أعلنت شركات عقارية كبرى عن طرح مشاريع بمليارات الدولارات في
الإمارات، خلال العام الحالي، وسط حالة من التفاؤل مع تعافي أسعار
النفط واستقراره أعلى حاجز 50 دولارا للبرميل.
وتدعم أسعار النفط الحالية إلى حد بعيد، خطط إنفاق حكومات الخليج على المشاريع العقارية.
وقال مسؤولون في شركات عقارية، على هامش معرض سيتي سكيب أبوظبي الذي عقد الأسبوع الماضي لمدة ثلاثة أيام، إن السوق العقارية شهدت حالة من الركود في العامين الماضيين، بفعل النفط لكنها ستعاود الانتعاش مجددا بعد استقرار سعر الخام.
ووفقا للإحصائيات والأرقام المتاحة، بلغ إجمالي قيمة المشاريع المعلنة في اليوم الأول من معرض سيتي سكيب، أكثر من 20 مليار درهم تساوي 5.5 مليار دولار تتوزع بين إمارة أبوظبي ودبي ورأس الخيمة، وتركز معظمها على الإسكان المتوسط.
مناخ إيجابي
وقال كارلو شيمبري، مدير المعارض لدى سيتي سكيب أبوظبي، أن المناخ الإيجابي السائد في السوق مجموعا بالنفقات الحكومية المتوقعة على المشروعات غير النفطية الجديدة، سيساعدان السوق في التحسن وتجنب حصول فائض في العرض في الأسواق.
وتوقع أن تشهد الدورة الحالية من المعرض زيادة كبيرة من حيث عدد المشروعات المعلن عنها، وعدد العارضين المشاركين، مع العدد المتزايد من مشروعات المناطق الحرة التي تفتح فرصا متعددة للمستثمرين.
مشاريع سنوية
قال أبو بكر الخوري، رئيس مجلس إدارة شركة الدار العقارية، إن الشركة تطرح مشاريع سنوية، تتراوح قيمتها بين 3 إلى 4 مليارات درهم تساوي 817 مليون إلى 1.1 مليار دولار.
وأضاف أن المشاريع تأتي تنفيذا لإستراتيجية الشركة التي اعتمدت قبل 4 سنوات، والتي تضمنت التركيز على تنفيذ مشاريع تستهدف أصحاب الدخل المتوسط.
وزاد الخوري، "إن الشركة أطلقت "ذا بردجز" السكني للدخل المتوسط بتكلفة 1.3 مليار درهم (354 مليون دولار)"، لافتا إلى أن الدار تستهدف الوصول بالإيرادات المتكررة إلى 2.2 مليار درهم في 2020.
موافقات نهائية
من جانبه، قال محمد مهنا القبيسي، رئيس مجلس إدارة شركة منازل العقارية، إن الشركة أطلقت أربعة مشاريع جديدة بقيمة إجمالية 4 مليارات درهم تساوي 1.1 مليار دولار، ومن المخطط تنفيذ تلك المشاريع على مدار بين عامين إلى أربعة أعوام.
وكشف عن أن هناك مشروعا جديدا في قطاع الخدمات الصحية بتكلفة استثمارية مليار درهم تساوي 272 مليون دولار في مدينة أبوظبي، ومن المنتظر بدء أعمال البناء بداية العام المقبل بعد الحصول على الموافقات النهائية.
ولفت إلى أن الشركة تخطط لإطلاق مشروع غنتوت بقيمة إجمالية 2.5 مليار درهم تساوي 680.6 مليون دولار، عبارة عن أراض سكنية على البحر للمواطنين والخليجيين فقط.
أعمال توسعة
رامي شهاب، مدير إدارة الاستثمارات بالشركة "الوطنية للاستثمار"، قال إن شركته تخطط للبدء في أعمال التوسعة بمركز المارينا مول في أبوظبي قبيل نهاية 2017، بتكلفة استثمارية تتراوح بين 2.5 إلى 3 مليار درهم تساوي 681 إلى 817 مليون دولار.
وتوقع شهاب أن تشهد السوق العقارية في الإمارات، حالة من النشاط الإيجابي خلال العامين المقبلين، لاسيما مع التعافي من آثار الركود التي خلفها هبوط أسعار النفط.
ويرى شهاب أن استقرار النفط عند مستويات 50 إلى 60 دولارا سيعزز من إنفاق الحكومة على المشاريع العقارية، واستكمال مشاريع البنية التحتية التي تضررت كثيرا في السنوات الماضية مع تراجع سعر الخام.
تباطؤ في البيع
وقال سامح مهتدي، الرئيس التنفيذي لشركة بلووم العقارية، إن شركته أطلقت مشروعا عقاريا جديدا في إمارة دبي، يضم 947 وحدة، لكن من دون أن يفصح عن القيمة الاستثمارية للمشروع.
وكشف مهتدي أن الشركة تعتزم إطلاق مشروع جديد آخر في إمارة أبوظبي خلال شهر أيلول/ سبتمبر المقبل.
ويرى مهتدي، أن هناك تباطؤا في حركة البيع في سوق
العقارات بأبوظبي، وهو ما أثر بشكل كبير على أسعار الإيجارات.
وأشار في الوقت ذاته إلى أن الطلب على العقارات لا يزال موجودا، خصوصا في قطاع الإسكان المتوسط ومنخفض التكاليف.
استقرار الأوضاع
وقال محمد القاضي، الرئيس التنفيذي لشركة رأس الخيمة العقارية، إن الشركة تنوي استثمار 5 مليارات درهم تساوي نحو 1.4 مليار دولار في مشاريع جديدة حتى 2021، منها مشاريع بقيمة 1.7 مليار درهم تساوي 463 مليون دولار سيتم طرحها في العام الحالي.
وأضاف أن الشركة تعتزم التوسع في قطاع المراكز التجارية مع سعيها للتوسع أيضا في إمارة دبي، خصوصا مع استقرار الأوضاع الاقتصادية وظهور بوادر لمشروعات جديدة.
طموح ومبادلة
وقالت شركة طموح للاستثمارات، إنها أطلقت مشروع "الريم داون تاون" على الشواطئ الشمالية الغربية لجزيرة الريم بأبوظبي، ويضم أول سكة حديدية خفيفة ومترو في العاصمة أبوظبي.
فيما كشفت شركة مبادلة للعقارات والبنية التحتية، النقاب عن المخطط الرئيسي لمشروع "أرزنة" الذي يمتد على مساحة 1.9 مليون قدم مربعة، بما يُعادل 580 ألف متر، ويقع بمدينة زايد الرياضية في أبوظبي، دون أن تفصح الشركة عن تكلفة المشروع وموعد بدء الإنشاءات والانتهاء منها.