ملفات وتقارير

هكذا ينظر الشباب الفلسطيني لـ"معركة" الأقصى الأخيرة

رضخ الاحتلال لانتفاضة الأقصى وتراجع عن إجراءاته - أ ف ب
رضخ الاحتلال لانتفاضة الأقصى وتراجع عن إجراءاته - أ ف ب
بشكل متواصل ومتصاعد، يعمل الاحتلال على تهويد مدينة القدس ويسعى لفرض سيطرته على المسجد الأقصى، فيما شهدت الأسابيع الثلاثة الماضية معركة حاسمة نجح فيها أهل القدس في إجبار سلطات الاحتلال على التراجع عن إجراءاتها الأخيرة المتمثلة بوضع بوابات إلكترونية وكاميرات مراقبة وممرات معدنية للتحكم بكل من يدخل للأقصى.

اقرأ أيضا: الأقصى مفتوح والاحتلال يواصل التفتيش على بواباته (شاهد)

ومثلت "معركة" الأقصى الأخيرة" وما حققه الفلسطينيون وخاصة الشباب منهم، نموذجا في مواجهة اعتداءات سلطات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة بحق المسجد الأقصى. وقد استطلعت "عربي21" آراء وتقديرات شبان فلسطينيين من مناطق مختلفة حول أحداث الأقصى الأخيرة.

إجراءات ظالمة

"كنت أتابع الأخبار أولا بأول، وما يجري من أحداث متسارعة، وقلبي يبكي على الأقصى بسبب ما يحدث له من تهويد ممنهج على يد الاحتلال".. هكذا كان حال الشاب الفلسطيني محمد أبو العلا، من غزة، حيث تمنع "إسرائيل" أهل قطاع غزة من الوصول لمدينة القدس المحتلة.

وأردف قائلا لـ"عربي21": "لكني شعرت بالفخر والسعادة عندما تمكن أهل القدس الشجعان، الذين لم يتركوا المسجد الأقصى وحيدا ورفضوا بقوة إجراءات الاحتلال الظالمة، من الدخول للصلاة في المسجد الأقصى بعد إزالة البوابات الإلكترونية".

اقرأ أيضا: الفلسطينيون يدخلون الأقصى وسقوط جرحى بمواجهات (شاهد)

ودعا أبو العلا، الذي عبر عن حزنة لعدم تمكنه من الوصول للمسجد الأقصى للصلاة فيه، الشباب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده للعمل على "فضح ظلم وافتراءات الاحتلال بحق المسجد الأقصى عبر جميع الطرق القانونية المتاحة"، مشددا على أهمية "مقاومة العدو الصهيوني من أجل حماية الأقصى ومدينة القدس".

تغيرات كبيرة

بدوره، قال أمين ذياب، وهو ناشط طلابي فلسطيني في جامعة تل أبيب: "نحن أهل الداخل الفلسطيني المحتل نعتبر أنفسنا خط الدفاع الأول عن المسجد الأقصى؛ إلى جانب المقدسيين الذين يتعرضون للكثير من التضييق والظلم وسياسات الخنق من قبل السلطات الإسرائيلية".

وأشار في حديثه لـ"عربي21"، إلى وجود "تأثير كبير للشباب على عائلتهم، فحدث أن جاءت عائلات بأكملها وكان من ضمنهم أطفال وشيوخ؛ لترابط دفاعا عن الأقصى"، مضيفا: "مما لم يكن مستغربا، تفاعل أهل الخير من الداخل المحتل بشكل كبير ومتنوع مع أحداث الأقصى".

اقرأ أيضا: #القدس_تنتصر .. فرحة عربية وانتقاد للحكومات (شاهد)

ولفت ذياب إلى أن "دائرة الرباط توسعت بشكل كبير خلال المعركة الأخيرة، وبرز الحس بالمسؤولية تجاه الأقصى عند معظم الأفراد وخاصة الشباب"، موضحا أن "الفلسطينيين في الداخل تفاعلوا مع الأحداث بشكل فاق التوقع، وهو ما لم نره عند القادة السياسيين في الداخل المحتل".

