من أجل تغيير طريقة تعيين موظفي الدولة، وجعلها مرتكزة أساسا على الأحقية وليس على الانتماء السياسي. كما فرض هذا القانون مبدأ إجراء اختبارات وتأسيس هيئة خاصة لاختيار الموظفين الجدد.

ونوهت الصحيفة بأن سياسة "غنائم النظام" لا تزال معتمدة من خلال تعيين المناصب الرئيسية.

والجدير بالذكر أن هذه السياسة تفرض على ما يقارب 3000 إلى 4000 شخص يتقلدون مناصب عمومية عليا، تقديم استقالاتهم لتعويضهم بشخصيات سياسية مقربة من الرئيس الجديد. ويتم في نفس الوقت تعيين أكثر من ألف وزير، ومساعدي وزراء، وسفراء، ورؤساء جهات حكومية، بعد الحصول على موافقة مجلس الشيوخ طبعا.

وأكدت الصحيفة أن سياسة "غنائم النظام" تمر غالبا دون أن تتسبب في صراعات على الكراسي، إلا أن ذلك لم يحدث في عهد دونالد ترامب. فقد مرت سبعة أشهر منذ تولي الملياردير رئاسة الدولة، ومع ذلك مازال هناك عدة مناصب شاغرة، إضافة إلى غياب المرشحين المحتملين لتوليها. وعلى خلفية ذلك، اتهم البيت الأبيض النواب الديمقراطيين بعرقلة سير عملية اختيار الموظفين في الإدارة الجديدة، علما بأن هذا الادعاء صحيح.

وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكي يعرقل بنفسه هذه العملية، حيث يطالب بأن لا يتم انتقاده من قبل الموظفين المحيطين به بعد أن يتم تعيينهم، وهو ما لا يتماشى مع تطلعات الجمهوريين. كما يقترح ترامب ترشيح شخصيات من عالم الأعمال مع ضرورة فرض رقابة على تضارب المصالح بينهم.

وتجدر الإشارة إلا أن دونالد ترامب عين ضمن إدارته عدة شخصيات من بينهم جنرالات وأصحاب بنوك وأشخاص مشكوك في مؤهلاتهم، على غرار صهره جاريد كوشنر، الذي عينه مستشاره الخاص، وأوماروسا مانيغولت، المرشحة السابقة لتنشيط برنامج " تلفزيون الواقع" والتي عينها في مكتب الاتصال العام التابع للبيت الأبيض.

وفي الختام، بينت الصحيفة أن هناك شكوكا تحوم حول أهلية وزراء ترامب، فقد عين ريك بيري وزيرا للطاقة على الرغم من أن هذا الأخير قد تعهد سابقا بإلغاء هذه الوزارة. كذلك، عين ترامب الملياردير الأمريكي سكوت بروت رئيسا لوكالة حماية البيئة علما بأنه من المناهضين لاتفاقية باريس للمناخ.

والجدير بالذكر أن الاستقالات قد تتالت في إدارة ترامب مما سبب شغورا في بعض المناصب.
التعليقات (0)