هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
إذا كانت "النكبة" مصطلحا للتعبير عن الحد الفاصل بين وضع سياسي وآخر كارثي ومختلف جذريا، فإن ما تتعرض له مصر من تضييع وخسارة لمياه النيل هو بلا شك "النكبة المصرية"..
أعلنت هيئة مياه ولاية الخرطوم بالعاصمة السودانية، الأحد، عن "انحسار مفاجئ" بالنيل، وخروج عدد من محطاتها النيلية عن الخدمة.
التفسير المنطقي الوحيد لهذه السياسات الخليجية الداعمة لسد النهضة هو قيامها بدور الوكيل الاستعماري لخنق مصر والتحكم الحالي والمستقبلي في نظام الحكم فيها، سواء بوعي أو بدون وعي..
يستطيع السودان بناء سدود على النهر الأزرق، لتوليد الطاقة الكهربائية، كما يستطيع استيرادها من إثيوبيا بأسعار رخصية، وكلف أقل مما تنتجه الشركات السودانية.
إن الخطوة المصرية الأخيرة بإحالة ملف سد النهضة إلى مجلس الأمن، هي إدراك متأخر في الوقت الضائع أن الأمن المائي المصري مهدد بالسياسات الأحادية لإثيوبيا تجاه نهر النيل، التي شجعتها عليها اتفاقية المبادئ واعتقادي أنها لن تجدي.
لم يمهل رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد؛ السيسي وأنصاره 24 ساعة ليكملوا احتفالاتهم بتحقيق نصر دبلوماسي وهمي، تمثل في قبول إثيوبيا العودة للتفاوض تحت مظلة الاتحاد الأفريقي مع تعهدها بعدم ملء خزان سد النهضة بقرار أحادي..
هذه هي المخاطر الحقيقية التي تهدد الأمن القومي المصري.. ولكن ماذا نقول في بلد تعاقب عليه حكام خونة، سلطوا علينا غلمانا لا يرون الخطر الوجودي الذي يهدد ماء النيل.. بل يحذروننا من الطائرات الورقية!
بما أن الشعوب هي الباقية وهي لا ترضى أن يكون مستقبل العلاقات بينها مفعوما بالمشاحنات وسوء النية وإنكار الحقوق والمصالح المتبادلة، كان لزاما أن يتواصل الشعبان المصري والإثيوبي بعضهما مع بعض لإيجاد حالة من التفاهم المشترك.
السد في حال انتهاء منه، لا بد أن يصير حجرا أساسيا في صلب الأمن القومي المصري والسوداني، وحمايته فعل وطني، لأن دماره يعني نهايتهما، دون أن تتأثر إثيوبيا، الواقعه خلفه
في أول تحرك شعبي بأزمة سد النهضة الإثيوبي، شكل مجموعة من المصريين بالخارج "الجبهة المصرية بأوروبا وبالخارج للدفاع عن حقوق مصر بمياه النيل"، والتي تضم عددا من الشخصيات المعارضة والأكاديمية..
السؤال الكبير هو: ماذا يريد النظام من كل هذه الأكاذيب والمناورات الناجحة إلى حد كبير على الشعب المصري، والفاشلة بامتياز على إثيوبيا؟
لقد تعاملت أبواق النظام على أن الشكوى لمجلس الأمن هي خطوة جريئة، وتمثل ضماناً للحقوق التاريخية، وإلزاما لإثيوبيا بالامتثال لصوت العقل والحكمة، مع أن نظامهم سبق له وأن تقدم بشكوى لمجلس الأمن، فلم تعد حقاً ولم تخف خصماً ولم ترتب أوضاعاً..
موقف الرئيس الشهيد الدكتور محمد مرسي الذي قالها صريحة مدوية: "إن نقصت مياه النيل قطرة واحدة فدماؤنا هي البديل"
انتهت الجولة الخامسة من مفاوضات سد النهضة والأعمال مستمرة، والنظام المصري يبحث عن مبررات لا حلول، مبررات إعلامية يرضي بها الشعب أو بالأحرى يسكته ويكيد بها معارضيه، ولتذهب القضية إلى الجحيم وهو ما يستلزم حراكا شعبيا فاعلا لحل الأزمة
حق الدولة المصرية في نهر النيل هو حق مكتسب منذ يوم نشوء مجري النيل قبل 25 مليون عام مضت؛ أضاعها السيسي ووزير الري المصري الذي "تهاون" في حق الشعب المصري تنفيذا لتوجيهات السيسي.. فماذا بعد "إغلاق الممر الأوسط"؟
الحقيقة هم يقولون أي كلام، وستقدم إثيوبيا على ما تريد، وسوف يردون بمزيد من الهجوم على تركيا وقطر!