نشرت صحيفة "الموندو" الإسبانية تقريرا؛ تناولت فيه سعي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لخصخصة الحرب في أفغانستان، لتجنب إرسال وحدات جديدة من القوات الأمريكية إلى أرض المعركة.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن أبرز مستشاري ترامب سوف يشرفون على دراسة هذه الاستراتيجية، بينهم صهره جاريد كوشنر، وابنته إيفانكا ترامب، وكبير مستشاريه ستيف بانون. وهذه الإستراتيجية تهدف إلى إشراك الشركات الأمنية والمرتزقة في الصراع لمحاربة المتطرفين في أفغانستان.
وأضافت الصحيفة أن هؤلاء المستشارين عينوا اثنين من
المرتزقة المعروفين، إلى جانب مجموعة من رجال الأعمال، لإنشاء الخطة الهادفة إلى لجذب الشركات العسكرية الخاصة لتولي مهمة الولايات المتحدة في أفغانستان. أما القوات الأمريكية فهي تتكفل بتدريب قوات الأمن الأفغانية وقيادة العمليات العسكرية في المنطقة.
وبينت الصحيفة أن أحد هؤلاء المرتزقة، إريك دين برنس، هو مؤسس شركة
بلاك ووتر، الذي تم طرده من أفغانستان من طرف الرئيس الأفغاني السابق، حامد كرزاي. واكتسب برنس سمعته السيئة خلال قتاله إلى جانب الجيش الأمريكي في حرب العراق، حيث وجهت إليه تهمة قتل المدنيين العزل، فضلا عن ارتكاب جرائم حرب.
أما المرتزق الثاني، ستيفن فاينبيرغ، فهو صاحب الشركة العسكرية الخاصة داين كورب الدولية، التي تعتبر من بين إحدى الشركات الأمنية الخاصة الرائدة في العالم.
وذكرت الصحيفة أن كلا من برنس وفاينبيرغ عملا على إنشاء خطة عسكرية ناجعة وأقل كلفة. وفي هذا الإطار، سيقوم المتعاقدون، بالذهاب إلى أفغانستان لمحاربة كل من طالبان وتنظيم الدولة، وهي خطة سبق وأن تم عرضها على البنتاغون.
وأفادت الصحيفة أن فاينبيرغ هو الشخص الذي حرص على عرض هذه الخطة على وزير الدفاع الأمريكي، جيم ماتيس، الذي أصغى إليه باحترام لكنه لم يبد دعمه للخطة؛ لأن مستشار الأمن القومي لترامب، هربرت مكماستر، يعمل على إعداد خطة عمل جديدة حيال هذه المسألة.
ولم يتم الإعلان عن هذه الاستراتيجية حتى الآن، لكن من المتوقع أن تتضمن زيادة في القوات القتالية لواشنطن، بالإضافة إلى هزيمة الإرهابيين، وذلك وفقا لما صرح به ماتيس.
وأوضحت الصحيفة أنه في حال وافق ترامب على هذه الاستراتيجية الجديدة، فلن تكون هذه المرة الأولى التي تستخدم فيها واشنطن المرتزقة في مناطق القتال. ولكن، بالنظر إلى النتائج السلبية التي أدت إليها هذه الإستراتيجية في جمهورية لاوس الآسيوية خلال حرب الفيتنام، أو في حرب العراق، فإنه من غير المحتمل أن يوافق ترامب على خصخصة الصراع في أفغانستان.
وأشارت الصحيفة إلى أن بعض هذه الشركات العسكرية الخاصة، على غرار شركة بلاك ووتر، قد ارتكبت العديد من الجرائم في العراق، إلا أنها نادرا ما تحاسب أمام القانون. وفي هذا السياق، نددت منظمة حقوق الإنسان بانتهاكات هذه الشركات ضد السكان المحليين، وهي تجاوزات يعود تاريخها إلى أيلول/ سبتمبر 2007 في بغداد، حيث قتل حوالي 17 مدنيا على أيدي المرتزقة التابعين لبلاك ووتر.
وأفادت الصحيفة أن برنس قد أعرب، منذ شهر أيار/ مايو الماضي، عن اعتزامه مواصلة خصخصة الحرب لفائدته؛ قدر المستطاع، معتبرا أن السبيل الوحيد لإنهاء الصراع في أفغانستان يكمن في تعيين نائب للرئيس للإشراف على البلد، إلى جانب استخدام وحدات عسكرية خاصة، وذلك للقتال في الثغرات التي خلفتها القوات الأمريكية بعد انسحابها من العراق سنة 2014.
وذكرت الصحيفة أن هذه الاستراتيجية تهدف إلى خفض سلطة حكومة الرئيس الأفغاني أشرف غني في البلاد. وبالتالي، ستكون قوات الأمن الأفغانية مرة أخرى تحت سيطرة واشنطن لمواصلة تدريبها. وبناء على ما صرح به المتحدث باسم طالبان، ظبي الله مجاهد، فإنهذه العملية ستعطي قوة إضافية لحجج طالبان، وتثبت أن "كابول في أيدي محركي الدمى الأجانب".
وأشارت الصحيفة إلى أن ثروة إريك دين برنس قد شهدت نموا هائلا، منذ تخليه عن قيادة شركة بلاك ووتر. وأبرم برنس عدة عقود مع وزارة الدفاع الأمريكية في الشرق الأوسط وأفريقيا، ليضيف بذلك إلى رصيده جملة من العقود الأخرى التي تمت في كنف السرية مع دول من هذه المناطق. فعلى سبيل المثال، في سنة 2010، تم تكليفه بتجهيز وتدريب جزء كبير من جيش الإمارات العربية المتحدة.