هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في كتابه "في ظلال القرآن" تجد نفسك أمام حالة شعورية أخاذة ومذهلة في صفائها، ورقة أسلوبها، وعمق تأملاتها في الحياة والتاريخ والدين، فهو أديب متمكن، ولم أر في جيله من يملك سلاسة أسلوبه وجماله وسحره، ربما يقترب منه طه حسين، لكن قطب متميز فعلا في أسلوبه الأدبي الذي يحرك مشاعرك وعواطفك ويأخذك في بحار من التأملات والتسامي الروحي، فأنت معه لا تقرأ سطورا وإنما يعيش وجدانك حالة روحية، وإن من البيان لسحرا، لذلك يستحيل أن يقرأ سيد قطب أحد ولا يتأثر به، ولا يترك فيه بصمة لا تمحى، وهذا هو العام الأكثر في كتابه "الظلال".
إن بروز الفكر الديني الثوري الشيعي بقيادة الإمام الخميني لم يكن نتاج دهاليز مغلقة، ولا انعكاسًا لتخطيط معتم في أقبية ضيقة، بل كان نتيجة تفاعل تاريخي مفتوح، تشكّل في وضح النهار، وفي قلب مدينة الأنوار باريس، لا في عزلة قم أو نجف ما قبل الثورة.
لعل ارتباط مناهج التفكير بتراث في الإنسانية من المسائل المهمة المتعلقة بمناهج التفكير التي أشرنا إليها أن هذه المناهج تعبر عن عمليات ذهنية بديهية وفطرية يقوم هؤلاء من بعد بتطويرها في أشكال وأساليب ومناهج للتفكير تتعلق بمستويات دنيا للتفكير ومستويات عليا وحينما نرى مناهج التفكير في أبعادها الإنسانية سنجد أن التفكير يتخذ عدة تصنيفات على قاعدة من معايير متنوعة ومتعددة،
بعض مثقفي الحداثة يدركون أن هذه التصرفات تحرجهم، وتحرج بوجه خاص انتماءهم لسياقهم الثقافي، ومع ذلك، يفقدون الجرأة والوضوح الكافي لبيان الفرق بين حرية التعبير وما يندرج ضمنها، وبين الإساءة التي تستهدف هدم أسس الاجتماع وقواعده.
لقد بدأ السوريون، ومعهم عرب كثيرون، يخطّون بخطى مرتجفة واثقة سطور فصل جديد من تاريخهم، حيث لم يعد "الحلم" مجرّد شعار ثوري، بل مشروع حياة، يتشكّل ببطء على أنقاض القهر وركام الخوف. من بين هذا الحلم، تلوح أسئلة الفكر الكبرى التي سبقت الثورات وتفاعلت معها، ثم أعادت صياغة نفسها في ضوء التحولات المتسارعة. فكيف ننتقل من صرخة الحرية في الشوارع إلى مشروع نهضوي متكامل؟ من زخم الاحتجاج إلى بناء العقل الجديد؟
ثمة سؤال مهم انشغل به المثقفون كثيرا لحظة التأصيل للنهضة، لكنهم اليوم أضحوا غير قادرين على طرحه، بسبب ما يترتب عن الجواب عنه من مشكلات تمس أطاريحهم النهضوية، بل وحتى مسلماتهم الفكرية. لماذا فشل التحديث الثقافي في الوطن العربي؟
في دراسة فكرية مطوّلة ونادرة، أعدّتها جماعة "الإخوان المسلمون" بنفسها، تعيد الجماعة الإسلامية الأبرز في العالم العربي قراءة مسألتي العنف والسلمية في فكرها وتجربتها الممتدة، من خلال استعراض تأصيلي وتاريخي يبدأ بمؤسسها الإمام حسن البنا، ويغوص في محطات التحوّل الكبرى التي واجهت الجماعة منذ نشأتها وحتى ما بعد الانقلاب العسكري في مصر عام 2013، متمسكة بخيار السلمية باعتباره خيارًا إستراتيجيًا تأسّس عبر تراكم التجربة لا ردّ فعل ظرفي، رغم ما تعرضت له من بطش وقمع متواصل. وفي هذا السياق، تنشر "عربي21" هذه الدراسة المهمة على حلقات متتابعة، ضمن مبادرتها لفتح حوار فكري وتوثيقي معمّق حول واقع الحركات الإسلامية ومستقبلها في العالم العربي، بما يشمل موقعها في المشهد الإقليمي، وعلاقاتها بالقوى الدولية، وجدلية الدعوي والسياسي في مساراتها المتشابكة.
