شكل تزايد حالات الاغتيال في محافظة
كركوك العراقية مؤخرا، والتي طالت شخصيات سياسية وإدارية مهمة في المدينة، تساؤلات ملحة عن الجهات التي تقف خلفها، ولاسيما أن غالبيتها سجلت ضد مجهولين.
وكان آخرهم معاون مدير شركة غاز الشمال محمد يونس، وأحد عناصر حمايته، الثلاثاء الماضي، اغتيل بإطلاق نار من مسلحين مجهولين جنوب المحافظة، أثناء توجهه إلى مقر عمله في الشركة قرب نقطة تفتيش أمنية، جنوب كركوك.
ووفقا لتقارير نشرتها مواقع محلية، فإن كركوك ذات الخليط السكاني من الكرد، والتركمان، والعرب، شهدت اغتيال 52 شخصية سياسية وصحفيا ومواطنا ورجل دين في حوادث غامضة متفرقة منذ حزيران/ يونيو 2014، وحتى بداية العام 2017.
وشملت
الاغتيالات، محمد خليل الجبوري رئيس الكتلة
العربية في مجلس محافظة كركوك وزوجته، والقاضي إبراهيم خميس الرئيس السابق لمحكمة الجرائم الكبرى في كركوك، والمقدم آيدن رفعت مسؤول وحدة الاستخبارات في كركوك.
إقرأ أيضا: هجوم لـ"داعش" على قاعدة بها مستشارون أمريكيون في كركوك
وضمت القائمة أيضا، أحمد المطلك مدير القسم الميكانيكي في شركة نفط الشمال، وكمال محمد نائب لجنة تنظيمات "قره هنجير" للاتحاد الوطني الكردستاني، وإبراهيم أحمد إمام وخطيب مسجد الصادق الأمين، ومحمد ثابت مدير إذاعة بابا كركر.
ووقعت قبل ذلك سلسلة اغتيالات وراح ضحيتها ضحايا عدة من المكون العربي، منهم شيخ عشائر العبيد، عبد الله سامي العاصي، والشيخ حسين علي صالح العاني، أمام مرأى ومسمع القوات الأمنية، حسبما أعلن النائب خالد المفرجي في وقت سابق.
"اغتيالات سياسية"
ومع تنامي تلك الظاهر، فقد أعلنت لجنة الأمن والدفاع النيابية في حديث لـ"
عربي21" أن "اللجنة بصدد التحقق من الجهات الأمنية في المحافظة عن أسباب تردي الوضع الأمني والجهات التي تقف وراء الاغتيالات".
وقال عضو اللجنة حامد المطلك، إن "الأمر يستدعي تحركا من النواب عن المحافظة والبرلمان العراقي بشكل عام، للتحقق مما يجري في المحافظة المهمة التي تمثل خليطا عرقيا وسياسيا".
ووصف النائب العراقي، تلك الاغتيالات بأنها ذات أبعاد "سياسية وعرقية"، طالت شخصيات من المكون العربي، وتستهدف مكونا بعينه لدفعه إلى النزوح من المحافظة، مؤكدا أن اللجنة ستبحث في الأمر في أول لقاء لها لبحث خطورة الأمر.
وحاولت "
عربي21" جاهدة التواصل مع شخصيات رسمية عن المحافظة، وأخرى تمثل مختلف المكونات القومية في كركوك، لكنها لم تفلح في ذلك.
إقرأ أيضا: ماذا يعني رفع علم إقليم كردستان العراق فوق محافظة كركوك؟
وكانت وزارة الداخلية العراقية أعلنت، الخميس الماضي، أنها وجهت الجهات المعنية بتشكيل لجنة تحقيقية واستدعاء المسؤولين الأمنيين من كركوك على خلفية تنامي الاغتيالات التي شهدتها المحافظة في الآونة الأخيرة.
وقال المتحدث باسمها، العميد سعد معن، إن "الوزير قاسم الأعرجي أمر بتشكيل لجنة تحقيقية واستدعاء مديري شرطة واستخبارات كركوك من أجل الوقوف على التداعيات والأسباب الحقيقية وراء عمليات الاغتيالات بالمحافظة بين فترة وأخرى".
وأشار إلى أن "المحافظة شهدت في الآونة الأخيرة عمليات اغتيال طالت العديد من المسؤولين في المحافظة، فضلا عن شخصيات سياسية وأمنية تابعة لمؤسسات الدولة في المدينة، وآخرها جريمة اغتيال معاون مدير شركة نفط الشمال".
وأوضح المتحدث باسم الوزارة أن "استدعاء المسؤولين الأمنيين من كركوك هو أيضا لتقييم الوضع الأمني بشكل عام في المحافظة وتشخيص مواطن الخلل ومعالجتها لتحقيق الأمن والاستقرار لمواطنيها".
إقرأ أيضا: "نفط كركوك" يشعل الأزمة بين الأكراد.. ما علاقة المالكي؟
وعلى الصعيد ذاته، فقد عثرت القوات الأمنية في كروك على جثث خمسة رجال مجهولي الهوية، في قرية زردي التابعة لناحية ليلان جنوب شرقي المحافظة، وقد بدت عليها آثار إطلاق النار.
كما عثرت قوة من الشرطة على جثث ثلاثة رجال مجهولي الهوية في منطقة شوراو، شمالي كركوك، حيث بينت أن الجثث كانت مرمية في أحد الوديان وتعود لفترة سابقة وكانت مقيدة الأيدي ومعصوبة الأعين.
وخلال شهر شباط/ فبراير من العام الجاري، عثرت قوة أمنية كردية، على أربع جثث متفسخة مجهولة الهوية ملقاة في حفرة قرب قرية قرهنجير شمال المحافظة الغنية بالنفط.
يشار إلى أن محافظة كركوك يديرها، حزب الاتحاد الكردستاني برئاسة جلال الطالباني، إذ أن المحافظ نجم الدين كريم هو أحد أعضاء المكتب السياسي للحزب، فيما تمسك قوات البيشمركة مع الشرطة المحلية بزمام الأمن في المحافظة.