هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
انتحل الضيوف الثلاثة صفة صاحب الدعوة، وتصرفوا على أنهم "أصحاب الليلة"، ومن ثم ذهبوا يضعون التسليم بدستور 2014 كشرط لأن يشملوا الإخوان بالدعوة، كما لو كان هذا الدستور فيه حمدين، أو أي من عضوي فرقة "العازفون الثلاثة"!
تم الإعلان عن دعوة النقابات المهنية والعمالية للمشاركة في جلسات استماع خاصة بهم، مما دفع النقابات لصياغة مطالبها وبيان هموم أعضائها، وهنا جاء دور نقابة الأطباء في تقديم ورقة عمل تم تلخيصها في عدة بنود تساهم في رفع شأن المهنة وتحقيق رغبات الأعضاء في نيل حقوقهم المشروعة
قدم أبو الفتوح مشروعا وطنيا يقوم على عدة عوامل، وعند النظر إلى الوراء بعد 10 سنوات من نهاية حملته الانتخابية، نفهم أن أهم عامل قامت عليه أفكار وحملة أبو الفتوح، هو مفهوم العيش المشترك والتحام المصريين ككتلة واحدة، وإقرار وجود الخلافات بين الجميع..
بيئة مأزومة جعلت مسألة فقدان المعايير ضمن هذه الحالة الانقلابية ليست مجرد انقلاب في السلطة أو انقلاب عسكري أو انقلاب سياسي، بل صاحبتها مجموعة من الانقلابات الكبيرة والصغيرة في عالم القيم والأخلاق وفي عالم المفاهيم والكلمات وفي عالم السلوك والممارسات
ما يجري اليوم في مصر هو عملية ارضاء أو استرضاء وتدجين وإعادة من خرجوا غاضبين إلى حظيرة الدولة، أو بمعنى آخر إلى حضن السلطة، بالوسائل المعتادة
الاستبعاد إذاً لم يشمل الإخوان وحدهم، لكنه شمل مصر كلها، إلا من هذا اليسار الوظيفي، الذي يُستدعى للقيام بدور فيلبي، ثم يُركن على رف السلطة فلا تسمع له همساً، ليعود من جديد خادماً في البلاط، ثم يتصور أنه الباشا صاحب العزبة!
ما هو الجديد الذي أجبر السيسي على تغيير روايته من "حوار شامل لا يستثني أحدا" إلى حوار "يستثني فصيلا واحدا"؟
هكذا تحولت 30 يونيو من "ثورة ضد سلطة" إلى "ثورة من أجل سلطة بديلة"، وبعد انقضاء مرحلة الخداع يكتشف الحالمون أنهم سلموا اللص مفاتيح البيت بأيديهم..
عن أي فرصة سياسية يتحدث هؤلاء، وسياسات البطش على ما هي عليه، والموت في السجون جراء التعذيب أو الإهمال الطبي مستمر، والتضييق على المعتقلين في زنازينهم لا يزال يمارس من أجهزة السلطة الطاغية كطقس يومي لم يتغير؟!
لا توجد نية حوار في مثل هذه الظروف، ولا توجد نية لأي مصالحة، وأحكام الإعدام ما زالت تتوالى (آخرها كان منذ عدة أيام)، والموضوع من أوله لآخره ليس أكثر من محاولة لكسب الوقت، لتمر موجة سياسية عالية، ولتجنب أزمة اقتصادية..
صارت الدعوات إلى الحوار مكرورة على مر التاريخ؛ فهذا حوار وطني، وذاك حوار مجتمعي، وثالث حوار قومي ورابع حوار سياسي، وبدت تلك الكلمات كلها بدايات لمعزوفات إعلامية تترافق مع دعوات الحوار تلك
لحين خروج الشعب من القمقم أنصح الجميع بتجاهل هذه الدعوة والتزام الصمت، حتى لا يؤوّل النظام أي تحرك أو تواصل أو تغريدة أو رسالة عبر الإيميل على أنها رغبة وشوق ولوعة من أجل اللحاق بقطار الحوار الذي لا أراه مستعدا للحركة
لم يعد من سبيل سوى تعزيز اللُحمة الوطنية ووحدة الصف والرضى بالخيار الديمقراطي (الذهاب إلى صناديق الاقتراع)، هذا اختبار الشارع ونبض الشارع، أما التحشيد، فإنه موقف للتعبير وليس مقياساً للتقرير بشأن الوطن ومستقبله
ما هي إذن المشكلة التي دفعت السلطة في مصر للدعوة إلى الحوار بغية حلها؟
نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني مقالا للكاتب أسامة أبو زيد تحدث فيه عن حالة الاضطراب السياسي العميق وعدم الاستقرار التي يعيشها السودان منذ انقلاب 25 تشرين الأول/ أكتوبر.
الجماعة الوطنية المصرية مطالبة اليوم بإعادة اللُحمة إلى المجتمع المصري الذي تمزق ترابطه بفعل خطاب الكراهية وتعميق الانقسام والتشرذم، وتوظيف الآلة الإعلامية لتخوين وتكفير أي صوت معارض..