سياسة عربية

انقسام قبائل وأحزاب في ليبيا.. من يقف وراء ذلك؟

رفضت السودان وتركيا وقطر الاعتراف بعملية الكرامة التي يقودها حفتر - رويترز
رفضت السودان وتركيا وقطر الاعتراف بعملية الكرامة التي يقودها حفتر - رويترز
انقسم الليبييون كشعب، وكمكونات سياسية، وقبائل وأحزاب، بشأن عملية الكرامة وقائدها اللواء المتقاعد خليفة حفتر، ما بين معارض سياسيا، بورقة السلاح، وآخرون داعمون لها.

وانعكس هذا الخلاف بشكل ظاهر وبين على الحياة الاجتماعية والسياسية في ليبيا، فتمايز الشرق شبه المؤيد للكرامة، عن الغرب، الذي تعلو فيه أصوات الرفض، خاصة من مدينة مصراتة، التي تعارض بشكل شبه تام حفتر وكرامته. بينما يتأرجح الجنوب ما بين تابعين لحفتر، وآخرين معارضين له، إلا أن المعارضة في الجنوب مدعومة من غرب ليبيا، خاصة القوة الثالثة التابعة لوزارة دفاع حكومة الوفاق.

الإسلاميون والثوار

وقفت الأحزاب الإسلامية، عدا التيار السلفي المدخلي، بقوة ضد عملية الكرامة، وعلى رأسها حزب العدالة والبناء، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين الليبية، وحزب الوطن الوطن بزعامة عبد الحكيم بالحاج، وأحزاب أخرى وطنية، كحزب الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا، وحزب التغيير برئاسة جمعة القماطي، وحزب الاتحاد من أجل الوطني، الذي يترأسه رئيس المجلس الأعلى للدولة عبد الرحمن السويحلي.

كما قاتلت ضد قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، تنظيمات أخرى على لائحة الإرهاب وفق تصنيف قرار مجلس الأمن الدولي لها، كتنظيم أنصار الشريعة، والدولة الإسلامية، وتنظيم القاعدة.

 وترى هذه الأحزاب حسب بيانات صادرة عنها، أن حفتر يمثل مشروع العودة إلى حكم العسكر، الذي أطاحت به ثورة شباط/ فبراير، ونكوصا عن التحول الديمقراطي، بينما صنفت التنظيمات المتشددة حفتر بأنه عدو للدين.

رسميا أعلن رئيس الحكومة الليبية عبد الله الثني في السادس عشر من أيار/ مايو 2014، يوم انطلاق عملية الكرامة في بنغازي، أن "زمن الانقلابات قد ولّى"، وأن تحرك قوات تابعة لحفتر باتجاه مدينة بنغازي مخالف لأوامر رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي، التابعة وقتها للمؤتمر الوطني العام.

كما رفضت دول مثل السودان وتركيا وقطر الاعتراف بعملية الكرامة، التي يقودها حفتر، معتبرة أنها انقلاب على سلطة المؤتمر الوطني العام الشرعية، والحكومة المنبثقة عنه.

القبائل

اعتمد اللواء المتقاعد خليفة حفتر على دور القبائل، التي لعبت دورا بارزا، وأعلنت معظم القبائل في المنطقة الشرقية (سعادي وحرابي ومرابطين)، وعدد من القبائل في الغرب والجنوب تأييدها ودعمها لحفتر، مما ساعد على تقوية نفوذه السياسي والعسكرية.

وتعد قبيلة العواقير أبرز القبائل الداعمة لحفتر في برقة شرق ليبيا، وتخلت حتى عن ابن القبيلة المهدي البرغثي بعد أن أعلنت في بيانات عدة تبرئها منه، بسبب انشقاقه عن حفتر متوجها إلى طرابلس للانضمام إلى حكومة الوفاق وتولى منصب وزير للدفاع.

ولعبت قبيلة المغاربة في إجدابيا على رأسها شيخ القبيلة صالح لأطيوش دورا هاما في مساعدة خليفة حفتر للسيطرة على الهلال النفطي، عقب تخليها هي أيضا عن ابنها إبراهيم الجضران الذي كان يبسط سيطرته على الحقول لقرابة أربع سنوات.

وتبرز العديد من القبائل في برقة الداعمة لحفتر من بينها: قبيلة العرفة والعبيد بالمرج، إلى جانب قبيلة الدرسة والعبيدات والبراعصة وأولاد حمد.

أما القبائل المؤيدة والداعمة لخليفة حفتر في المنطقة الغربية فهناك قبيلة الفرجان التي ينتمي إليها حفتر، وجزء من قبائل الزنتان وورشفانة وترهونة، وجزء لا بأس به من قبائل المنطقة الجنوبية.

ضباط

واستعان حفتر في عمليته العسكرية بعدد من الضباط البارزين في عهد القذافي، من بينهم إدريس مادي الذي عينه حفتر آمرا للمنطقة العسكرية الغربية الممتدة من السدادة غربا، حتى الحدود الدولية مع تونس والجزائر، وجنوبا من السدادة إلى الحدود التشادية والنيجيرية، إضافة إلى محمد بن نايل المقرحي قائد اللواء 12 مجحفل المتمركزة قواته في المنطقة الجنوبية.

أقارب

ويعتمد قائد عملية الكرامة خليفة حفتر على مجموعة من الضباط والعسكريين من بينهم مجموعة من أبناء عمومته الذين لم يظهروا في صورة مثل عون الفرجاني الذي تولى مناصب عسكرية عدة في عهد معمر القذافي، وهو أحد مؤسسي عملية الكرامة، بالإضافة إلى نجليه خالد وصدام اللذين يعتبران من الدائرة الأولى له، ويملكان كتائب عسكرية.

ويعد أيضا قائد القوات الجوية لعملية الكرامة صقر الجروشي، الذراع الأيمن ومن المقربين لخليفة حفتر، وأحد مؤسسي العملية، وأيضا رئيس الأركان القوات المسلحة الليبية عبد الرازق الناظوري أحد مؤسسي عملية الكرامة، وقد احتضن قادتها في مدينة المرج حيث مسقط رأسه.

وكسب خليفة حفتر، رئيس مجلس النواب عقيلة صالح لدعمه سياسيا، خاصة بعد أن عيّن عقيلة صالح، بوصفه القائد الأعلى للجيش الليبي، خليفة حفتر قائدا عاما للجيش في بداية آذار/ مارس 2015، واعتراف مجلس النواب المنعقد في طبرق رسميا، بعملية الكرامة العسكرية بقيادة حفتر ضد ما أسموهم بـ"المتطرفين"، حيث اعتبرها عملية شرعية تابعة لرئاسة أركان الجيش الليبي والحكومة الليبية المؤقتة في 17 من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2014.
التعليقات (0)