في زمن تتعالى فيه الأصوات المنادية بإنقاذ الليبرالية من أزمتها البنيوية في الغرب، يُعيد كل من عبد الله العروي وفرانسيس فوكوياما طرح الأسئلة الكبرى حول جدوى هذا المشروع، ولكن من منطلقين متباينين: فالعروي يستدعي الليبرالية كأداة تاريخية للخروج من التخلف، بينما يتمسك فوكوياما بها كعقيدة خلاص أخير من التفكك الديمقراطي. وبينما يرى الأول أن تبني الليبرالية ضرورة "سلفية" للحداثة، يراها الثاني مرجعية "كلاسيكية" يجب العودة إليها لمواجهة التفكك القيمي، ما يجعل من المقارنة بين رؤيتيهما نافذة حيوية لفهم التوترات الكامنة في المشروع الليبرالي بين عالمين مختلفين في التجربة والتطلعات.
محمد صالح البدراني يكتب: الأيديولوجيا، والتنظير، عوامل أساسية لا يقوم بدونها فكر فاعل على الأرض، ولكن عليها أن تتبنى التفكير بما هو مطلوب لصناعة الحياة والمستقبل وليس بتجميد الفكر والإنسان أو جره إلى الماضي والعجز، أو إفراغ الطاقة بتغليب التخلف والعدمية
في مشروع نايف، لا تكون أزمة العقل العربي أزمة مفاهيم مجردة، بل أزمة سلطة مقيمة في بنية الخطاب، في اللغة، في الإعلام، في الدين، بل حتى في الوعي اليومي الذي يتشكل تحت تأثير هذه المنظومات. إن السلطة في نظره لا تحكم فقط بقوة المؤسسات، بل بقوة المعنى الذي تصوغه، وتفرضه، وتحتكره.
بعد أن مررنا مع الجابري في نفق التفكيك النقدي لبنية العقل العربي، نصل الآن إلى ضفة أخرى من المشروع النهضوي، أكثر روحانية وأخلاقية، يمثلها المفكر المغربي طه عبد الرحمن.
المسلسل بدأ إنتاجه عام 2023، وبلغت كلفة إنتاجه 100 مليون دولار بحسب ما أعلنته مواقع صحفية، وتوقف تصويره لأسباب واعتبارات متعددة، وتم تأجيل عرضه، وأثار حينذاك انتقادات واسعة، واعتراضات شديدة، على خلفية بعض مضامينه وتجسيده للصحابة الكرام، وهو ما اعترضت عليه مؤسسة الأزهر في مصر..
يأتي تأسيس المؤسسة في ظل تحولات فكرية وثقافية يشهدها المغرب والمنطقة، تفرض إعادة النظر في أدوات التفكير، وتجديد مقاربات فهم الواقع. كما تعكس هذه المبادرة وعيًا متناميًا بضرورة أن يكون للمفكرين والباحثين دور ريادي في توجيه مسارات التطور المجتمعي، بدل البقاء على هامش الفعل السياسي والاقتصادي..
تُصنف النصيرية (العلوية) في كتب الملل والنحل على أنها فرقة من الفرق الدينية التي انبثقت وتفرعت عن الشيعة الإمامية الإثني عشرية، وتُنسب إلى محمد بن نصير النميري في القرن الثالث الهجري (كان من خواص الإمامين علي الهادي والحسن العسكري)..
نظم منتدى المتوسط للتبادل والحوار ندوة فكرية بمدينة سلا يوم الثلاثاء 18 مارس 2025، جمع خلالها مجموعة من المفكرين والسياسيين في لقاء ثقافي مميز، حيث تمحورت المناقشات حول كتاب "الديمقراطية المسلمة" للباحث الأمريكي البروفسور أندرو مارش، الذي استعرض تطور الفكر الديمقراطي للشيخ راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة التونسية ورئيس مجلس نواب الشعب السابق. وقد أضاء الكتاب على تحول فكر الغنوشي من الديمقراطية الإسلامية المثالية إلى الديمقراطية المسلمة القائمة على التعددية والاحترام المتبادل بين مختلف التوجهات السياسية.
يذكر الباحث سياق حواراته بالشيخ راشد الغنوشي، أي ما بين 2021 و2022، وتحديدا قبل خمسة أشهر من الانقلاب الذي قام به قيس سعيد على المؤسسات السياسية بتونس، ويشير إلى ملاحظة مفارقة، تتعلق تطور فكر راشد الغنوشي، والذي بدل أن يتجه إلى التطرف، بفعل إجراءات قمعية قام بها النظام لإنهاء المستقبل السياسي لحركة النهضة.