وأضاف: "لم نحتج لأي محرك أو دعوة تدفعنا من أي حزب أو قيادة، بل الجماهير عاتبت قياداتها على التقصير في حجم التفاعل، حتى أن الشارع وحده هو من قاد هذا المشهد التاريخي"، منوها إلى أن "ما حدث يشي بتغيرات كبيرة على حجم الوعي والمسؤولية عند أبناء الداخل، ويبشر بالخير الكثير في أي أحداث قادمة"، وفق تقديره.

اقرا أيضا: في اليوم التالي لأزمة الأقصى.. أيام صعبة تنتظر نتنياهو

حجر الأساس

من جانبه، أشاد محمد أبو جراد بـ"صمود المقدسيين المرابطين في المسجد الأقصى، والذي كان له الأثر الكبير في تراجع الاحتلال عن إجراءاته الأخيرة"، مؤكدا أنهم "ضربوا أروع الأمثلة في التضحية والقدرة على الصمود في وجه جيش الاحتلال المنظم والذي يمتلك أحدث الأسلحة، في المقابل أهل القدس المدنيون يدافعون عن شرفهم وشرف الأمة بصدورهم العارية".

اقرأ أيضا: المقدسيون يحتفلون.. ودعوة لصلاة "جامعة" في الأقصى (شاهد)

وأضاف لـ"عربي21": "أهل القدس والمرابطون في الأقصى تمكنوا من هزيمة الاحتلال، بالعزيمة والإصرار على عدم التنازل عن حقهم، وبدون دعم من دولة أو حزب أو حتى الاستعانة بالضغوط الدولية أو الاجتماعات العربية الهزيلة"، وفق قوله.

ورأى أبو جراد، أن الشعب الفلسطيني؛ "وحده، وبوحدته، هو القادر على خوض معركة التحرير ومواجهة الاحتلال"، مضيفا: "لقد منحنا أبطال المسجد الأقصى والمرابطون فيه الأمل في استرجاع الحقوق بأبسط الوسائل، وأعتقد أنهم عنوان لمرحلة جديدة عنوانها: تحرير الأقصى بات قريبا".

وعبر عن أسفه الشديد "مما رأيناه من بعض القيادات وبعض زعماء العرب الذين استغلوا نضال وصمود هؤلاء الشباب الأبطال لتلميع وتمجيد أنفسهم ونسب هذا الانتصار المرحلي لهم"، كما قال.

اقرأ أيضا: هكذا تسابق زعماء عرب لـ"تبني" انتصار الأقصى.. أين الحقيقة؟

ورأى أحمد طلبة؛ أنه "عند الحديث عن انتصار المقدسيين في معركة الأقصى، يجب الإشادة بعنصر الشباب أولا وأخيرا؛ والذين كانوا حجر الأساس في المعركة مع جنود الاحتلال في باحات المسجد الأقصى وعلى أعتابه".

وأكد لـ"عربي21" أن هذا "الانتصار يؤكد على الدوام قوة الكلمة والصمود أمام السلاح الإسرائيلي، ويجدد التأكيد أيضا على أن الكلمة الفصل في أي معركة مع الاحتلال ستكون للفلسطينيين"، مضيفا: "لعل هذا الانتصار يقوي شوكة المقدسيين في أي مواجهات قادمة".

اقرأ أيضا: "الشاباك": 3 سيناريوهات مرعبة إذا استمر التصعيد بالأقصى

ونوه طلبة إلى أهمية أن "يُدرّس صمود المقدسيين بكل تفاصيله للشباب الفلسطيني أينما وُجدوا، من أجل الوقوف في وجه المخططات الإسرائيلية"، مشددا على أهمية "الضغط على القيادة الفلسطينية لتوحيد الصف الداخلي الذي شتته انقسام السنوات العشر".
التعليقات (0)