أطلق المعتقلون بسجن العقرب رسائل استغاثة لإنقاذهم من سوء المعاملة والحرمان من الطعام والدواء، إلى جانب تكدس السجناء في الزنازين الانفرادية المخصصة لشخص واحد.
ونشر مركز النديم لمناهضة العنف والتعذيب، عبر فيسبوك، رسالة استغاثة من معتقلي عنبر العزل في سجن العقرب.
وجاء في الرسالة: "يصر الضابط (محمد حسن ) أن يسكن النزلاء كل ثمانية أفراد في زنزانة واحدة مع العلم أن الزنازين كلها انفرادية، ولا تتسع لأكتر من اثنين على الأكثر، ومع ذلك يصر على تسكين ثمانية أفراد في الزنزانة نفسها، مما يعرض النزلاء لحالات اختناق شديدة ويتعسف معهم جدا في العلاج".
وتابع المركز: "برغم من أن اثنين من
المعتقلين مصابان بالربو ومعرضان للموت في أي لحظة، وعند اعتراض النزلاء لضابط العنبر (محمد حسن) قائلين له: الناس معرضه للموت، قال لهم بالحرف: أنا عايز أموتكم، أنتم موتوا واحنا هانشيل اللي يموت وهنجيب غيره".
وأضاف: "لا يقوم الضابط بإدخال أي طعام إلى العنبر سوى رغيف ومعه 50 جراما من جبن بيضاء في اليوم لكل سجين، كما تصر الإدارة على عدم إدخال العلاج أو علاج المساجين في عيادة السجن، بالإضافة إلى أن المجاري في السجن مسدودة منذ أكثر من سنة، والبدروم تحت الزنازين مليء بمياه المجاري، مما يتيح بيئة حاضنة للحشرات والأمراض والميكروبات، وخاصة الناموس الذي أصبح كالطاعون في الزنزانة، ولا تقبل إدارة السجن بإصلاح المجاري ولو حتى على حساب المساجين".
واختتمت الاستغاثة التي نقلها مركز النديم: "أغيثونا قبل أن نموت داخل عنبر العزل بسجن العقرب".
وهذه ليست الاستغاثة الأولى التي يتداولها الأهالي والمنظمات الحقوقية، فقد أكدت سناء عبد الجواد، زوجة القيادي الإخواني المعتقل محمد البلتاجي، ووالدة أنس البلتاجي المعتقل انفراديا منذ أربع سنوات، أن الزيارة لا تزال ممنوعة عن سجن العقرب وأنه يحدث هناك "موت بطيء".
أما الحقوقية عايدة سيف الدولة، فعلقت على استغاثة عنبر العزل التي نشرها مركز النديم قائلة: "لو لم يكن متأكدا من إفلاته من العقاب ومن أن في السلطة من يحميه؛ لما كان للضابط محمد حسن أن يمارس هذا الإجرام دون أن يُقدم إلى المحاكمة".
وأكدت أيضا مريم مراد، ابنة القيادي بحزب الحرية والعدالة: "كل المعلومات اللي بتجيلنا عن #مقبرة_العقرب? هي إن الزيارات هتفضل مقفولة لبعد رمضان وإن بقالهم أيام من غير أكل وماية ومجردينهم من كل حاجة، آخر مرة عملوا فيها حملة التجويع ديه اتنين توفوا والكل حالته الصحية كانت صعبة جدا ووالدي فقد 25 كيلو، المرة دي مفيهوش حيل يخس ولا حتى 5 كمان، محتاجين مشاركات ونشر عن الموضوع قبل ما نسمع خبر حد يا ريت".
وقالت منى إمام زوجة القيادي عصام الحداد: "قالوا لهم إن الزيارة هتفضل مغلقة لبعد رمضان، الناس بتموت جوا، ما كلوش بقالهم أيام ومفيش ماية عندهم، تجريدات لكل حاجة، كان في جلستين الأسبوع اللي فات جاتلي منهم أخبار تقطع قلب الكافر، ملخصها إنهم بيموتوا ! إيه الحل؟!.. هذا هو آخر أخبار #مقبرة_العقرب كما كتبت إحدى الأمهات!".
وتابعت: "أيضا يبدأ الشهر الثامن منذ آخر مرة رأيت فيها زوجي الدكتور #عصام_الحداد وابني #جهاد_الحداد! ولا نعلم عنهم أي شيء منذ سبتمبر الماضي!".
وتساءلت: "إيه الحل؟! #انتفاضة_السجون كما في فلسطين المحتلة؟1600 سجين في إضراب عن الطعام مع تضامن شعبي واسع، وحملة #مي_و_ملح من كل أحرار العالم؟! أليست هذه سلطة احتلال وربما أسوأ؟".
وقالت آلاء أحمد: "سياسة القتل بالتجويع: تقوم إدارة العقرب بمنع الطعام عن المعتقلين وتقديم طعام السجن الحمضان، وغلق الكافتريا التابعة للسجن الذي يبيع الطعام للمعتقلين بثمن باهظ أيضا".
وطبقا لشهادات الأهالي، فقد تم منع الزيارات بسجن العقرب (جنوب القاهرة) منذ 10 نيسان/ إبريل الماضي، مع منع خروج أي معتقل إلى جلسات المحاكمة أو عرض النيابة أو جلسات العلاج والفحوصات المقررة مسبقا.
ومنذ آذار/ مارس الماضي تصاعدت
الانتهاكات في سجن العقرب، حيث كشف الأهالي وجود تعنت في علاج المعتقلين وتكديرهم ومعاقبتهم بشكل متواصل، مع ممارسة سياسة التجويع بتقديم أطعمة متعفنة وفاسدة للمعتقلين، ومنع أي أطعمة من الأهالي، ثم ختمتها السلطات الأمنية حاليا بالإغلاق التام، ومنع أي زيارات أو ترحيلات أو علاج أو عرض على النيابة طبقا للأهالي.