هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
الحديث عن وقوع حرب بين مصر وتركيا في ليبيا لا يستند إلى أي معقولية منطقية، ولا يعدو حديث السيسي عن التدخل في حال حدوثة عن كونه تدخلا محدوداً. فقد بدا واضحا منذ زمن بعيد أن الجيش المصري لا يمتلك خبرة خوض حرب خارجية، بل إنه كشف عن محدودية في مواجهة تمرد داخلي منخفض الشدة في منطقة محاصرة في سيناء
تضاءل دور حفتر وحجمه كثيرا دون أن يختف من المشهد، رغم محاولات البعض النفخ في صورته. فالقوى الداخلية والخارجية التي اعتقدت في قدرته على "الحسم العسكري" خابت آمالها واهتزت حساباتها
عملية تحرير مدينة سرت اكتسبت أهمية بالغة بعد تصريحات السيسي، بل وأصبحت ضرورية للحفاظ على وحدة البلاد، للتأكيد على أن ليبيا كلها، من شرقها إلى غربها، "خط أحمر" للمرتزقة والقوات الأجنبية الداعمة للجنرال الانقلابي
حققت قوات الجيش الليبي، التابعة لحكومة الوفاق، تقدما سريعا في الأسابيع الأخيرة، في حين خسرت قوات اللواء المتقاعد، خليفة حفتر، قاعدة الوطية الجوية الاستراتيجية أولا، ومن ثم مناطق جنوبي العاصمة ومدن مثل ترهونة وقصر بن غشير وبني وليد..
ما يحدث في ليبيا يأتي في إطار تطورات استراتيجية سابقة من خلال دعم التدخل العسكري الروسي في سوريا، ودعم الانقلاب الفاشل في تركيا، ودعم تنظيمات إرهابية لمواجهة تركيا، والمحاولات المستمرة لضرب الاقتصاد التركي، والحروب الإعلامية ضد تركيا، وما محاولة دفع الجيش المصري للتدخل المباشر بليبيا إلا استكمالا
هل هذا المقال يأتي للدفاع عن التدخل التركي في ليبيا وإعطائه الشرعية؟ بالطبع لا، بل هو محاولة لفهم الوضع الليبي على حقيقته
لعل جملة المصالح الحيوية والحقيقية تجمعهما ولا تفرقهما، بما في ذلك أزمة غاز المتوسط، حيث يصب الاتفاق التركي- الليبي مثلاً في مصلحة مصر وليس العكس
رغم رفض حكومة الوفاق الليبية، للدعوة والحضور تصر جامعة الدول العربية على عقد اجتماع طاريء بخصوص "ليبيا"، وسط تساؤلات، عن دلالة الخطوة وأهدافها، وتأثير النفوذ المصري في الجامعة على قراراتها.
قائد الانقلاب المصري لن يتورع عن التضحية بدماء المصريين ودماء الليبيين على السواء وبدون مقابل.
تبقى النقطة البيضاء المضيئة وسط كل هذا هو دخول تركيا بثقلها في تلك المعادلة من أوسع الأبواب، وبما تملكه من تاريخ وحضور جيوسياسي
مسار الاستقرار وإحلال السلام في ليبيا لا يزال بعيدا، بانتظار صفقات بين تركيا وروسيا بصورة أساسية، وبقية أطراف الصراع الأخرى، لكن المؤكد أن مغامرة حفتر كدكتاتور مفضل وقوي أصبحت من الماضي
دعونا ننتظر رسائل حفتر من تحت الماء
السبب الرئيس لهذه المخاوف هو مصالح الدول الكبرى التي تشارك فعليا في العمليات العسكرية، أو التي تدعم طرفي الصراع بأي طريقة أخرى
نحن أعداء الإخوان والإسلاميين.. حتى لو أدى الأمر إلى تمني انتصار الثورة المضادة في معركة قد تكون الفاصلة، وقد يكون انتصارهم فيها هو الإعلان الحقيقي لنهاية الربيع العربي..
تغرق قاهرة السيسي في الرمال الليبية، ولا أدل عن ذلك من سعيها لنشر شائعة عبور القوات المصرية الحدود وغزوها الجار الغربي
قال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، إن المبادرة التي طرحتها مصر لحل الأزمة في ليبيا أضحت في صلب العمل السياسي العربي والدولي..