هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
استذكر نشطاء لحظة رحيل رأس النظام المصري السابق، محمد حسني مبارك، يوم الحادي عشر من شباط/ فبراير عام 2011 بالتأكيد على قوة الميدان، وقدرة المصريين على التغيير.
إننا أمام "قادة سياسيين" بحاجة ماسَّة إلى الإلمام بأبجديات السياسة، ويعني أن هذه "النخبة السياسية" لا تعرف ماذا تريد، على وجه التحديد! ويعني أنها تدين نفسها بالخيانة العظمى، بينما تعتقد أنها تقوم بعمل "وطني" عظيم..
الثورات التي هزت التاريخ في مختلف العصور جرت كلها على ذات المنوال... الشعوب تثور عندما تعود إليها حاسة الإحساس والشعور بعد أن فقدتها نتيجة الركود والجمود..
لقد خلعنا مبارك، رغم أنفه، ورغم أنف مجلسه العسكري، ورغم أنف حلفائه الدوليين والإقليميين، وما زالت المنطقة حتى اليوم تعاني تبعات خلع مبارك..
لا بد من وجود مشروع تغيير أو ثورة واضحة ومحددة المعالم، تقودها طليعة وطنية واعية مخلصة منزهة عن الأهواء والمطامع. يعمل الإعلام في إطار هذا المشروع الواضح بخطاب سهل الاستيعاب، يجمع ولا يُفرق..
بعد تمكّن دولة الكيان من فرض نفسها ومشاريعها على الأنظمة الرسمية العربية مستفيدة من حالة التناحر والصراع المعلن والخفي بين الأنظمة العربية، يكون توقيت صفقة القرن أفضل توقيت لتصفية ما تبقى من التركة الفلسطينية
خلقت ثورة يناير روح الفاعلية والنشاط والمبادرة في قطاعات كبيرة من الشعب المصري، وخصوصا الشباب، وصنعت حالة كبيرة من الوعي يساعد على استعادة الثورة وتحقيق أهدافها، رغم كل المحاولات التي يقوم بها نظام السيسي للقضاء عليها، مدعوما بأنظمة إقليمية ودولية، وجهات مشبوهة
الحالة الثورية بكل زخمها إنما تواجه المستبد العميل الطاغي والغازي الدخيل الغاصب، وهي تعي من مشاهد صفقة القرن أن "المستبد مشروع خيانة"
هل حقا فشل محمد علي في مهمته الثورية التي ظهر من أجلها؟ هل فشل في معركة التوعية بفساد النظام الحاكم؟ هل يمكن الحكم على الشارع المصري بأنه كما هو قبل أن يظهر محمد علي في المشهد؟
الأمر يعني (بالضرورة) أن جهة ما كانت تدير المشهد على الأرض، وأن هذه الجهة لم تُعِد الكَرَّة، مع دعوات محمد علي التي تلت دعوة 20 أيلول/ سبتمبر
المطلوب الآن هو الاستفادة من التاريخ، لا الوقوف عنده أو البكاء عليه، أو المقارنة أو الشماتة، أو حتى جلد الذات، بل تصحيح الأخطاء والانطلاق من حيث انتهينا..
لقد نجح محمد علي نجاحا لم يحققه أحد قبله منذ الانقلاب العسكري، ولا يجوز أن نحكم بفشله، لفشل دعوته في إخراج الناس للثورة، صحيح أنه كان في حكم المغامر وهو يطلق هذه الدعوة، ولم يترك لنفسه مخرجاً، أو "خط رجعة"، لكن عذره أن هذه مشكلته باعتباره يفتقد للوعي السياسي، فتعامل مع نظام كما لو كان يقود "خناقة"
من معاني الثورة تحررنا من العجز والكسل، ومن "الجبرية السياسية" التي حولت فكرة "المهدي المنتظر" إلى قاعة انتظار نستقبل فيها الفقر والبطالة والأوبئة والظلم وتشرئب أوهامنا للمخلّص الفرد..
إنهم يدركون أن المعادلات حاليا مختلة، لكنها لن تظل مختلة طول الوقت، فلا الضعيف يظل ضعيفا ولا القوي يظل قويا أبد الدهر، ولا الأوضاع المحلية أو الإقليمية التي تسهم في رسم المشهد ستظل على ثباتها
انتهى فيلم المقاول محمد علي نهاية غير سعيدة، وإنني لا ألومه على انسحابه من الحياة السياسية بل أشجعه على ذلك، ولكنني ألوم مكونات المعارضة المصرية التي راهنت على شخص بلا مؤهلات سياسية أو قيادية..
حين يذهب الآلاف من الشباب إلى خارج مصر بتذكرة ذهاب فقط، إلى عوالم أخرى هربا من واقع قاس، فإن إحدى اللغات التي يخاطبون بها العالم هي لغة يناير.. كنا هناك وأردنا حرية فحرمونا منها. وليس صعبا أن تفهم الشعوب هذه اللغة