حول العالم

"كعك العيد" عادة مصرية متجذرة منذ آلاف السنين

مناسبات صناعة الكعك تتوارثها الأجيال المصرية منذ آلاف السنين- أ ف ب
مناسبات صناعة الكعك تتوارثها الأجيال المصرية منذ آلاف السنين- أ ف ب
يعتاد المصريون التجمع على وجبة رئيسية صباحية، عقب صلاة عيد الفطر، حول طبق الكعك الذي يضم صنوفا أهمها: الكعك، والبسكويت، والغُريبة، والبيتي فور. 

ومن عادة المصريات صناعة كعك العيد بالمنزل، حيث تجلس الأمّ، وتعاونها بناتها وجاراتها، مُتجاورات حول طاولات خشبية، ويتفنّن في صناعة أشكال مختلفة من الكعك، ثم يقمن بخبزه على نار هادئة في فرن منزلي أو فرن المخبز. 

وبعض السيدات يذهبن للمخبز لإعداد الكعك؛ "حتى لا نتعب في العجن والتشكيل والتسوية"، وفق قول سيدة أربعينية من الجيزة فضلت عدم ذكر اسمها.

واستعدت متاجر الحلويات منذ منتصف شهر رمضان، بعرض كميات من كعك العيد، لتلبية حاجة الزبائن مع مختلف أصناف الحلويات.  

شاهد أيضا: كاريكاتير "كعك العيد" في مصر

ورغم الظروف الاقتصادية التي جعلت أسعار مستلزمات الكعك ترتفع قليلا عن العام الماضي، وقلة كميات الشراء والبيع والصناعة، إلا أن الابتسامة ترافق السيدات وصناع كعك العيد. 

ويقف صاحب مخبز غربي القاهرة، رمضان السيد علي (62 عاما)، متحدثا عن بهجة كعك العيد والسيدات يذهبن ويجئن، منهنّ من يسلمن للمخبز مقادير الكعك ومنهنّ من يساعدن مع أطفالهنّ في تشكيل العجين، والبعض الآخر يتسلمن الكعك بعد تسويته. 

ويسترجع "علي" ذكرياته، وهو يتحدث عن فرحته بصناعة الكعك مع أسرته منذ طفولته، قائلا: "بالنسبة للكعك والبسكويت.. هذه عادة وجدناها من زمن". 

وذكرت دراسة لأستاذ الآثار والفنون الإسلامية بكلية الآثار في جامعة القاهرة، علي الطايش، أن "أول من اهتم بصناعة الكعك بصورته الحالية، كانت الدولة الطولونية (868-904م)، إلا أنها ازدهرت في عهد الفاطميين (909-1171م)، حتى إنهم أنشأوا ديوانا حكوميا، يختص فقط بكعك العيد أطلقوا عليه اسم "دار الفطرة"، وكانوا يستعدون لصناعة الكعك من شهر رجب حتى النصف الثاني من رمضان، عن طريق أكثر من 100 عامل". 

اقرأ أيضا: أسواق غزة عشية العيد.. بضائع متوفرة وجيوب خاوية (صور)

وأشارت الدراسة إلى أنه "في عهد المماليك (1250- 1517م)، كان الأمراء يوزعون الكعك على الفقراء والمتصوفين وكانوا يعتبرونه صدقة، خاصة من مدرسة الأميرة "تتر الحجازية" بحي الجمالية وسط القاهرة، التي كانت توزع الكعك الناعم والخشن على الموظفين، قبل أن يتطور الأمر لتبادل سكان مصر حينها الكعك كهدايا ويتنافسون بإجادته". 

ورواج صناعة الكعك في عيد الفطر، دفع المماليك إلى إنشاء سوق يطلق عليه "الحلاويين" داخل باب زويلة وسط القاهرة، حيث تعرض محاله أجود أصناف الكعك خلال العشر الأواخر من رمضان، وفق وصف الدراسة. 

ويصنع الكعك وينقش بقوالب مختلفة، حيث يحتوي متحف الفن الإسلامي بالقاهرة، على هذه القوالب منها ما هو مكتوب على بعضها عبارات مثل: "كل هنيا" و"كل واشكر" و"كل واشكر مولاك" و"بالشكر تدوم النعم".

اقرأ أيضا: كعك "مرعش" تقليد تركي عثماني خاص بأيام العيد

وفي السياق، أظهرت برديات ونقوش في تاريخ مصر الفرعوني، تقديم زوجات الملوك الكعك للكهنة القائمين على حراسة هرم "خوفو" بالجيزة، في يوم تعامد الشمس على حجرة الملك، وكان يُسمى "القُرَص" حيث كانوا يشكلون الكعك على شكل أقراص. 
التعليقات (0)