ملفات وتقارير

لماذا عزز الأسد وحلفاؤه قواتهم على حدود العراق والأردن؟

نظام الأسد دفع بتعزيزات عسكرية إلى الحدود مع العراق والأردن- أرشيفية
نظام الأسد دفع بتعزيزات عسكرية إلى الحدود مع العراق والأردن- أرشيفية
أثارت تحركات قوات النظام السوري والمليشيات الشيعية الموالية لإيران صوب الحدود مع العراق والأردن، تساؤلات عدة حول الهدف من تلك التحركات وإلى حد ممكن أن تعوق تقدم الجيش الحر المدعوم أمريكيا في مناطق يسيطر عليها تنظيم الدولة.

وأعلنت فصائل المعارضة السورية المسلحة، الاثنين، أن تعزيزات ضخمة من جيش النظام السوري مدعوما بفصائل شيعية تدعمها إيران نقلت إلى منطقة صحراوية بدبابات ومعدات ثقيلة قرب حدوده مع العراق والأردن.

ورأى مراقبون أن تحركات جيش النظام والمليشيات، تأتي لقطع الطريق على تقدم قوات الجيش الحر في المناطق الحدودية وصولا إلى محافظة دير الزور السورية.

إقرأ أيضا: قوات الأسد ومليشيات تتحرك صوب الحدود مع العراق والأردن

"الكراسي الموسيقية"

من جهته، قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد السوري المتقاعد أديب علوي، إن "الرئيس الروسي فلادمير بوتين استطاع أن يستدرج الولايات المتحدة الأمريكية إلى مناطق خفض التوتر، بدلا من المناطق الآمنة التي كانت تسعى لها واشنطن".

وأضاف لـ"عربي21" أن "مناطق خفض التوتر هي مناطق قريبة على الحدود مع الأردن وإسرائيل، واستطاع بوتين أن يغري أمريكا ويستدرجها في هذا المثلث، حيث كثفت أمريكا قواتها بهذه المناطق التي هي متواجدة فيها من الأساس  في قاعدة التنف".

وفي حركة تسمى "الكراسي الموسيقية" (القطة والفأر) بين أمريكا وروسيا، يسعى الروس والإيرانيون إلى قطع طريق "الاستدراج" على واشنطن، حيث باشروا بإرسال الجنود والمليشيات منذ أكثر من عشرين يوما، على حد قول عليوي.

وبعد التقدم الذي حققه الجيش الحر المدعوم من التحالف الدولي في المناطق الشرقية، يحاول النظام وحلفاؤه قطع الطريق عليه، لأنه إذا سيطر الجيش الحر على القلمون بعد استعادة شرق السويداء، فإنهم سيصلون إلى منطقة البو كمال.

ولفت عليوي إلى نظام الأسد وحلفاءه هم من يريد السيطرة على البو كمال وصولا إلى دير الزور ليكونوا جزءا من معركة الرقة، سواء وافقت أمريكا أم لم توافق، كما يحاولون قطع الطريق على قوات التحالف من الدخول إلى سوريا من جهة الأردن.

إقرأ أيضا: حسّون يهدّد الأردن.. ويعلق على الحشود العسكرية (شاهد)

حزب الله يدفع بقواته

بدوره، قال المحلل العسكري أحمد الحمادي إن قوات حزب الله وبعض الميليشيات التابعة لإيران وبعد تأمين مناطق القلمون الغربي والزبداني، أعادت انتشار قواتها إلى أماكن جديدة ومنها جنوب درعا والقنيطرة لتأمين محيط العاصمة ولقطع الطريق أمام مناطق أمنة.

وأضاف الحمادي لـ"عربي21" أن " حزب الله دفع بـ12 سرية إلى منطقة البادية لزيادة وتيرة القتال في منطقة السبع بيار لتأمين طريق دمشق بغداد، وقطع الطريق أمام قوى الجيش الحر المدعوم أمريكيا وأردنيا للوصول إلى دير الزور".

وأردف: "بعد أن أعلن حزب الله أن منطقة القلمون آمنة، يريد مع باقي الميليشيات الاشتراك في معارك دير الزور ضد تنظيم الدولة حتى يتم تسويقهم على هذا الأساس".

وأشار الحمادي إلى أن حديث وليد المعلم عن عدم القبول بدخول أي قوة إلى سوريا بدون التنسيق واعتبارها معادية، فقد دفع قوات للجنوب لأن الأردن لا يريد على حدوده منظمات إرهابية وطائفية، وهو معني بالمناورات (الأسد المتأهب) مع بعض الدول التي تحاكي عمليات ضد الإرهاب".

إقرأ أيضا: ما الذي يخيف الأسد.. من مناورات "الأسد المتأهب"؟

وشعر جيش النظام السوري بقلق نتيجة انتصارات حققها الجيش الحر على تنظيم الدولة على مدى شهرين، ما سمح لمقاتليه بالسيطرة على مساحة شاسعة من الأراضي القليلة السكان الممتدة من بلدة بير القصاب الواقعة على بعد نحو 50 كلم جنوب شرقي دمشق على الطريق إلى الحدود مع العراق والأردن.

وقصفت الطائرات الحكومية السورية مواقع مقاتلي المعارضة قرب الحدود مع الأردن والعراق، الثلاثاء الماضي، وفي الأيام القليلة الماضية صعدت أيضا عمليات المراقبة في البادية وقامت بقصف مواقع مقاتلي المعارضة في بلدة بير القصاب.

ولكن مقاتلي المعارضة قالوا إن تقدم جيش النظام السوري وحلفائه المدعومين من إيران قد يخاطر بجعلهم يقتربون من قاعدة التنف بالقرب من الحدود العراقية حيث تعمل قوات أمريكية خاصة وتقوم بتدريب مقاتلي الجيش السوري الحر.

وتقول مصادر مخابرات إقليمية إنه يجري توسيع هذه القاعدة لتصبح نقطة انطلاق للعمليات الرامية إلى طرد المتشددين من محافظة دير الزور بشرق سوريا من جنوب شرق سوريا.

ولكن وجود فصائل من العراق مدعومة من إيران وحزب الله اللبناني في تلك المنطقة أثار قلق الأردن حليف الولايات المتحدة والذي يدعم جماعات معارضة معتدلة.

ويحاول الأردن منذ فترة طويلة منع سقوط جنوب سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة في يد تنظيم الدولة.
التعليقات (0)

خبر عاجل